-->

قضيتنا اسمى من التوظيف السياسي!


في كل مرة يخرج علينا الإعلام السعودي بخرجاته المألوفة ليس حباً فينا ابداً بل للإبتزاز والتوظيف السياسي الرخيص، في خضم حرب الأخوة الأعداء السعودية و قطر، فبعد إنحياز ملك الإحتلال المغربي لقطر اثناء مقاطعتها او حصارها من قبل رباعي السعودية و الإمارات و البحرين و مصر، خرج الإعلام السعودي عبر ترسانته الإعلامية بتقارير عن القضية الصحراوية محايدة وتتعاطف في ظاهرها مع عدالة القضية وعدالة كفاح الشعب الصحراوي و يسمي الأسماء بمسماياتها الأصلية كالصحراء الغربية و جبهة البوليساريو الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراوي.
وبعد سنوات الحيف والظلم والتمادي الخليجي في طعن الشعب الصحراوي من الظهر هاهو اليوم يخرج علينا الإعلام السعودي مرة أخرى بعد صمت طويل و عودة العلاقات الباردة إلى طبيعتها بين السعودية و الإحتلال المغربي بتقرير آخر مختلف عن سابقيه و بخريطة و طننا الحبيب و الدول التي تحده و تاريخ التأسيس ووقف إطلاق النار...الخ.
جاء هذا الرد السعودي رداً على الإحتلال المغربي بسبب رفض الأخير إستقبال ولي العهد محمد بن سلمان، وهو ما لم يعجب الرياض التي لم تجد ما في اليد من حيلة إلا قضيتنا الوطنية لتوظفها في صراعها مع الرباط و لتظهر ان لها موقف و ورقة ضغط و إن عدتم عدنا لكن قضيتنا اسمى من هذه الحسابات الضيقة فهي قضية حق وعدالة وشرعية دولية.
و تناست المملكة العربية السعودية ان الشعب الصحراوي له عزة نفس و شموخ و يفرق بين المباديء و القيم و المواقف التاريخية التي كانت السعودية جزء من إحتلال بلدنا لا ناصرة للمظلومين و المقهورين من قبل إحتلال قمعي همجي، وتناست كذلك السعودية دعوات الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز، إلى تدخل السعودية لإنها معانات شعبنا الأعزل كونها تقود العالم الإسلامي و لعل ابرز ما جاء في إحدى رسائله هذه الفقرة:
"من المؤسف أن هذا التعنت من طرف الحكومة المغربية يطال بتداعياته الخطيرة عشرات الآلاف من اللاجئين الصحراويين الذين شردهم الاجتياح العسكري المغربي لبلادهم، ليعيشوا في ظل ظروف غاية في القساوة، على مدار أكثر من 35 سنة، في مخيمات للاجئين قرب الحدود الصحراوية الجزائرية إن هؤلاء المسلمين المظلومين المنكوبين، والذين لا ذنب لهم سوى المطالبة بحقوق عادلة ومشروعة، في حاجة ماسة إلى التفاتة إنسانية إسلامية كريمة من جلالتكم ومن بلدكم المملكة العربية السعودية لمواجهة صعوبات اقتصادية واجتماعية متزايدة، الشعب الصحراوي المسلم المقهور، عانى من الظلم والاضطهاد، مع الأسف الشديد، على يد دولة مسلمة شقيقة وجارة، وظلم ذوي القربى أشد مضاضة، لمجرد تشبثه بحق يقره الإسلام وكل الشرائع السماوية والمواثيق والقوانين الدولية".
و تجاهلت السعودية هذه الرسالة في عهد الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز، لأن كل ما يهمها هو الإحتلال و إستقرار الخليج و كأننا غير معنيين بل ولا مسلمين.
إن موقف إعلام السعودية اليوم ليس حباً فينا او إيمانا منه بحقنا في الوجود و كشعب موجود، بل ماهي إلا رسائل مشفرة ليعدل الإحتلال المغربي عن قراراته لصالح قطر.
إن كانت الرياض حقاً جادة فيما تقول عليها الإبتعاد عن الإبتزاز السياسي و الخطابات غير المباشرة، و تخرج للعلن بموقف مشرف شجاع و مباشر تدعم به شعب مظلوم و مقهور منذ اكثر من اربعين عاماً، اما غير ذلك فما هو إلا سحابة صيف عابرة كسابقاتها فقضيتنا اسمى و ارفع من إبتزاز السعودية و غيرها فالحق باقي و الباطل باطل و مصيره الزوال.
بقلم الصحفي: محمدلمين حمدي.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *