قناة فرانس آنفو الفرنسية تتحدث عن إستقالة هورست كوهلر.
نشرت قناة فرانس آنفو الفرنسية Franceinfo أول أمس مقالاً حول إستقالة مبعوث الامم المتحدة السابق للصحراء الغربية الرئيس الالماني هورست كوهلر (76 عاما) المفاجئة بعد إعلان الأمم المتحدة ذالك في بيان لها لأسباب صحية.
جاء في بيان الأمم المتحدة “إن الأمين العام أنطونيو غوتيريس يأسف بشدة لهذه الاستقالة ، لكنه يتفهمها تماما ويعبر عن أطيب متمنياته للمبعوث”، دون تقديم أية تفاصيل حول المشاكل الصحية التي يعاني منها الرئيس الألماني السابق.
للتذكير، ومنذ توليه منصب المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي في يونيو 2017 ، شارك هورست كوهلر شخصيًا في إيجاد حل لهذا الصراع الذي دام أكثر من 44 عاماً. حيث أنه نجح في استئناف المحادثات المتوقفة منذ ست سنوات ، وعقد الأطراف الأربعة المعنية جبهة البوليساريو، المغرب، الجزائر وموريتانيا مائدة مستديرة في جنيف في ديسمبر 2018 ، وفي مارس 2019. ثم أشترط عقب هذه الاجتماعات التي أشرف عليها مبعوث الأمم المتحدة أن تكون “دون شروط مسبقة” ، كان من المقرر عقد اجتماع ثالث قبل الصيف ، رغم أن مواقف الطرفين المعنين ظلت جد متباينة.
بينما دعا الامين العام الأممي أنطونيو غوتيريس بإلحاح الأطراف إلى المشاركة بحسن نية للتقدم نحو حل عادل ونزيه، شكر مبعوثه على عمله الدؤوب كما شكر أيضاً “الطرفين (المغرب والبوليساريو) والدول المجاورة (الجزائر وموريتانيا) على ارتباطهما بالسيد كوهلر في العملية السياسية”.
كانت الردود الأخرى متباينة حيث أعلنت وزارة الشؤون الخارجية المغربية في بيان لها “المملكة المغربية تتأسف لهذه الاستقالة و تشيد بجهود السيد هورست كولر على المجهودات التي بذلها منذ تعيينه”.
بينما عبرت الجزائر ، التي تدعم البوليساريو لكنها ترفض اعتبارها طرفًا في النزاع ، عبرت عن أسفها العميق. حيث أن وزارة الخارجية الجزائرية أشادت بجهود السيد كوهلر لما أبداه من التزام وعزم من أجل إحياء عملية التسوية التي توقفت منذ فترة طويلة.
من جانبها ، أعلنت جبهة البوليساريو عن “أسفها العميق” للخبر وشكرت المبعوث الأممي المستقيل على جهوده الديناميكية لإحياء عملية السلام التابعة للأمم المتحدة.
ومع ذلك ، وراء ردود الفعل المعتادة في البروتوكول ، فإن فرضية الأسباب الصحية لم تستساغ من أطراف عدة لتغطية فشل المبعوث الأممي المستقيل.
حيث كتب رئيس منظمة كاراسو في تغريدة له على التويتر أن “إستقالة هورست كولر ، التي قُبلت دون تردد من طرف أنطونيو غوتيريس ، تثبت أن المغرب وحلفاءه يجهضون أي حل للسلام والاستقرار في الصحراء الغربية يحترم الإرادة الراسخة للشعب الصحراوي في الحرية والإستقلال.
وأضاف المدافع عن حقوق الصحراويين “هناك عدة أسئلة من حقنا طرحها: هل أستقال هورست كوهلر أم أُقيل من منصبه؟ هل سيكون مبعوث الأمم المتحدة القادم أمريكياً؟ وإذا كان الأمر كذلك ، فهل سيتبنى هذا الأخير خطة بيكر رقم 3 ؟” في إشارة الى خطتي مبعوث أمريكي سابق ، جيمس بيكر ، الذي أستقال أيضا عام 2004.
من بعده ، القى الهولندي بيتر فان فالسون المناشف في عام 2008 والاميركي كريستوفر روس في عام 2017 ، مما يجعل هذا النزاع لغزاً أذهل وأربك المجتمع الدولي منذ عام 1975.