-->

الإنتخابات الإسبانية...أي الأحزاب أحق بصوت الجالية الصحراوية؟


ستنطلق يوم غدا الأحد، الانتخابات التشريعية بإسبانيا وسط منافسة حادة و شرسة، بين الأقطاب السياسية الكبرى: الحزب الاشتراكي (PSOE) و الحزب الشعبي (PP)، إضافة إلى حزب بوذيموس (PODEMOS) و حزب ثيودادانوس ( Cs).
و تنقسم الساحة الشعبية الإسبانية، وفق انتماءات تقليدية كالوفاء للأحزاب و أخرى حديثة ابرزها مواقف مركزية الأحزاب من قضية كتالونية و الخطط المقدمة لحل ازمة المتقاعدين و الإيجار علاوة عن تحدي الهجرة و العمل....إلخ، كلها ركائز تتيح للمواطن الإسباني تحديد و إختيار من هو الأنسب لنيل صوته في صناديق ال28 ابريل، فماذا عن الصحراوي الذي يحمل الجنسية الإسبانية؟
لا غبار على أن ثقل الجالية الصحراوية في القارة الأوربية، متواجد بإسبانيا و الرقم الذي يحق له التصويت يعد بالآلاف، أمر يجعل هولاء لهم تأثير على التوجه و إن كان هذا التاثير جد محدود، و لتسهيل الاختيار و توحيد الجهود، اضع بين ايديكم برنامج أكبار الاحزاب الخارجي المتعلق بقضية الصحراء الغربية.
الحزب الإشتراكي الإسباني(PSOE) : تشير جل معطيات سبر آراء الناخبين، أن الاشتراكيين بزعامة بيذرو شانتسيز هم الأقرب إلى الفوز في الاستحقاقات القادمة، غير أن توجه هذا الحزب رغم اشارته المتكررة في برامجه إلى حق الشعب الصحراوي، إلا أنه قد خذل القضية الصحراوية ايضا أكثر من مرة و آخرها اثتاء فترة تزعم ثاباطيرو للحزب و ترأسه الحكومة، غير أن برنامجه المعلن عنه قبيل الاستحقاقات القادمة، قد أكد على حق الشعب الصحراوي في استفتاء حر عادل و نزيه يضمن لصحراويين حقهم تقرير المصير، علاوة عن تأييده لتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في المناطق محل "النزاع" حسبه.
الحزب الشعبي(PP) : و يعد الغريم التقليدي للإشتراكيين، و أكبر المنافسين لهم، سياسته الخارجية تعطي الأهمية الكبرى للأمريكا اللاتيينة، و تولي إهتمام اكبر للمصالح إسبانيا الاستراتيجية بدل قضايا النزاع و الخلاف على شاكلة قضية الصحراء الغربية و نظيرتها الفلسطينية، و المغرب في رؤية الحزب الآنية بزعامة بابلو كساذو (38 ربيعا) يعد شريكا له صفة التمييز ولا يجب التفريط فيه، و لم يشر في سياسته الخارجية لقضية الصحراء الغربية و موقف الحزب منها لا من قريب ولا من بعيد، و ذلك يعكس ضعف الذي يوليه ال PP لحل قضية الصحراء الغربية. 
حزب ونيذوس بوذيموس(PODEMOS) : منذ تأسيسه يناير سنة 2014، و حزب " متحدين نستطيع" لم يغيب عن برنامج توجهات الحزب الخارجية قضية الصحراء الغربية، بل رفع سقف الدعم إلى ضرورة الإعتراف بالجمهورية الصحراوية، علاوة عن تأييده لمراقبة حقوق الإنسان و تقرير عنها في الأرض المحتلة من الصحراء الغربية. الحزب ايضا يعبر دائما عن ضرورة الإهتمام و المساعدة للاجئين الصحراويين، و قد اوفد في الاوينة الأخيرة عدة نواب و عدد من منتسبيه للوقوق على حجم المعاناة بمخيمات اللاجئين، كما دافع دائما عن احقية امتلاك كل صحراوي تطأ قدماه التراب الإسباني الجنسية الإسبانية، بحكم الارتباطات التاريخية في اشارة منه إلى الحقبة الاستعمارية الإسبانية.
حزب ثيودادانوس (Cs) : يوصف حزب "المواطنة" في الساحة السياسية الإسبانية بأنه الحزب الذي لا يقوى بدون حليف، تاسس سنة 2006 في خضم الازمة الاقتصادية و السياسية الاسبانية، كبريات ركائزه وحدة إسبانيا و اعتماد النظام الليبرالي في الاقتصاد، و عن توجهات الحزب الخارجية، لا يختلف في جل توجهاته عن حزب الشعبي بإعطائه الأولية الخارجية لقضايا أمريكا الاتينة،و لعل أكثر ما يلامس الواقع الصحراوي من برنامج الحزب هو احقية من له أب أو أم اسبانية، من امتلاك الجنسية الإسبانية و هو أمر ليس بالجديد لأنه الإجراء المعتمد حاليا في القانون الاسباني و النظم المنظمة للوثائق
حزب فوكس(VOX) : يعتبر وجه اليمين المتطرف في إسبانيا، جل المشاكل و التحديات التي تعانيها اسبانيا "حسب رؤيته" هي بسبب الأجانب و المهاجرين، هدفه الأول هو إيصال صوت العمال في ضواحي المدن و الأرياف، في محاولة للخروج من الظل في بلد تأخر -وفق المعايير الأوروبية- في احتضان الأحزاب الحديثة لليمين المتطرف.الحزب الذي يتزعمه سانتياجو باسكال جل اهتمامه يتجه إلى الوضع الداخلي، باستثناء حالات محددة جاءت من ضمنها العلاقة مع المغرب الذي يعتبره "مبتز" القارة الأوربية و يرى انه يجب إرغامه على بناء جدار "تجربة ترامب مع المكسيك" و تتحمل الحكومة المغربية تكاليفه، يحد سبتة و مليلية ويفصلهما مع الأراضي المغربية، للحد من تدفق المهاجرين، أما عن قضية الصحراء الغربية فالحزب ليس تصور أو تمييزا لها ضمن تطلعاته الخارجية. 
معطيات و لو أنها موجزة الا انها ستسمح للجالية الصحراوية التي تملك الجنسية الإسبانية من التمييز بين الأحزاب السياسية الإسبانية المتصارعة في الإنتخابات المقبلة، أيها أحق بصوت المواطن الإسباني ذي الأصول الصحراوية الأصول الصحراوية.
الشيخ لكبير مصطفى سيدالبشير

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *