في حوار قصير مع الجلاد...
بقلم: حمادي محمد لمين الجيد
اثناء عودة مجموعة المناضلين والمناضلات الذين كان لهم شرف زيارة الاراضي المحررة ،ومخيمات العزة والكرامة واللقاء بكل مكونات شعبنا قيادة ،مقاتلين ومواطنين، وككل زيارة تتشكل لدينا قناعة بلغة الاحتمالات التي يمكن ان تواجهنا بها سلطات الاحتلال ،نتوقع دائما فيها اسوءها ،وبعد نزول المجموعة من الطائرة بمطار العيون المحتلة ،توجهت المجموعة الى البوابة بكل ثقة وثبات، مدركين ان الزيارات المتواصلة لمخيمات العزة والكرامة هدمت اخر حجرة في جدار الصمت والتعتيم والتضليل ,وان الجلاد لن يهدأ له البال , ولن تهدأ وتخفت وحشيته وتعامله الفظ ولن يترد عن الزحف على المكتسبات , ولن يبخل شيء من جهده لينتزع عقلية المناضلين ووضعها في راحة يديه لانهم يعصفون بكل سياسته ، ويعمل على تقزيم كل شيء بالرهان على الضغط النفسي والمعنوي ،لان الجلاد يعتبر نفسه الحارس الامين للسلطة القمعية ، واذا فشل في مرامه يشعر بالخيبة والاحتقار النفسي, وفي سيناريو يعتقد كاتبه ويراهن على تشخيصه على الشكل الترويعي الاستعراضي ، وما ان وصلت المجموعة الى مدخل قاعة المطار التي تعج بالعديد من صغار الجلادين الشداد الغلاظ المعروفين بساديتهم، إنهم زبانية الاجهزة ” السرغيني – عالي … الذين يريدون ان يكبر شأنهم بين الوحوش الجلادين , ومع دخول الركاب الى القاعة، تم عزل مجموعة المناضلين والاعتداء بشكل جماعي وحشي على المناضل محمد ميارة ،الذي استشاط غضبا امام ذهول الجلادين الذين راهنو على ان ذلك سيساهم في عملية الترويض والتطويع كجزء من الحرب النفسية ، وفي مشهد لا يخرج عن نطاق المألوف وتفريغ الاحقاد ،توزع طاقم رجال القمع بين الذي يعمد الى الاستفزاز بالنعوت واخرين بكاميرات التصوير ، وبين المهادن الذي يلعب دور لاطفائي لردود فعل المناضلين الذين قسموهم الى مجموعات لتبسيط عملية الترهيب ، وفي ردها على استفزاز احد الجلادين الصغار ” اش كاتشوفي ” ردت المناضلة الجسورة” مينة اباعلي ” وبصوت عالي زلزل جنبات القاعة، وهز مرتكز غرفة عمليات الجلادين “بيغية لانني اعيش نشوة احساسكم بالمرارة بالمناورة العسكرية بامهيريز المحررة والمكوث بها الى جانب مقاتلي جيش التحرير الشعب الصحراوي نتنفس الحرية …” وردود دافا، وسيدي محمد ددش، وسكينة جداهلو ،الذين واجهو الاستعلاء المرضي للجلادين ،بعد ان انتهوا من المناضل “محمد ميارة ” طلب احدهم ان يتقدم احد منا للغرفة المخصصة لبعث الرسائل المشفرة، واخذت المبادرة وولجت الغرفة الصغيرة التي لا تستوعب عدد الاشخاص الذين يعتقد انهم من كبار المسؤوليين عن الاجهزة الامنية او ممثلين عنها ، يجلس كبيرهم على كرسي يتقن اسلوب اللطافة والمعاملة الجيدة عكس اخر متعجرف ،الشر يتطاير من اعينه ، قال المسؤول اللطيف الاسلوب “كاين شي فلوس ” قلت كلا ، يخاطبني الاخر ا”نتوما مشيتو تجيبو لفلوس ” فاجبته لو اردنا ذلك، لكنا من انصار الطرح المغربي ، لكن قناعتنا ثابته والاموال لا تغرينا لاننا نفكر بعقلية الطموح الجماعي الذي يخدم الاجيال ، قال المتعجرف” دقيتي اشحال من مرة ” قلت” قطعتم مصدر عيشي 18 سنة ولم اتنازل عن موقفي من اجل قضيتي وسأواصل مهما كانت المخاطر ومهما كانت المقاربة الامنية لن يثنيني ذلك من المرافعة .
ليطلب مني المسؤول المغادرة …
“القمع لا يرهبنا والقتل لا يفنينا”..وعلى من يهمهم الأمر أن لا يخطؤوا موعدهم مع التاريخ،فالشعب الصحراوي مصر على انتزاع حقه في الوجود و الحرية والاستقلال والصحراويين تحررو من الخوف وامنو بفكر الجبهة وعبروا عن الوفاء والاخلاص ، ولا يخافون من القدر لانه لا محالةـ سيستجيب…