-->

المغرب، "صفقة القرن"، "وصفكة "على القرن


أكثر دولة تلقى منها الفلسطينيون الضربات والصفعات والخيانات هي المملكة المغربية. محاولة جرد كرونولوجيا صفقات بيع المغرب للقضية الفلسطينية الدماء الفلسطينيين لا يمكن الإلمام بها ولو في موسوعة، ولولا تآمر المغرب اسرائيل ما كانت محاولات تصفية القضية الفلسطينية وصلت إلى ما وصلت إليه الآن. في سنة 1986م، حين كان الحسن الثاني مخنوقا بحرب الصحراء الغربية، وكان جيشه يهدد الاستسلام لم يجد بدا من بيع القضية الفلسطينية مقابل مساعدة إسرائيل له. فحتى تساعده اسرائيل في بناء الاحزمة الدفاعية في الصحراء الغربية، وتساعده في تقوية الجيش المغربي بوسائل الاستطلاع، قام الحسن الثاني بامضاء معاهدة التطبيع مع إسرائيل، علنا وفي المغرب، مع شمعون بيريز. بعدها مباشرة جاء الضباط الإسرائيليون بمعداتهم وبدأ إنشاء الحزام الدفاعي المغربي.
- حين بدأ ترامب يتغنى بمعاهدة القرن لتصفية القضية الفلسطينية عن طريق الاموال العربية سارع المغرب إلى واشنطن كي يعرض خدماته. كانت خدماته هي ان يشارك المغرب في القمة ويعترف بها، ويطبع مع إسرائيل مقابل "صفقة قرن" أخرى تكون مخصصة لتصفية القضية الصحراوية، أو على الأقل موقف امريكي واضح يفرض الحكم الذاتي . لكن ترامب ليس بالرجل الغبي الذي يخضع لابتزاز المغرب. كان ترامب، المتعود على إعطاء الأوامر للانذال، يعرف أن امر بسيط منه أو من اسرائيل سيجعل المغرب يحضر بدون مقابل. ترامب يريد أن يحضر المغرب بدون مقابل. المغرب ليس بالدولة التي تستطيع أن ترفض الأوامر العلياء. ذهب وزير الخارجية المغربي إلى واشنطن، وجاء كوشنير في زيارة سياحية إلى المغرب. في المناسبتين عرض المغرب تصوره على الادارة الامريكية ،وهو الدعوة لصفقة اخرى تصفى فيها القضية الصحراوية مقابل حضور الملك المغربي لقمة الفضيحة في البحرين. بعد ذهاب كوشنير، صرح المغرب أنه لم يحدد موقفه بعد من الحضور من عدمه. لكن ترامب وإسرائيل يعرفان أن المغرب سيحضر بدون مقابل. حين لم يحدد المغرب موقفه بسرعة جاء الامر من إسرائيل وعلى المباشر، وكان الأمر صارما: سيحضر المغرب رغما عنه. حضر المغرب لقمة البحرين وبدون مقابل هذه المرة، لكن إسرائيل وأمريكا يريدان أكثر من المغرب. يريدان المغرب أن يفتح سفارة ويستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي وبدون مقابل. صحيح المغرب مستعد، مثلما يفعل دائما، لتصفية القضية الفلسطينية مقابل تصفية القضية الصحراوية لصالحه، وفي حالة حصول ذلك سيفتح سفارة ويرمي فلسطين في البحر. المتوقع في المستقبل القريب هو أن يتم ضغط كبير على المغرب كي يقوم بالتطبيع كاملا لكن بدون ثمن.
السيد حمدي يحظيه

Contact Form

Name

Email *

Message *