-->

الخيمة الثقافية: المدير الوطني للمسرح “لايمكن للنخبة ان تقود وهي في المؤخرة”.


بعد توقف اضطراري واصلت الخيمة الثقافية التي تنظمها مجلة المستقبل الصحراوي بالتعاون مع مكتبة ببشي فتح أبوابها للضيوف حيث استضافت في ثالث حلقاتها المدير الوطني للمسرح المبدع : محمد غالي داحة في حلقة كانت متميزة رغم تواضع الحضور .

الحضور وبعد أن تابع لقطات من إبداعات المونولوجيست محمد غالي في رائعته “أنا جيت نكوللكم ” التي عرضت في المؤتمر الثالث عشر للجبهة ببلدة التفاريتي المحررة، فتح المجال للضيف وكذا الجمهور في حلقة كانت نخبوية بامتياز.
المدير الوطني للمسرح ثمن الخطوة واعتبرها إبداع خلاق يجسر الهوة بين المبدع وجمهوره معتبرا أن الجمهور الحاضر دفعته نوازعه الثقافية للحضور في حلقة عن أبو الفنون ، المسرح يقول الضيف هو بإختصار فن النخبة وحديث المثقفين معرجا على كرونولوجيا مختصرة لنهضة المسرح في شعوب هي الآن التي تقود العالم بريطانيا.روسيا.فرنسا .أمريكا مايعني ان المسرح هو قياس لتحضر الأمم.
وعن فن المونولوج أكد الضيف أنه أحد فنون المسرح الذي عرفه العرب قديما بما يسمى الحكواتي.
أسئلة الجمهور تعددت في مجالات كثيرة بين رحلة المسرح في المجتمع الصحراوي ورحلة الضيف مع فن المونولوج في مجتمع يبدو فيه هذا الفن مستجد، لتحمل أجوبة الضيف الكثير إذ أكد ان الجمهور الصحراوي كان جمهورا مولع بالمسرح ولعل إطلاق كلمة “مسرحية” على كل السهرات التي كانت تقام في مختلف الفعاليات دليل ان الجمهور كان ينتظر ان تحمل كل سهرة مسرحية باعتبار المسرح مجسدا للكثير من هموم الناس اذ يجمع بين الحزن والفرح على ركح واحد.
وعن المسرح الصحراوي بين الأمس واليوم عدد المدير الوطني للمسرح رحلة هذا الفن داخل المجتمع الصحراوي إذ كان ربيعه بعمر ربيع الثورة وتحول عبر فترات إلى الاحتراف مع تخرج مسرحيين مختصين وكذا عبر إبداعات شباب جيش التحرير الصحراوي في المسابقة العسكرية هذا النضج بلع ذروته مع تحويل نصوص عالمية من الكتابة إلى الركح .بعد هذا البريق شهد المسرح تراجعا نتيجة العديد من المعوقات التي أغلبها طبيعي يرجع إلى تغير الظروف التي شهدها المخيم وعكس ذلك عبر مونولوجي “أنا جيت انكوللكم” المستمد من موروث مجتمعي ضارب في القدم يجد في مخاطبة الميت بعد رحيله وسيلة للبوح بما استجد بعد رحيل الميت عن عالمنا.وعن مونولوج “يوميات لاجيء” فإن نخبويته لم تقبر رسالته الحقيقية وهو الحديث عن ما بات موضة الصراع لأجل السلطة .
مسرح الطفل باعتباره التربة الخصبة التي يمكن ام تنبت جديد كان أحد أسئلة الجمهور فأجاب الضيف بضرورة تفعيله وايلاءه العناية المستحقة لأنه الوعاء الحقيقي للإنتاج المستقبلي .
وعن واقع المسرح الوطني الصحراوي اليوم أوضح ضيف الخيمة الثقافية أنه ورغم أن مديرية المسرح موجودة في الهيكل الإداري للوزارة الوصية على القطاع فإنها لاتزال في الحقيقة هيكل بلا روح في ظل غياب هياكل من قبيل قاعة للعروض او مدرسة وطنية للمسرح ، ومع ذلك فإن المسرح الصحراوي قام بأعمال متميزة في ظرف قياسي وبتعاون مع الديوان الوطني للمسرح بالشقيقة الجزائر ومن بين هذه الأعمال مسرحية : باب الفرج .وجذور الأربعين وملحمة العروة الوثقى وهي أعمال مسرحية خالدة وموثقة بالصوت والصورة.
وعن التعاون بين المسرح الوطني والتلفزيون الصحراوي أكد ضيف الخيمة الثقافية أن ذلك التعاون أثمر سلسلة المديسي المعروفة شعبيا وأنه في أفق أعمال أخرى من السلسلة .
أسئلة أخرى تمحورت حول إمكانية الأداء بأقل تكلفة بالوسائل المتاحة في بيئة الفنان إعتبر الضيف الفكرة ضرورية لأن الإبداع لايرتبط بحجم الإمكانيات إنما بمقدرة الفنان أو المبدع على الإحتراف في أداء الدور أو تجسيد الفكرة وتلك هي النقطة الفاصلة بين كاتب النص والمؤلف المسرحي الذي عليه قولبة النص في مايخدم عرضه على الركح وبالتالي هو مايسترو الركح على طريقة مايسترو الاروكسترا.
وعن ملكة الشعر التي تفقت فيه أخيرا في ظل قصائده التي شهدت انتشارا في الآونة الأخيرة. قال محمد غالي داحة أنه يصدق فيه قول الشاعر الذي أضل طريقه إلى المسرح ، فالشعر لازمه صغيرا لكنه لم يخرجه للعلن ألا متأخرا بعض الشيء عن إبداعه في المونولوج .
مواقف إنسانية حدثت للفنان وهو يبدع وردود فعل من أبناءه واجهت الرجل في مسيرته وكانت محل أسئلة الحضور ليجيب الضيف ان هذه الأمور معتادة وطبيعية في ظل مجتمع لايزال لديه أحكام على بعض أصناف الفنون ولكن قناعته بمايقدم تجعله يتفهم الأمر بشكل طبيعي
وفي ختام الخيمة دعى المدير الوطني للمسرح محمد غالي داحة النخبة الصحراوية إلى تقدم الصفوف وعدم ترك الساحة فارغة للغوغاء ولايمكن لمن يتحدث من الخلف ان يطالب الناس بالتقدم على رأي المثل الشعبي “اشدخل الوراني فالتمزميز”
المصدر: المستقبل الصحراوي ـ الصورة بكاميرا محمد سليمان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *