-->

المغرب يفشل في جر الاتحاد الافريقي، الى مستنقع الخطاب الملكي الاخير.


لم يحظى خطاب ملك المغرب الاخير باي اهمية لدى الافارقة و لم يشكل اي صدى على الساحة القارية، عكس ما روجت له الدبلوماسية المغربية" بعد فشل المغرب في انتزاع ترحيب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي بخطاب محمد السادس الاخير بعد اللقاء الذي جمع سفير المغرب لدى الاتحاد الافريقي محمد عروشي برئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقيه محمد يوم 8 نوفمبر الجاري باديس ابابا.
و على عكس مسعى الدبلوماسية المغربية، جاء كلام رئيس المفوضية الافريقية بمثابة الضربة القاتلة لمساعي المغرب التي روجت لخطاب محمد السادس مناسبة الذكرى ال 43 لاحتلال بلاده لاجزاء هامة من تراب الجمهورية الصحراوية، حيث استغل المناسبة "اي رئيس المفوضية" لتجديد موقف الاتحاد الافريقي الداعم لاي مجهود من شأنه ايجاد حل مبكر للنزاع في الصحراء الغربية بما يتماشى مع مقررات و لوائح الشرعية الدولية التي تجمع على ضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
و جاء في بيان صحفي نشره الموقع الرسمي للاتحاد الافريقي يوم 9 نوفمبر 2018، مايلي: " يشدد رئيس المفوضية على الحاجة الماسة إلى ايجاد حل مبكر للصراع في الصحراء الغربية، ويؤكد من جديد دعم الاتحاد الأفريقي للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين يضمن تقرير مصير شعب الصحراء الغربية".
لكن هذه الفقرة بالتحديد و بعض العناصر الاخرى التي وردت في مستهل حديث السيد موسى فقيه مع السفير المغربي، لم تراها اعين الاعلام و الدبلوماسية المغربيين اثناء تناولها لموضوع اللقاء، و بدل من ذلك ركز الاعلام المغربي على دعوة محمد السادس الى الجزائر و محاولة تصوير الجزائر على انها الطريق الاخر الوحيد في كل مشاكل و ازمات المملكة المغربية.
و بالحديث عن الجزائر جاء رد الرئيس موسى فقيه مفاجئ للسفير المغربي الذي ابلغه رغبة محمد السادس في إنشاء آلية للحوار السياسي المباشر مع الجزائر، حيث اكتفى رئيس المفوضية الافريقية "بتجديد دعم الاتحاد الافريقي لاي مبادرة من المرجح ان تعزز احياء التعاون الاقليمي"، و يعني مصطلح "الاقليم" الوارد في حديث السيد فقيه محمد، نطاق اوسع من جغرافيا الدولة الواحدة او الدولتين ضمن قاموس المصطلحات السياسية المعتمدة في ادبيات الاتحاد الافريقي حيث يعني "منطقة من المناطق القارية الخمسة" استنادا الى التقسيم الاقليمي الوارد في القانون التاسيسي للاتحاد الافريقي،
و هذا المعني يبدد نجاح الدبلوماسية المغربية في الظفر بتزكية او مباركة الاتحاد الافريقي لدعوة محمد السادس للجزائر، و يجعلها دعوة عامة لاي مجهود او مبادرة تعزز احياء التعاون الاقليمي، و بالتاكيد ان التسريع في ايجاد الحل لقضية الصحراء الغربية سيعزز التعاون و يجسد الوحدة بين دول اقليم شمال افريقيا و سيساهم في اعادة بعث اتحاد المغرب العربي كمجموعة اقتصادية قارية اولدت ميتة.
و رغبة في تبسيط معنى "الاقليم" او "الاقليمي" التي جاءت في ختام حديث رئيس المفوضية الافريقية، فان القانون التاسيسي للاتحاد الافريقي و القانون التاسيسي للمفوضية الافريقية يقسمان القارة الى خمسة اقاليم او خمسة مناطق و هي " اقليم الشمال و يضم 7 دول بينها الجمهورية الصحراوية و المغرب، اقليم الجنوب يضم 10 دول، اقليم الشرق يضم 14 دولة، اقليم الغرب يضم 15 دولة، اقليم الوسط و يضم 9 دول.
و عليه فان مصطلح اقليمي عندما ترد في احديث اي مسؤول افريقي او في اي وثيقة رسمية صادرة عن الاتحاد الافريقي، لا تعني بالضرورة المساحة الجغرافية بين اي دولتين عكس تفسير الدبلوماسية المغربية لحديث السيد فقيه محمد، و انما تعني اي ممنطقة من المناطق المسماة قانونا و الواردة اعلاه.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *