-->

بين الإسم والمسمى

سمعت كغيري من الصحراويين بالإعلان عن تشكيل لجنة اطلق عليها إسم (لجنة التفكير) وبصرف النظر عن عضوية هذه اللجنة ومهامها واليات وطرق عملها وكل هذا يستحق أكثر من وقفة ، غير أن اللافت للإنتباه هو إسم اللجنة بحد ذاته (لجنة التفكير) خصوصا وأنها ليست المرة الأولى التي تطالعنا فيها القيادة السياسية بهذه التسمية مما يعكس عدم الإتنباه الي مجموعة من المأخذ والملاحظات على هذه التسمية والتي تكمن في الأتي :- 
أولا/ هذه التسمية (لجنة التفكير) تتعارض عموديا و أوفقيا مع علاقة التفكير بالوجود وهو مالخصه العالم ....ديكارت بقوله أنا أفكر إذا أنا موجود.....فجعل التفكير حق حصري او علامة مسجلة بإسم لجنة مهما كان عددها ينفي أوجود من هم خارجها وهذا ما يرفضه العقل بالبداهة وتنكره الفطرة السليمة. 
ثانيا / هذه التسمية (لجنة التفكير) تختزل عملية التفكير في نشاط وظيفي من إختصاص لجنة محددة محكوم برزنامة زمانية ومكانية معينة وهذا مايتنافى مع كل التعاريف والمفاهيم التي راكمتها الأنسانية في بحثها عن المعرفة. 
ثالثا / هذه التسمية (لجنة التفكير) تنفي هذه الصفة عن كل لجاننا وهيئاتنا على كثرتها وتجعل من أنشطة وبرامج هذه الهياكل عملية غريزية كحب الحيوانات لأبنائها أو عملية ألية كنبضات القلب أو الهضم مما يعني أن كل أدوات الفعل الوطني تمارس خارج إرادتنا بإستثاء ما تقوم به هذه اللجنة المختصة بالتفكير. 
رابعا / مع التسليم فرضا بالتسمية نزولا عند حسن نية من جاء بهذه التسمية إلا انه لايمكننا أن نغفل كون الإسم مبتورا وناقصا (لجنة التفكير) وقد سلمنا بهذا ولكن بماذا تفكر....لجنة التفكير بالمؤتمر؟ لجنة التفكيربالمصيروأفاقه ؟ لجنة التفكير بالواقع وإكراهاته ؟ أو لجنة التفكير بكل هذا وغيره............ 
إن الإجابة عن هذه الأسئلة تنقلنا الي ماهو أكبر و تتجلى معها العلاقة الوثيقة بين إسم اللجنة ومهامها والتي ستتأثر حتما بضبابية الإسم ومن البداهة أن يلقي كل هذا بظلاله على نتائج عمل هذه اللجنة ، وبالمحصلة أعتقد أننا نعيد نفس تجاربنا وبنفس الأدوات فكيف لنا أن ننتظر نتائج مختلفة .
بقلم: حمدي ابه

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *