-->

إلموندو: السيناريوهات التي تنتظر بريطانيا بعد رفض البريكست


منذ عدة أشهر ومسألة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي تشغل الساحة السياسية والشارع البريطانيين على حد سواء، وقد مثّل رفض البرلمان البريطاني اتفاقية خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي منعرجا جديدا في مجريات هذه المسألة الشائكة، بحسب صحيفة ألموندو الإسبانية.
يقول الكاتب بالصحيفة كارلوس بريسنادا في التقرير عن الموضوع، إن التصويت الحاسم لرفض خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي فتح مجموعة من الخيارات حول السيناريوهات المحتملة التي ستعيش على وقعها المملكة المتحدة بعد مرور يوم على الرفض المؤكد للاتفاق، وقد عارض نحو 432 عضوا ما يسمى باتفاق البريكست، في حين أيده 202 صوت. 
يذكر أن أفق هذا الاتفاق ضيق جدا حتى لو تمت الموافقة عليه في البرلمان البريطاني، وقد اعترفت بعض المصادر المجتمعية لصحيفة الغارديان البريطانية بأن الاتحاد الأوروبي على استعداد للسماح بتمديد "تقني" للمادة 50 من معاهدة لشبونة، لتأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مدة أربعة أشهر أخرى.
من جهتها، صرّحت دانييل هارالامبوس المحلّلة في وحدة الاستخبارات الاقتصادية، أنه "إذا لم تتم الموافقة على الاتفاق، فستحتاج الحكومة إلى كسب الوقت وسيكون الاتحاد الأوروبي مستعدا لتسهيل مرور اتفاقية البريكست لتجنب مزيد من تأزم الوضع الذي يتجه نحو الهاوية مجددا". 
حجب الثقة وانتخابات مبّكرة
وأورد الكاتب أن زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربين، قد أعلن ضرورة حجب الثقة عن حكومة تيريزا ماي مباشرة بعد إعلان البرلمان رفض اتفاقية البريكست يوم الثلاثاء، كما أفادت الزعيمة المحافظة في مجلس العموم أندريا ليدسوم أن البرلمان سيعقد جلسة حول اقتراح سحب الثقة الذي قدمه كوربين يوم الأربعاء في الساعة السابعة مساء بتوقيت غرينتش. 
ويحظى حزب العمال البريطاني -بحسب الكاتب- بدعم من القوميين الأسكتلنديين والويلزيين فضلا عن حزب الديمقراطيين الأحرار وحزب الخضر، لكنه لم يتمكن من الحصول على الأغلبية وسيحتاج إلى أصوات النقابيين الإيرلنديين والمحافظين المتمردين للإطاحة بحكومة تيريزا ماي.
وهو أمر قال إنه غير مرجح إلى حد كبير، مشيرا إلى أن سحب الثقة لا يمكن أن يطيح مباشرة بالحكومة، حيث يمنح قانون الفترات البرلمانية 14 يوما للحكومة لتقديم مقترح مضاد ومحاولة كسب تأييد الأغلبية البرلمانية قبل الدعوة إلى انتخابات مبكرة.
استقالة تيريزا ماي
وأردف بريسنادا أن نسبة الرهان على استقالة تيريزا ماي قد بلغت 8% فقط، في الأثناء يرى الكثيرون أن من الصعب أن تنهزم ماي خاصة أنها تتميز بقدرة كبيرة على الصمود، وهو ما مكّنها من النجاة من الكثير من الأزمات السابقة التي لا حصر لها، وخاصة عندما حاول خصومها في حزب المحافظين سحب الثقة منها.
وذكر أن المحللين حذّروا من أن الفشل الذريع لاتفاق البريكست الذي تدافع عنه تيريزا يمكن أن يتركها في حالة ضعف شديد، تفقد معه قدرتها على إعادة التفاوض مع بروكسل بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. 
وأورد الكاتب ما علق به دومينيك غريف النائب العام السابق عن حزب المحافظين على هذه القضية، حين قال إن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يُعد بمثابة انتحار وطني".
ويعتبر غريف العقل المدبّر لما يعرف "بتصويت الشعب"، وهي جماعة ضغط متعددة الأحزاب تطالب بضرورة إجراء استفتاء ثان، وقد أعدّ غريف بالفعل نص مشروع القانون للدفع باتجاه الاستفتاء الثاني الذي يشترط لإجرائه أن يحظى بدعم الأغلبية البرلمانية.
المصدر : الصحافة الإسبانية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *