-->

سنة 2018 تحمل لأول مرة ابتعاد المغرب عن دول الخليج في تطور لافت يعمق الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة بالمغرب


حملت سنة 2018 بوادر القطيعة بين المغرب ودول الخليج العربي وبالخصوص العربية السعودية مع الاحتفاظ بعلاقات نسبية مع قطر، في تطور لافت يحدث لأول مرة في تاريخ علاقات المغرب مع الدول الخليجية.
واعتادت المملكة المغربية الحفاظ على أواصر متينة مع الدول الخليجية وعلى رأسها العربية السعودية، كما يراعي الخليجيون مكانة الملكية المغربية ويعتبرونها ودولة حليفة في السياسة الدولية، لكن هذا التحالف سجل سنة 2018 بداية التراجع الملحوظ، فقد وقعت مجموعة من الاحداث ألقت بظلالها على العلاقات الثنائية، وهي تسير عكس ما تم الاتفاق عليه في قمة المغرب والخليج سنة 2017، ومنها ما ركزت عليه الصحافة المغربية عن كيفية انسحاب المغرب من حرب اليمن سنة 2018، الذي تم عن طريق إبلاغ الدول الغربية بهذا الانسحاب الذي لم يتم الإعلان عنه رسميا حفاظا على الشكليات في العلاقات الدولية.
ورغم محاولات المغرب السير مع الدول الخليجية في مهاجمة إيران، بقطع العلاقات مع إيران ومحاولة تبرير ذلك بدعم مزعوم لـ“حزب الله” لجبهة البوليساريو، وهي الدعاية التي اوقعت المغرب في ورطة بعد نفي جبهة البوليساريو هذه الاتهامات البعيدة عن الواقع والغريبة.
وزاد توتر علاقة المغرب مع الخليج بعد تقليص الدول الخليجية دعمها المالي للمغرب وهو ما دفع الاخير الى رفض  استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال جولته العربية بعد جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول خلال تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كما رفض لعب دورا تجاه فرنسا للتخفيف من الضغط على السعودية في جريمة خاشقجي، حسبما نقلت الصحافة المغربية، وكان الملكية الوحيدة الى جانب قطر الذي رفض التضامن مع السعودية في أزمة خاشقجي.
وكان نواب مغاربة في اجتماع للبرلمان العربي الوحيدين الذين عارضوا بيانا اصدره السعوديون ينددون فيه بطريقة معالجة فرنسا بالعنف للمتظاهرين من السترات الصفراء.
وبادرت السعودية الى معاقبة المغرب على مواقفه تجاهها، وهي التي كانت تنوي تزعم حلف الأنظمة الملكية، فقد عارضت احتضانه كأس العالم ونظمت حملة لصالح الثلاثي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وأوقفت المساعدات المالية السنوية، كما قامت وسائل إعلام سعودية بالاعتراف الضمني بكفاح جبهة البوليساريو والقانون الدولي في نزاع الصحراء الغربية، وبثت قناة “العربية” برنامجا يعترف بالحدود السياسية للجمهورية الصحراوية، وهو ما أثار انتقادات واسعة وسط المغاربة.
ونتيجة البرودة في العلاقات بين الرياض والرباط، قللت دول تدور في فلك السعودية، وهي الإمارات العربية والبحرين من زخم العلاقات مع المغرب.
ومقابل التراجع، أو على الأقل البرودة، في علاقات المغرب مع حلفاء الخليج، حافظ المغرب على علاقات طيبة ومتينة مع قطر بسبب التقاء الدولتين في ملفات دولية، والتزام قطر بتسديد مساعداتها المالية السنوية.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *