-->

هدم واعتداء واحتجاز.. هجوم الاحتلال على مخيم في رام الله


هدم جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت مبنى يؤوي عائلات ستة أسرى فلسطينيين أشقاء بمخيم الأمعري جنوب رام الله في الضفة الغربية، حيث اندلعت مواجهات أصيب فيها نحو ستين فلسطينيا بجراح وبحالات اختناق إثر استنشاقهم الغاز المدمع.
وأفاد مراسل الجزيرة صباح اليوم بأن جنود الاحتلال فجروا منزل عائلة أبو حميد المكون من أربعة طوابق في أطراف مخيم الأمعري، وذلك بعد تفخيخه من الداخل بالمتفجرات.
وقبل التفجير بدقائق، أصيب مصور الجزيرة في رأسه ويده جراء قنبلة غاز ألقاها جنود الاحتلال على الصحفيين في المخيم.
وفي الساعة الواحدة ليلا، حاصر نحو مئتي جندي إسرائيلي تساندهم أكثر من ثلاثين آلية عسكرية، مبنى عائلة أبو حميد، في وقت اعتصم فيه عشرات المتضامنين مع العائلة بداخله.
وبعد وقت قصير، اقتحمت قوات الاحتلال المبنى ودفعت أكثر من ثلاثين معتصما بداخله للخروج بالقوة، ثم قيّدت عددا منهم واعتدت عليهم، وأطلقت قنابل الصوت داخل المنزل لإجبارهم على مغادرته تمهيدا لهدمه.
وأجبرت قوات الاحتلال عشرات العائلات، بينها عدد كبير من الأطفال والمسنين، على مغادرة منازلها المحيطة ببناية عائلة أبو حميد، في عملية تشريد وترحيل قسري واسعة، واقتادتهم إلى ملعب خارج المخيم حيث احتجزوا لساعات في البرد القارس، قبل أن يسمح للهلال الأحمر بنقل النساء والأطفال إلى مقره القريب.
ونقل الهلال الأحمر الفلسطيني سيدة في حالة مخاض وأطفالا عديدين ومسنين تدهورت أوضاعهم الصحية بين المحتجزين بفعل البرد الشديد، إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وخلال هدم المنزل، قمع الجيش الإسرائيلي الطواقم الصحفية وأبعدها عن حي عائلة أبو حميد، في حين اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال وعشرات الشبان الفلسطينيين في شارع القدس المحاذي لمخيم الأمعري.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن أكثر من ستين شخصا أصيبوا في مواجهات إخلاء بناية عائلة أبو حميد، ستة منهم نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وقرر الاحتلال هدم منزل العائلة بعد اعتقال نجلها إسلام أبو حميد (32 عاما) واتهامه بقتل جندي إسرائيلي بإلقائه لوحا رخاما من فوق منزله على قوة خاصة اقتحمت مخيم الأمعري في يونيو/حزيران الماضي.
وأطلق ناشطون الأربعاء حملة شعبية للدفاع عن منزل أبو حميد، فنصبوا خياما أمام المنزل للاعتصام فيها، لكن المحكمة العليا الإسرائيلية أمهلت عائلة أبو حميد حتى مساء 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري لإخلاء المنزل تمهيدا لهدمه.
وهذه هي المرة الثالثة التي يهدم فيها الاحتلال منزل عائلة أبو حميد، حيث دُمّر للمرة الأولى عام 1994 عقب اغتيال ابنها عبد المنعم أبو حميد، كما هدم عام 2003 عقب اعتقال نجلها ناصر أبو حميد الذي اتهمه الاحتلال بالوقوف وراء عمليات تفجيرية أدت إلى مقتل سبعة إسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وإلى جانب ناصر المحكوم بالمؤبد سبع مرات، يعتقل الاحتلال أشقاءه نصر المحكوم بالمؤبد خمس مرات، وشريف المحكوم بالمؤبد أربع مرات، ومحمد بالمؤبد مرتين وثلاثين عاما، في حين ينتظر إسلام حكما بالمؤبد أيضا، ويقضي أصغرهم جهاد سجنا في الاعتقال الإداري المتجدد (دون تهمة).
وقالت والدة الأسرى الستة لطيفة أبو حميد (70 عاما) إن هدم بناية العائلة بشققها الأربع إجراء انتقامي، بعد أن رفض القضاء الإسرائيلي التماسيْن قدمتهما ضد هدم البناية التي يمتلك نجلها إسلام شقة فيها، وادعت سلطات الاحتلال أن الأرض المقامة عليها البناية مصادرة، رغم تأكيد العائلة أنها أرض تابعة لمخيم الأمعري وتمتلكها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وأثناء هدم منزلها، قالت الأم الملقبة بسنديانة فلسطين "فليهدموا كل البيوت فداءً لفلسطين"، ثم وجهت رسالة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قائلة "هدمتم أول وثاني مرة وأعدنا البناء، وسنبني مجددا، ما دام شبابنا بخير نحن أقوياء ولن نهتم".
وقال رئيس هيئة المقاومة الشعبية وليد عساف إن منزل عائلة أبو حميد سيعاد بناؤه من جديد قريبا. وأشار إلى تهديد مئات العائلات الفلسطينية في 25 قرية بالاقتلاع بأنحاء القدس والضفة الغربية.
وقال عساف، الذي كان يساند أم ناصر أبو حميد، "ليس أمام الفلسطينيين سوى التصدي لهذه السياسة ورفض مغادرة أراضيهم، وهذا جزء من معركة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال".
المصدر : الجزيرة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *