-->

جنيف : الرهانات ، ومآلات الحل.


تصدرت المشهد الإعلامي الدولي والوطني عناوين وأخبار وتحاليل تناولت في مجملها القضية الوطنية بشكل عام ، على ضوء ما سبق طاولة جنيف ، وماحاط بها من نقاش وتجاذبات وما تمخضت عنه ...بل وذهب البعض ليستشرف آفاق مابعد جنيف .
ماميز هذه المعالجات في وسائل الإعلام الدولية هو قربها من الموضوعية حينا وفي أحيان كثيرة الحيادية وهي سابقة لها دوافع تستدعي الانتباه وتحسب مكسبا لم يكن هبة من احد .
اما على مستوى اعلاميينا فقد كان للمدونيين رأى غلبت عليه الحماسة المصحوبة بالتأويلات والانتقاد ولهم كل الحق ذلك .حتى وإن جانفوا الموضوعية غالبا . 
ويبقى لجنيف تحت حزمة الضوء مالها في الظل كحلقة من حلقات ادارة الصراع المتشعب المأرب ، المتعدد العهدات والمتأرجح بين حماية ترسانة من القرارات والتوصيات الأممية، وقوة رهانات المصالح وتسابق قوى النفوذ ...
وفي هذا الخضم كانت طاولة جنيف مسرحا للمحاججات ومنبرا للنقاش واستكشاف النوايا . ويبقى ما ميزها هو تلاقي الإرادات في الاستنتاج القائل أن وضع الجمود استثناء مشوها وغير قابل للاستمرار . مما يحيل الي خلاصات على الأطراف أن تتمعن فيها واستخلاص منها مكامن قوتها تحضيرا للمحطات القادمة كانطلاقة لحرق المراحل نحو وضع نهائي للصراع .
وقد حضرت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بحقيبة ملئية بتراكمات ثقيلة حصدتها مراحل من الكفاح الدؤوب مؤطرة ضمن هدف واضح هو الاستقلال الوطني وإن تعددت لبوساته من تقرير المصير ، الي ما يتفق عليه الطرفين ... ... .
ان المتمحص لهذه المكاسب من مرافقة المعركة السلمية في جبهة الأرض المحتلة وما أفضت إليه في ملف حقوق الإنسان الي مكاسبنا في النزال القانوني داخل أروقة المحاكم والهيئات لتوقيف نزيف الثروات وصولا للمكاسب الباهرة في ساحات دبلوماسية أجبرت الآخر على مرارة الخيار بين الغياب او الحضور ( الاعتراف) الضمني ...
كل هذا مرافقة للاستمرار في تقوية الذات واستكمال البناء المؤسساتي جعل محاورينا اكثر أريحية مقابل طرف يعيش فراق العرش ، وفقدان مصادر تمويل الحلفاء التقليديين والتخبط في فوضى التخطيط وكثرة وتنوع دوافع الحراك الداخلي المتصاعد والذي تعدى المطالبات الخبزية إلى التطلع الي متنفسات الكرامة ... ... مما افقد سياسات التنطع جدوائياتها . 
فقد كان النكوص واضحا في الحضور الي جنيف للجلوس الي المخاطب العنيد المتمسك بالسبيل الأوحد في تقرير مصير الشعب الصحراوي .
وبهذا تكون مشاورات جنيف بالنسبة لنا قد اخذت علما بماقبلها و انتهت بالصلابة على التأكيد للرؤية الصحراوية للحل المفضئي لتقرير المصير . الشيئ الذي يضعنا أمام التحضير الجاد للتعاطي مع ما ساينبلج عنه غد المشاورات والتفاوض . ولعل تقوية عوامل الصمود والتمسك بالوحدة الوطنية كمكسب عظيم حاضن لكل المكاسب . وهنأ سيكون للنخب الصحراوية دورا رياديا كقيم مضافا في معركة ما فتئت تعول على تفجير الطاقات الكامنة في الإنسان للوصول للمبتغى. 
محمد لغظف عوة .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *