-->

الإحتلال المغربي ومستنقعه القذر .


سخر الإحتلال المغربي كل الخطط الخبيثة والاستراتيجيات المقيتة البعيدة المدى ، من أجل تدمير المجتمع الصحراوي، والتحكم التام، بحكم تواجده على الأرض في كل كبيرة وصغيرة، في شتى مناحي الحياة ،ولأن الإحتلال لايتقن إلا التسلل والحروب القذرة، فقد دبر المكائد التي يصنع بها أتباعه، ويتحكم بمصائرهم، يبتزهم بعد ذلك ،ويستخدمهم كوسيلة ضغط من أجل أن يصل في النهاية إلى هدفه ،ولهذه الحرب إختار الإحتلال سلاح المخدرات المدمر ،وبدأ بنسج خيوطه، بعناية من أجل الإيقاع بأبناء الشعب الصحراوي، وجرهم إلى مستنقعه الذي لم يعرفه المجتمع الصحراوي، إلا مع دخول الغزو المغربي ،هذا المستنقع لاتكمن خطورته ،في أضراره على الفرد، بل تتجاوزه للمجتمع والأجيال المتعاقبة، وله تأثير على عادات وتقاليد راسخة ،في المجتمع الصحراوي المحافظ، الذي أريد له أن يتحول من مجتمع الأمن والأمان ، وإحترام الجار ونبذ العنف بكل أشكاله، الى مجتمع يجد في العنف غاية، وليست وسيلة ويصبح ماكان مستهجنا وفاضحا فعلا طبيعيا ،حتى يتأقلم معه الجميع بل وينخرطون فيه ،إن تسخير الاحتلال لوسائله وأدواته المادية والبشرية ،في الجزء المحتل من الوطن، لايخفى على أحد حيث يسمع دبيب النملة بفعل المراقبة الدائمة جوا وأرضا وبحرا لكل شبر في الصحراء الغربية والمتابعة اللصيقة لكل التفاصيل اليومية لحياة المواطنين الصحراويين في الأرض المحتلة ،فكيف يبرر الإحتلال ترويج المخدرات بأنواعها المختلفة في المناطق المحتلة حتى تلك التي لاينتجها (الكوكايين ،الهيرويين )،
مع أنه طبعا يعتبر من أهم المنتجين ، والمصدر الأول للقنب الهندي الذي غزا به أرض الصحراء الغربية، بل القارة الإفريقية ،إن خطط الإستعمار لاغبار عليها، في استهدافه للعنصر البشري الصحراوي ،في شتى المجالات ،وتدمير البنية المجتمعية المحافظة، وأخلاق وقيم وعادات الشعب النبيل، ولعل مانسمعه في كل مرة عن إعتقال مهربين للمخدرات، والتي تتطور بعد ذلك إلى الجرائم المنظمة تمارسها عصابات تنتهك القانون، وتضع نصب عينيها تحقيق مآربها الشخصية، في الوقت الذي يحتاج فيه الوطن المحتل إلى سواعد أبنائه، وإلى كل الجهد والعمل من اجل تحريره ،فلا كرامة للصحراويين، ولاوجود ولا إستمرارية ولاراحة ولاسكون إلا في وطن حر مستقل لكل الصحراويين ،يعيشون في كنفه يتفيأون ظلال أشجاره، ويتنقلون بين ينابيع وديانه، كما كان الحال في عهد الأسلاف و لايمكن بأي حال من الأحوال، أن نتجاهل أن مايقدم عليه أبنائنا لايمكن إلا ان يكون بمباركة من الإحتلال، هو الذي يمهد الطريق لضياع المجتمع ،ومحاولة تغيير مفاهيمه السلمية الحضارية، في نبذ العنف والإبتعاد عن أسبابه ،والتي تعتبر تجارة المخدرات وترويجها أحد اهم دوافعه ،إن قدرة الإنسان الصحراوي على إستيعاب الواقع ،وفهم معانيه يجب ان تنطلق من المبادئ والقيم، التي يجب التمسك بها حفاظا على الأمانة، ومسؤولية توفير الأمن، والأمان للأجيال المتلاحقة ،إن أهداف الإحتلال الدنيئة، لم تعد تخفى على أحد، لأن التقارير الدولية في موضوع المخدرات تشير الى الاحتلال المغربي، باعتباره رائدا في هذا المجال ، حتى أن سمعته وصلت أصقاع الأرض ومخدراته عابرة للقارات ، إن ضعف النفس البشرية ،أمام أهواء محفوفة بالخطر ،أهواء تجانب العقل وتترك المجال للتحكم في الإنسان، فتعميه عن طريق الصواب، وتتداخل عناصر التحكم لينضاف إليها إستغلال المحتل لنقطة الضعف تلك ،والدخول على خط تسييرها والتحكم فيها حتى تحقيق مآربه الخسيسة ،في تدمير المجتمع والسيطرة على العناصر التي تأتمر برياح أهواء النفس الضعيفة، فيصبح الإحتلال شيطانا يغذيها وينعشها ان تراجعت ، ويساعدها لتصل إلى ماتظن انه الكمال وتحقيق الطموحات المادية الضيقة، متناسية بذلك أنها تدمر نفسها ومحيطها تماما كما يفعل السرطان بخلايا الجسم ، حين يستفحل فيها فلا يعود بالإمكان مقاومتها أو علاجها.
إن الواجب الأخلاقي والديني والوطني، يحتم علينا جميعا أن نتصدى لمحاولات الإحتلال تكريس غزوه، لنا على كافة الأصعدة من خلال مواجهة أساليب التدمير، واجتثاث الهوية والقضاء على القيم والعادات الطيبة ،لشعب بدوي لايعرف إلا نبل العطاء وجمال الخلق ؛شعب ينافح عن الجار، ويجير المظلوم ،شعب من العار على ابنائه ان يغتالوه بسكاكين يمسك عدوهم بمقبضها .
عن موقع وزارة الارض المحتلة والجاليات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *