-->

ملتقى الشابة الصحراوية باسبانيا حصن للثوابت الوطنية والدينية ام دعوة للانسلاخ من الهوية


اعلنت رابطة الشباب و الطلبة الصحراويين باسبانيا و التابعة تنظيميا لاتحاد الطلبة الملتقى الأول للمرأة الصحراوية الشابة من يوم 26 إلى 28 من الشهر الجاري.

وبالرغم من وجود منظمة تعنى بالمرأة الشابة وتنشط في إطار اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب ولها برنامج عمل وطني وتعقد باستمرار ملتقياتها وتناقش مختلف قضايا هذه الشريحة الحيوية من المجتمع غير أن عقد ملتقى بنفس الاسم وفي اسبانيا تحديدا حيث تتواجد أكبر جالية صحراوية بأوروبا ويواجه الشباب الصحراوي على العموم تحديات الهوية حيث مختلف المغريات ومظاهر المدنية الغربية الباذخة في التحرر من القيم الأخلاقية والدينية والمخالفة تماما لمقومات الهوية الصحراوية ما يجعل مسألة تحصين الشباب الصحراوي خاصة الفتيات أمرا بالغ الصعوبة وقد نجم عن هذا حالات شذوذ كثيرة وزواج على الطريقة الغربية خارج اركان الزواج الاسلامي فضلا عن تعاطي شبان وشابات للكحول والمخدرات والتدخين وولوج أماكن اللهو والمجون كل هذه التحديات جعلت بعض العائلات تفكر في إعادة أبنائها إلى المخيم أو على الأقل في موسم العطل الصيفية لربطهم بواقع شعبهم وهويتهم الدينية والوطنية فيما فكرت بعض العائلات الاخرى في فتح أقسام لتعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم وهي أساليب تعالج بها الجالية مشاكل الهوية للحد من ذوبان الجيل الجديد في حضارة وثقافة الغرب المادية وغرس بذور الهوية الوطنية فإلى أي مدى يمكن أن يحقق ملتقى المرأة الشابة طموحات الحفاظ على الهوية في زخم الواقع الذي تعيشه الجالية الصحراوية في اسبانيا.
محاولات اسقاط تجربة الحركة النسوية العالمية
من خلال الصورة التي اختارتها الجهات المنظمة لندوة المراة الشابة الصحراية باسبانيا تظهر بصمات الحركة النسوية العالمية مع احتمالية ان يكون الامر عفوي او عن غير قصد وفيما يلي نعرج على التعريف بالحركة "النسوية" كما يعرفها معجم أوكسفورد: "هي الاعتراف بأن للمرأة حقوقًا وفُرَصًا مساوية للرجل"، وذلك في مختلف مستويات الحياة العلمية والعملية"، أما معجم "ويبستر"، فيعرفها بأنها: "النظرية التي تنادي بمساواة الجنسين سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وتسعى كحركة سياسية إلى دعم المرأة واهتماماتها، وإلى إزالة التمييز الجنسي الذي تعاني منه".
وترى الدكتورة نورة بنت عبدالله بن عدوان في الحركة النسوية الآتي: "الحركة النسوية الغربية المعاصرة Feminism هي تنظيم غربي انطلَق من الولايات المتحدة الأمريكية، ويتَّخذ منها مركزًا له، وتعتبر هذه الحركة امتدادًا للحركات النسوية الغربية التي ظهرت في أمريكا وبريطانيا خلال القرن التاسع عشر الميلادي، والتي ناضلت في سبيل الحصول على الحقوق الإنسانية للمرأة؛ حيث كانت المرأة في تلك البلاد محرومةً من التصرف في مالها ولا تُوفَّر لها فرص التعليم والعمل، وتمحورت مطالبهن حول الحقوق الفردية للمرأة في أن تُعاملَ على أساسٍ مساوٍ للرجل في إنسانيته.
ومع تقدُّم الوقت وبعد حصول هذه الحركة على المطالب السابقة، رفعت شعار التماثل الكامل بين الرجال والنساء في جميع الجوانب بما فيها التشريعية، وكانت دول العالم الإسلامي من المناطق التي نشِطت فيها تلك الحركة؛ سعيًا وراء توطين الفكر الغربي والمبادئ التي تدعو لها الحركة في بلاد الإسلام، ويعد التنظيم النسوي الأقوى والأكبرِ والأكثرِ انتشارًا في العالم أجمع، ويعمل من خلال شبكةٍ ضخمة من المؤسسات والمراكز والجمعيات، وقد أمتد تأثير أيديولوجية هذا التنظيم إلى السياسة، والقضاء، والتعليم، وغيرها.
وتعتبر مصر أول الدول الإسلامية التي تأثرت بالحركة النسوية الغربية، فتأسس الاتحاد النسائي المصري عام 1923م، احتفت به الدوائر الغربية بهذا الاتحاد المصري، فحضرت رئيسة الاتحاد الدولي للحركة النسوية آنذاك (د.ريد) إلى مصر للمساعدة في بناء التنظيم، ونتج عن ذلك إقامة المؤتمر النسائي العربي عام 1944م، الذي تضمنت توصياته تقييد الأحكام الشرعية المتعلقة بالطلاق، وتعدد الزوجات، والمطالبة بحذف نون النسوة، والجمع بين الجنسين في التعليم الابتدائي.
وقد بارك الغرب هذا المؤتمر، وأرسلت زوجة الرئيس الأمريكي "روزفلت" برقيةَ تحية للمؤتمر، وبعد ذلك تعددت الأحزاب والجمعيات النسائية المنتمية للحركةِ النسويةِ الغربية في الدول العربية والإسلامية، والتي ناضلت طيلة القرن الماضي في سبيل تغيير تشريعات المرأة المسلمةِ بتمويل ودعم من الدول الغربية.
سُمِّيت الحركة النسوية في مرحلتها الأُولى بـ"Equity Feminism" ؛ أي: "نسوية المساواة"، أما المرحلة الثانية للحركة النسوية، فتسمى بـ" Gender Feminism" ؛ أي: "نسوية الجندر"، أو نسوية النوع.
بدأت هذه الحركة الأخيرة في عام 1960م، وأخذت منحنًى مختلفًا في أيدلوجياتها ومطالبها، وأصبحت تحمل أيدلوجية شاذةً وغريبة.
تبنَّت النسوية المعاصرة مفهومين أساسيين كقاعدة لعملها: هما: مفهوم النوع Gender، والضحية، Victim.
سعت الحركة من خلال مفهوم "الجندر" إلى إلغاء الفروق بين الجنسين، والإنكار التام لوجود جنسين مختلفين، وإلغاء مُسمى ذكر وأُنثى، ورفض حقيقة اختلاف الذكر والأنثى اللذين هما من صنع الله - عز وجل - سعيًا منها إلى إلغاء مفهوم (الزواج) - فِطرة الله - عندما بدأ بحواء وآدم كزوجين عُمِّرت بهما الأرض.
وعبر مفهوم "الضحية" تبنَّت الحركة آلية الانتقاد العام للرجال، وعمَّقت الشعور بالكراهية تجاه الرجل، ووجهت جهودها لخدمة هذا التوجه الجديد، وتأكيد نظريتها التي تقول: (إن المرأة ضحية لوجود الرجل)".
ورغم كل ما يجري في دول شتى من العالم من التمييز في حق المرأة والحاجة الى مثل هذه الحركات فأن الامر مختلفا تمام بواقع الشعب الصحراوي الذي تحظى فيه المرأة بمكانة مرموقة واحترام منقطع النظير كما تتبوأ مناصب سياسية وادارية في مختلف هيئات ومؤسسات الدولة الصحراوية من اعلى الهرم في الامانة الى الوطنية الى البرلمان والوزارات والولاة ورؤساء الدوائر والبلديات.
ويحاول البعض الاستثمار في مسألة مظلومية المرأة الصحراوية للمتاجرة بها في الساحة الاسبانية والغربية ما يسيء للمراة الصحراوية ويعكس صور مغلوطة عن كفاحها الى جانب الرجل ضد الاستعمار المغربي البغيض.
بقلم الصحفي: محمدلمين حمدي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *