-->

ملف عن الدوريات الاسبانية التي استولى عليها مناضلو جبهة البوليساريو يومي 10 و11 ماي 1975


لقد تطور النضال العسكري وتغير"كما وكيفا"، بعد المؤتمرالثاني لجبهة البوليساريو (مؤتمرالشهيد عبد الرحمان ولد عبدالله)،غشت 1974، انطلاقا من الوضعية التي فرضت ذلك وهو ان الاستعمار الاسباني اصبح "يحشد قواته في كل المراكز" في حين حاولت الرجعية في النظامين المغربي والداداهي في موريتانيا يومها بالنظر لتفوقها الدعائي في ظل الحصار المضروب على كفاح الشعب الصحراوي، ان"تتبنى بعض العمليات العسكرية التي ينفذها الثوار الصحراويون" بحسب ادبيات المؤتمر الثالث لجبهة البوليساريو غشت 1976

اذ برزت "قدرة الثوار على مجابهة الاستعمارالاسباني وتنفيذ عمليات عسكرية نوعية " وهو ماجسدته عملية اكجيجمات 17/12/1974 والتي لقنت جيش الاستعمار "درسا قويا،رغم ضعف امكانيات الثوار المادية آنداك ، وجعلت النظام الفرنكوي ينزع الثقة من جنوده وعتاده الحربي " بحسب ذات المصدر.
وهو في نظر جبهة البوليساريو ما دفع القوة الاستعمارية يومها الى اللجوء مجددا الى "حلفائها التاريخيين في كل من المغرب وموريتانيا"... حيث شنت القوات المغربية حملة مسح شاملة على طول الحدود الجنوبية المغربية، وحتى داخل بعض المناطق الشمالية من الصحراء الغربية في حين قامت القوات الاسبانية المشكلة في معظمها من اللفيف الاجنبي بحملة مماثلة على المناطق الشمالية من الوطن ... وفي مواجهة النهب للثروات الطبيعية،قام مناضلو جبهة البوليساريو المنخرطون داخل صفوف الشركات الاسبانية الى تنفيذ عمليات "جريئة تتالت في شهر ماي حيث القوا القبض على 15 جنديا وضابط اسباني والاستلاء على عدة سيارات وكمية كبيرة من العتاد الحربي"
بعد ذلك توالت العمليات في صفوف القوات الاستعمارية والتي كان يقوم بها المناضلون المنخرطون في جيش الاستعمار ، وفرق الكوماندوس التابعة لجيش التحريرالشعبي" بحسب ادبيات جبهة البوليساريو بفضل الضربات المتتالية ، اضطرت اسبانيا فيما بعد الى اخلاء ادارتها من بعض المراكزالحساسة ،كاغوينيت والتفاريتي وامكالا والمحبس واوسرد واكليبات الفولة الى جانب بعض المناطق الاخرى.
هذا التنويع في العمل المسلح هو الذي ساهم بشكل فعال في تحطيم معنويات جنود الاستعمار، مما دفعهم الى التمرض وعدم القدرة على الدخول في معارك مع مقاتلي جيش التحريرالشعبي بحسب التقييم السياسي المقدم للمؤتمرالثالث لجبهة البوليساريو .
بعد ذلك دخلت قيادة جبهة البوليساريو "مرحلة الانفتاح" على اسبانيا حيث انعكس هذا التفتح على صعيد الجيش الشعبي خصوصا بعد اطلاق سراح الضباط والجنود الاسبان الذين كانوا تحت قبضة ثوار جبهة البوليساريو مع تسليم رفات الموتى في مقابل اطلاق سراح الاسرى الصحراويين لدى الجانب الاسباني.
في هذه الاونة قامت السلطات الاستعمارية الاسبانية بنزع السلاح من جميع الصحراويين الذين كانوا منخرطين في صفوف جيشها ...
ذلكم ان اسبانيا دخلت في "مفاوضات سرية" مع كل من الرباط ونواقشوط والتي افضت الى اتفاقيات مدريد لتقسيم الصحراء الغربية، بحسب مذكرات الرئيس الموريتاني الاسبق المختار ولد داداه .
تقول جبهة البوليساريو في مجلة 20 ماي لسانها المركزي عدد شهر ماي 1975في توصيف تلك الظروف حيث قامت مجموعة من مناضلي جبهة البوليساريو بعملية جرئية في الناحية الجنوبية من الوطن المحتل وذلك بتاريخ : 10 – 5- 1975 وتم الاستلاء على الدورية باكملها وتم إعتقال كل من :
- الملازم فرانسيسكو لورونصو.
- الملازم خوسي سنتيشيس بيسكاس.
- رقيب خوسي سابرير ينوريوس.
- عريف كارنينتوا سلنتي كالديتو.
- جندي ماتوس اريدياس بيريس.
- جندي رومورا رويورود ريكيث.
- جندي بيسنتي بلانكوكارسيا.
وقد كانت الدورية تتكون من سبع سيارات وفي حوزتها كميات من الاسلحة والذخيرة :
- مسدس عيار 9 مم ( 8).
- اسلحة من نوع س م ( 30 ).
- مدافع رشاشة من نوع م ج (3).
- مورتو عيار 60 مم ( 1).
- صواريخ (3).
- قنابل خفيفة لمدفع س م 100.
- قنابل يدوية 70.
- أجهزة مواصلات لاسلكية ( 5) من بينها جهاز خاص بالطيران.
- كميات هائلة من الذخيرة والتموين والملابس.
وبتاريخ : 11- 5- 1975 قامت وحدات اخرى بعملية مماثلة في الناحية الشمالية من وطننا المحتل وبعد إشتباك قصير من العناصر الاسبانية سيطرمناضلونا على الدورية وقد اسفرالاشتباك عن :
- مقتل جندي إسباني.
- جرح جنديين إسبانيين.
- إعتقال الضباط والجنود التالية أسمائهم.
- الملازم انطونيو فيدينو نفارو.
- الملازم خوان البريس خمس.
- رقيب دينيال فوينتيس كاروطي
للاشارة تم تسليم الاسرى الاسبان سبتمبر 1975 بعد مفاوضات بين وفد عن جبهة البوليساريو برئاسة امينها العام الاسبق الولي مصطفى السيد مع وزير الخارجية الاسبانية يومها،ماورو وكان من نتائج ذلك اطلاق اسبانيا للاسرى الصحراوي بمن فيهم المجموعة الفدائية التي نفذت عملية نسف الشريط الناقل للفوسفات يوم 20 اكتوبر 1974 بقيادة محمد الوالي اعكيك، بحسب مجلة 20 ماي .
بقلم الاعلامي والكاتب : السالك مفتاح ـ المدير المركزي للارشيف الاعلامي.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *