-->

وفاة الأمير طلال بن عبد العزيز الرمز الإصلاحي في العائلة المالكة السعودية


الرياض: توفي السبت الأمير طلال بن عبد العزيز الأخ الأكبر للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، عن عمر يناهز 87 عاما.
وأعلن الأمير عبد العزيز بن طلال عن وفاة والده الأمير طلال بن عبدالعزيز الابن الثامن عشر للملك المؤسس عبد العزيز.
يذكر أن الأمير طلال بن عبد العزيز دخل المعترك السياسي وزيراً للمواصلات عام 1952 وشغل منصبي وزير المالية والمواصلات، وعُيّن سفيراً لبلاده لدى فرنسا.
الوفاة، جاءت بعد معاناة مع مرض، لم تكشف تفاصيله وسائل الإعلام، ولا الأسرة، وبحسب بيان للديوان الملكي، نقلته وكالة الأنباء الرسمية، مساء السبت، سيصلى على الأمير طلال بعد صلاة العصر، الأحد، في أحد مساجد العاصمة الرياض.
عُرف بدعوته إلى قيام ملكية دستورية وتأسيسه حركة “الأمراء الأحرار” كما يحظى بشعبية جارفة لدى السعوديين بحكم التصاقه بهموم الشارع ومتطلباته إضافة إلى كونه من الأمراء المثقفين ويجيد عدة لغات بينها الإنجليزية والفرنسية
وغرّد عبد العزيز نجل الأمير الراحل بـ”تويتر” معلنا استقبال العزاء بالمملكة، لمدة 3 أيام تبدأ غدا الأحد.
ووفق إعلام سعودي، ولد الأمير طلال، في منتصف أغسطس/آب 1931، في الطائف غربي المملكة.
وبوفاته، تفقد العائلة المالكة السعودية، رمزها “الإصلاحي”، ومعروف تاريخ الأمير طلال برؤيته الإصلاحية، التي لم تتوقف رغم ارتباطه بالمناصب الحكومية.
وكثيرا ما اختلف الأمير طلال مع رموز بالعائلة الحاكمة، في إطار إصلاحات لا يعرف هل كان ينتوى بها الصعود للسلطة أم لا؟ ولكنه وفق التقارير والمعلومات المثارة حول شخصيته والتي لم تنفها الأسرة كان صاحب مطالب إصلاحات واضحة.
وفي عام 1952، عين الأمير الراحل، أول وزيرا للمواصلات بالمملكة، لمدة عامين، ثم عين نائبا لوزير المالية.
ونتيجة خلافات داخل العائلة المالكة آنذاك حول طريقة الحكم، ترأس الأمير طلال، في 1958، فيما عرف تاريخيا بحركة “الأمراء الأحرار”، وهى أسست للمطالبة بإصلاحات تبعد آل سعود عن الحكم، وتؤسس لإنشاء حكم دستوري وبرلماني ودستور مكتوب يحدد صلاحيات الملك ويعطي حقوقا واضحة للمواطن.
ورغم توليه منصب وزير المالية عام 1960م لمدة عام، إلا أن طرحه الإصلاحي، لم يتوقف هو وآخرون، واستمر أثناء ذلك وبعدها، وظهر في مؤتمر صحفي ببيروت، خارج المملكة، في 1962م، ينادي بتلك الإصلاحات، قبل أن يحل ضيفا على مصر لبعض الوقت في ظل خلافه مع النظام السعودي.
وعاد الأمير طلال إلى المملكة، بعد فترة من مكوثه في مصر، بعيدًا عن السياسة متعلقا بأمور تنموية وتعليمية.
وأسس عام 1980 “برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية” بغرض دعم جهود التنمية البشرية في دول العالم النامية، ومن خلال هذا البرنامج قام وبالتعاون مع شركاء دوليين بإنشاء العديد من المؤسسات مثل: المجلس العربي للطفولة والتنمية، بنك الفقراء.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 أعلن استقالته من هيئة البيعة (المعنية بالإشراف على انتقال الحكم في المملكة)، من دون تحديد أسباب الاستقالة، التي تعتبر أمراً نادراً في السعودية.
وحفل الحساب الموثق للأمير طلال، عبر منصة “تويتر”، الذي دشن في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، على أراء في الشأن الداخلي ذات طبع إصلاحي، مؤكدا في تغريدة في 20 من هذا الشهر :”أنا لن أتراجع عن مشروعي الإصلاحي فالعملية تتوقف على الظروف التي تعتري بلادنا وتعتريني شخصياً إن مطالباتي الإصلاحية مستمرة إن شاء الله”.
ومن أبرز أبنائه الملياردير السعودي، الوليد بن طلال (63 عاما)، الذي تم توقيفه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، ضمن أكثر من 200 شخص، منهم 11 أميراً و4 وزراء كانوا على رأس عملهم آنذاك، وعشرات سابقين ورجال أعمال، في سابقة لم تشهدها المملكة، على خليفة تهم ينفونها متعلقة بالفساد، قبل أن يطلق سراحه مؤخرا.
ووفق رصد سابق أجرته وكالة الأناضول، طرحت شجرة العائلة المالكة بخلاف المؤسس 6 ملوك بينهم الحالي، الملك سلمان، بخلاف أعداد كبيرة من الأبناء والأحفاد، برز منهم مسؤولون في مناصب حكومية وعليا في المملكة، وسط تقديرات أولية تشير لوجود ما بين 5 آلاف إلى 15 ألف أمير من آل سعود، لكن البارزين منهم والذين يشكلون هيئة البيعة لا يتجاوزون 34 أميرا (أبناء الملك المؤسس وعدد من أحفاده)، لكن هناك عشرات أو مئات آخرين يشغلون مناصب حساسة في الدولة.
وتوفي من الأبناء البارزين، للملك المؤسس 4 ملوك هم: سعود، وخالد، وفهد، وعبد الله، واغتيل فيصل، ومن الآمراء البارزين، توفي 4 هم: سلطان، ونايف، وعبد الرحمن، وتركي، واليوم طلال بينما على قيد الحياة الملك سلمان و7 أمراء أبرزهم بندر (أكبر أبناء المؤسس 85 عاما)، ومتعب، وأحمد، ومقرن (أصغر أبناء المؤسس 73 عاما).
(وكالات)

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *