العنصريون في الدين : بدعة وضلالة !
صحراوي عارف بكتاب الله ، عين إماما لمسجد في مدينة بوجدور المحتلة ، وبسبب إنتمائه العرقي ، رفض الكثير من الصحراويين هناك الصلاة خلفه ، متحججين ببدع لم ينزل بها كتاب الله من سلطان .
إن من يوظف العنصرية في الدين ، فالدين منه براء ، كما انه جاهل ومنافق ، إذا لم يكن قد سمع ، أو تنكر عمدا لقوله تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ، ولقول رسولُه صـلى اللهُ عليهِ و سلـم : ( لا فرق بين عربي و لا أعجمي ، و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى )
هناك من يدعون أنهم شرفاء وهم وحدهم الفقهاء والمتمكنون من ناصية الدين وشرائعه ، وما شرفهم وإدعاؤهم هذا إلا بدعة لا اساس لها عند الرجوع الى كلام الله المنزل والمنزه من كل شائبة ، والغريب في أمر مثل هؤلاء الجهلاء المحرفين ، أنهم ينظرون لمن دونهم لونا أو مكانة إجتماعية من عباد الله الأتقياء ، على أنهم مجرد أتباع لهم ، لا يتبعون خاصة في الصلاة ، ولا يحق لهم مجاراتهم في فقه دين الله وأداء فرائضه ، وهذه بدعة مردود عليها بعلم علماء الدين الحقيقين ، الذين لا يخشون في قول الحق لومة لائم ، وما خوفهم إلا من الله وحده لا شريك له .
التقصير في مثل هذه الأمور ، قد يعود الى عدم الإستفسار فيها ، أو إلى عدم عرضها على دور الفتوى ، أو إلى التفسير الخاطئ لماجاء في القرآن الكريم ، وهذا ربما هو ألذي ساعد في إستفحال ظاهرة العنصرية في الدين ، لتتحول الى ذهنيات أصبحت راسخة عند السواد الاعظم من مجتمعنا الصحراوي ، الذي تغلب عليه البداوة ، والجهل والنفاق في بعض أحكام الدين الإسلامي الحنيف ، ويظهر ذلك جليا حين يفضل أهلنا في المدن المحتلة ، الصلاة خلف إمام مغربي جائر ، عوض الصلاة خلف إبن عمومتهم ، الذي يستحقرونه بسبب ذهنياتهم البالية والتي ليست من ديننا السمح في شي ، والدليل أن إبن العمومة هذا ، مرتب إماما حسب مؤهلاته وحفظه لكتاب الله ومعرفته الكاملة بشرائعه ، إنها المفارقات حقا ! فإلى متى ونحن أسيرون لتعصب زائف وحياة دينية خالية من التأمل والارشاد ؟
إن البدع وعدم أخذ كلام الله بحذافره ، لهو التخلف الفكري والتزوير العقائدي بعينه الذي لا يغتفر ، فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، وهذا ما يجب أن يعلمه هؤلا الضالون العنصريون في الدين ، إن أرادوا التوبة والتكفير عن ذنوبهم ، والابتعاد عن تحريف دين الله العظيم ، الذي أنزل هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان .
نسأل الله الهداية إلى طاعته وحسن عبادته .
بقلم : محمد حسنة الطالب .