عقدة الصحراء الغربية تفشل مساعي مبعوثا جديدا.
يبدو ان قضية الصحراء الغربية، لا تزال عصية على المجتمع الدولي، و بعد عدة وسطاء بعد الامريكيين جيمس بيكر و كريستوفر روس، و الهولندي بيتر فان والسون، جاء الدور اليوم على الماكنة الألمانية التي يمثلها الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر، هذا الاخير الذي بدى كتوما منذ استلامه للملف الصحراوي، و استبشرت فيه كل الاطراف خيرا، و أبدت استعدادها للتعاون معه دون شروط مسبقة.
لكن تاتي الرباح بما لا تشتهي السفن، حيث اعلن مكتب الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، ان مبعوثه الشخصي قدم استقالته لاسباب صحية لم يذكرها البيان.
و بعد رحيل السيد كوهلر، تكون قضية الصحراء الغربية قد دخلت مرحلة جديدة من الانتظار الذي لا يراه مجلس الأمن الدولي و لا يحتسبه وقتا اضافيا على معانات الشعب الصحراوي، و ذلك من خلال عدم جدية الأمم المتحدة في ايجاد حل للنزاع الذي عمر اكثر من اربعة عقود، و يقترب من نصف قرن، مما يجعله من اقدم النزاعات في العالم، و التي لم يجد لها المنتظم الدولي حلا مناسبا، رغم توصياته النظرية المتكررة كل سنة او ستت اشهر، و طلبه الدائم للاطراف بضرورة الوصول الى حل يرضي جميع الاطراف و هذا امر مستحيل جدا.
و تشهد اروقة الامم المتحدة عند كل ابريل و اكتوبر من كل سنة، حركية عادية جدا يتخللها الموضوع بتمرير قرار حفظه المندوبون في مجلس الأمن قبل مندوبي الاطراف، و لا يتغير فيه الا ما قل و ندر من صياغات تتلاعب بالمصطلحات القانونية، و تغيير بعض الارقام التسلسية للقرارات دون تقديم جديد.
هذا الروتين الذي اعتاده مجلس الامن، و من وراءه الامم المتحدة هو سياسة فرنسية مقصودة تسعى الى اطالة الامد، و الضحية الاولى و الاخيرة هو الشعب الصحراوي، و ممثله الشرعي جبهة البوليساريو، اذا لم تطور استراتيجية السلام و مرحلة اللاحرب، و وضع خطة جديدة لفرض امر الواقع على المجتمع الدولي الاصم.
ان جر القضية الى المستنقع التفاوضي على الطريقة الفلسطينية، لن يأتي بحل على المدى القصير، بقدر ما يدخلها في دوامة مصطلحات فضفاضة، لن توصل الاطراف الا الى زيادة في التمسك بارائهم، و ستبقى فرنسا تضع العصا في العجلة عند كل اجتماع لا يتوافق مع مساعيها في ارضاء حديقتها الخلفية في قصر الرباط.
اذا على ممثل الشعب الصحراوي ان يقتنع بالواقع، و يسعى الى ايجاد طرق جديدة للوصول الى الإستقلال، و باقل التكاليف، انهاء معانات اربعة عقود و نيف من اللجوء، و المآسي.
و الا سنبقى نراوح مكاننا، و ستبقى الاجيال تتلاحق الى ماشاء الله، و بعضنا ينتظر البعض ليصل به الى الحل.
بقلم بلاهي ولد عثمان