-->

مغرب عربي بدون مملكة المخزن !

لايمكن أن يبقى قطار المغرب العربي معطلا بفعل ساسة المخزن ذوي الأمزجة المتقلبة، يأتون و يقبلون عندما  تخنقهم الأزمات وتوصد في وجههم أبواب الغير، و حالما يتنفسون و يرون أصغر إشارة من الغريب ينقضون على الإتحاد متنكرين لكل العهود و المواثيق وضاربين عرض الحائط بأمال ورغبات الشعوب المغاربية.
الايحق لشعوبنا أن تقول كفى من  الإبتزاز و الضحك على الذقون؟
يمكن للمخزن أن يستحمر شعبه العزيز –رغم أن ذلك يؤسفنا- و أن يعتبره رعايا مداويخ وأوباش و يمنكنه حتى أن " يطحن أمه" فهذا شأنه و شأن المغاربة، و لكن أن يعتقد بأنه سيستحمر الشعب الجزائري و الموريتاني و الصحراوي و التونسي و الليبي، فهذا لعمري قمة الهستيريا و العمى. لا يمكن لهذه الشعوب أن تترك وحدتها رهينة، بمزاج البلاط الملكي و انتظار الخير من حيث لاينتظر، ولعل رفض المغرب إنعقاد دورة طارئة لمجلس وزراء دول الإتحاد في انواقشط لدليل قاطع على النية المبية لإقامة صلاة الغائب على "إتحاد المغرب العربي".
ألم يقل العاهل المغربي قي القمة التي إنضم في اطارها الى حظيرة الاتحاد الافريقي: "ان شعلة الاتحاد المغاربي انطفأت"، ولم تمر هذه الكلمة هكذا فقط وأنما استغلتها الخارجية المغربية وبدأت في كل مرة تعمل من اجل تفعيل العمل الثنائي وهجرت العمل متعدد الاطراف. بل سارعت الى طلب الإنضمام الى تكتلات بعيدة عنها جغرافيا. فطار المخزن الى الخليج العربي وحظي بإستقبال في اجتماع مجلس دول الخليج الى جانب ملوك و أمراء تلك الدول، وصمت آذاننا الصحافة المغربية الرسمية منها و المستقلة بانضمام المملكة الى أخواتها المملكات العربيات" الشريفات" و انها وجدت ماهو خير لها من اتحاد المغرب العربي، وماهي الا أيام حتى فهم المخزن أن مملكته البئيسة والفقيرة غير مرحب بها في مجلس "البترودولار" الخليجي مثلها مثل مملكة الأردن و اليمن و عمان. بعد ذلك مباشرة يسرع الخطى الى أفريقيا و ينزل بكل ثقله و ما أتي من خبرة وحنكة دبلوماسية ظانا ان الأفارقة سذج و "مداويخ"، و بدون مقدمات تقدم رسميا بطلب العضوية لمجموعة " سيدأو" لغرب افريقيا وأعلنت الخارجية المغربية حينئذ أن عضوية المملكة تم قبولها مبدئيا وقبولها رسميا إن ما هو قضية وقت و مازال المخزن ينتظر الى حد الساعة و باللغة السياسة غير مرحب به في هذا التكتل الإفريقي. ولم يتوقف المخزن عن إدارة الظهر لشعوب المغرب العربي فقام بأكثر من محاولة لبيع نفسه في المزاد العلني للإتحاد الأوروبي ولكن لا من يدفع الثمن.
لقد أظهرت ديبلوماسية المغرب بلادة سياسية لا مثيل لها وارتكبت خطأ تاريخيا في حق إتحاد المغرب العربي بتفويتها الفرصة الثمينة، بعدم قبولها دعوة أمانة الإتحاد المغاربي للإجتماع الطاريء بنواقشط و بالتالي قد تجردت من كل الأخلاقيات الدبلوماسية و معاني الأخوة و الصداقة.
لقد أكد المغرب بما لا يدع مجالا للشك بأنه لايرغب في اتحاد المغرب العربي فالى متى يبقى أجري و رائه و هو المعطل للقمة الوزارية الحالية؟، كما فعل بالضبط سنة 1981 عندما عطل انعقاد قمة منظمة الوحدة الأفريقية لسنتين متتابعتين لم يستطع الرؤساء الأفارقة الإجتماع خلالها، بل حاول في ذلك الوقت مدعوما من فرنسا، بشق الصف الإفريقي بخلق منظمتين افريقيتين الشيء الذي استنفر الزعماء الأفارقة وطردوا للتو المخزن المشاغب من منظمتهم بحتضانهم للجمهورية الصحراوية ولاشك المسار الحالي ينبئ بأن الخيارالوحيد المتبقى لدول المغرب العربي هو الإستغناء عن المملكة المغربية، ثم البحث عن بديل آخر يضم دول شمال افريقيا اويضم اغلبيتها ككتلة جهوية فاعلة تتجاوب مع قرار القمة الأفريقية الإستثنائية الأخيرة و الخاصة بتقييم مسيرة الإتحاد الأفريقي الداعي الى ضرورة تفعيل التكتلات الجهوية و الإقليمية التي هي ركيزة بناء القوة التفاوضية للإتحاد الإفريقي فضلا عن دورها في تسريع الإنسجام المؤسساتي و التكامل الإقتصادي و التنمية المستدامة وهذا البديل  ليس بالضرورة أن يطلق عليه اسم اتحاد المغرب العربي ولاشك أن نجاحه له أكثر من ضمانة بحكم أن جميع دوله جمهوريات تتشابه انظمتها السياسية و لها علاقات ممتازة فيما بينها سواء سياسية او اقتصادية و تجارية و لا توجد أي خلافات تذكر لديها، وبالتالي تكون شعوبنا قد ربحت الوقت و اخرجت اطار وحدتها من حالة الغيبوبة التي إختارها له نظام المخزن و عندها من يحتاج الى هذا التجمع عليه أن يأتي و يطرق الباب و يعبر عن الثقة و الصدق و عليه أن يدفع الثمن، أي أن يقبل الشروط و أولها احترام الحدود الموروثة عن الإستعمار انسجاما مع القانون الدولي ثم احترام المعهدات و الإتفاقية الدولية المعمول بها، و ان تكون اجتماعات هذا الإتحاد غير مرتبطة بوجوب حضور جميع الأعضاء كشرط كما هو الحال اليوم، فيكفي حضور الثلثين شأنه في ذلك شأن باقي التكتلات حتى يغلق الباب أمام ذوي النوايا السيئة في نسف جهود بقية الدول.
إن تركيبة الإتحاد الإفريقي و المسار المؤسساتي المتقدم لهذا الإتحاد الذي فرض نفسه كلاعب دولي اصبح يحسب له، ترغم دول شمال افريقا أن تفعل فورا إطارها وتقدم نفسها ككتلة جهوية كباقي التجمعات الأفريقية الأخرى الشيء الذي سيفرض بالضرورة تواجد الجمهورية الصحراوية في هذه الكتلة بوصفها عضوا بالإتحاد الأفريقي و ربما هذا هو السر الحقيقي الذي يخيف المخزن المغربي من تفعيل اتحاد المغرب العربي كمنظة جهوية مندمجة في الإتحاد الأفريقي والذي يجلس فيها جنبا الى جنب مع الدولة الصحراوية و بالتالي لا مبرر لديه يمنعه من الجلوس الى جنبها في مكان اخر.
إذا كان الوضع " الإستاتيكو" الذي فرضه المخزن على الصحراء الغربية أصبح غير مقبول فإن حالة  "الغيبوبة" الموجود عليها الإتحاد المغاربي أصبحت أيضا مرفوضة و خروج المملكة المغربية حتى لا نقول طردها إنما هو قضية و قت. فالشعوب المغاربية لن تبقى رهينة إرادة المخزن !
بفلم: محمد فاضل محمد سالم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *