-->

عشية مفاوضات جنيف رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة يؤكد "أن للشعب الصحراوي حق غير قابل للصرف في تقرير المصير والإستقلال"


أجرت جريدة "Il Manifesto" الإيطالية حوارا مطولا مع رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي صدر في عددها لنهار اليوم الأربعاء الخامس من ديسمبر 2018 بعد دعوة الأمم المتحدة طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب ودول الجوار الجزائر وموريتانيا الى طاولة مفاوضات بجنيف السويسرية والتي تنعقد في هذه الأثناء، وقد أكد رئيس الجمهورية في ذات الحوار أن الشعب الصحراوي والقيادة الصحراوية لا يفضلان خيار الكفاح المسلح رغم مشروعيته غير أن للشعب الصحراوي حق غير قابل للتصرف في تقرير المصير والإستقلال وسيذهب الشعب الصحراوي الى كل الوسائل المشروعة والمتاحة للحصول عليه. 
وحول سؤال عن كيف يمكن أن نحكم على دعوة طرفي النزاع الى "طاولة مستديرة" بمشاركة الجزائر وموريتانيا وماهي توقعات جبهة البوليساريو، قال رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي، أنه وبعد ست سنوات من المحاولات التي تقوم بها الأمم المتحدة فقد وافق المغرب أخيراً على الجلوس والتحدث مباشرة مع جبهة البوليساريو، ونحن نعتبر ذلك خطوة إلى الأمام، ولكن ما زال من المبكر الحديث عن تغيير إيجابي حاسم في الموقف المغربي، وسوف نحكم لاحقا على الحقائق. 
وبخصوص سؤال عن نشاط المبعوث الشخصي هورست كوهلر منذ توليه المهمة قال رئيس الجمهورية، أن السيد هورست كوهلر قام بعمل هام من خلال جولاته واتصالاته مع طرفين النزاع جبهة البوليساريو والمغرب وكذلك جولاته للبلدان المجاورة وزياراته للجهات الدولية الفاعلة على مستوى مجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، فضلا عن زيارته للمناطق المحتلة من الصحراء الغربية وهذه يقول رئيس الجمهورية هي علامات للجدية والمصداقية، وقد أدانت الأمم المتحدة مؤخرا المغرب بسبب انتهاكاته لحقوق المعتقلين السياسيين والجمعيات الصحراوية، وإن ما يحدث الآن في الأراضي التي يحتلها المغرب من الصحراء الغربية هو مزيد من السلوك القمعي وهمجية الاحتلال تزيد كل يوم والوضع لم يتغير كثيرا، على الرغم من الإدانات والتقارير من مختلف الوكالات والمنظمات غير الحكومية. مع ذلك يقول رئيس الجمهورية تستمر المقاومة الصحراوية السلمية من خلال انتفاضة الاستقلال وعلى الأمم المتحدة أن تضغط أكثر لوقف إنتهاكات حقوق الإنسان ضد المدنيين العزل في الصحراء الغربية المحتلة ووقف نهب ثروات الشعب الصحراوي وإطلاق صراح كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين وعلى رأسهم مجموعة أگديم إزيك.
وحول سؤال عن الوضع في مخيمات اللاجئين الصحراويين خاصة بعد انخفاض المساعدات الإنسانية قال رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة، إن قطع المساعدات الإنسانية له تأثير، بالطبع، في مجالات مثل الصحة والتغذية، وقد ناشد الهلال الأحمر الصحراوي المجتمع الدولي لتجنب الأزمة ولكن ومع الأسف نحن نعلم أنه وفي كثير من الحالات المتعلقة بتقليص او قطع المساعدات فإن القرار متعمد، و الهدف هو الضغط على الشعب الصحراوي من أجل التخلي عن مقاومته ونضاله المشروع، ومع ذلك، لا تزال قناعات الصحراويين راسخة في تمسكهم بحقوقهم المشروعة في الحرية والاستقلال والعودة إلى وطنهم بكرامة، ولكن يقول الرئيس الجمهورية أن المؤسف في الأمر والذي يعتبر من المفارقات، أن يحدث هذا الضغط على الصحراويين من اطراف داخل الاتحاد الأوروبي، وخاصة فرنسا واسبانيا، وأن يتم الضغط على الدول الأخرى لتوقيع اتفاقيات مع المغرب تشمل المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، وبالتالي المساهمة في نهب الموارد الطبيعية للصحراويين، خلافا لقرارات محكمة العدل الأوروبية العليا.
وحول سؤال عن الاستراتيجية السياسية لجبهة البوليساريو، أجاب رئيس الجمهورية أن استراتيجية الشعب الصحراوي هي دائما المقاومة والنضال بكل الوسائل المشروعة والمتاحة من أجل الوصول الى الحق في تقرير المصير والاستقلال، الكفاح مستمر يقول رئيس الجمهورية والمقاومة السلمية لا تتوقف، وفي الآونة الأخيرة، نخوض معركة قانونية، فيما يتعلق بمواردنا الطبيعية، وقد اعتمدت محكمة العدل الأوروبية ثلاثة قرارات مهمة، في أقل من عامين، مما يجعل الأمور واضحة بخصوص عدة نقاط، الأولى أن المغرب والصحراء الغربية دولتان منفصلتان، ​والثانية أن المغرب لايملك السيادة على الصحراء الغربية، والثالثة من غير القانوني استغلال الموارد الطبيعية للصحراء الغربية دون اتفاق صريح مع شعب الصحراوي وممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو.
وقال رئيس الجمهورية أن الدولة الصحراوية تقوم بواجباتها على الصعيد الدولي وخاصة داخل الاتحاد الأفريقي، حيث تعتبر عضو مؤسس، وحاليا نحن نتعاون مع جهود الأمم المتحدة، ونأمل أن يتم إتخاذ الخطوات اللازمة للضغط على المغرب للدخول في عملية مفاوضات مباشرة مع جبهة البوليساريو، بحسن نية ودون شروط مسبقة.
وحول سؤال عن موقف الولايات المتحدة من النزاع، قال رئيس الجمهورية، في الوقت الحالي، نعتبر أن الولايات المتحدة تدافع عن تخفيض ولاية المينورسو إلى ستة أشهر، بدلاً من سنة واحدة، وتصر على أن تقوم البعثة بعملها، كما يشير الى ذلك اسمها وهو تنظيم استفتاء لتقرير المصير للشعب الصحراوي.
وحول سؤال عن إحتمال العودة الى الكفاح المسلح في حالة عدم قدرة الرباط على صنع السلام العادل الذي يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير، اجاب رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة، وكما قلت في الإجابة السابقة، سيذهب الشعب الصحراوي إلى كل الوسائل الشرعية المتاحة له، وإن الكفاح المسلح هو حق تمنحه الأمم المتحدة لشعوب تدافع عن حقوقها المشروعة وللحراويين حق غير قابل للتصرف في تقرير المصير، ومع ذلك فإننا لا نفضل خيار العودة للكفاح المسلح وسنذهب إليه فقط إذا فرض علينا من طرف المغرب، كما كان الحال في 31 أكتوبر 1975، تاريخ بداية الاحتلال العسكري المغربي غير القانوني لبلادنا.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *