-->

تسليح الوعي قبل تسليح الانتفاضة


ناجي محمد منصور (العيون المحتلة)
ينتهج الاحتلال المغربي استراتيجية "كي الوعي" الصحراوي. من خلال توظيف تقنية الأخبار المزيفة، التي تساهم في خلق البلبلة في صفوف الصحراويين، وصياغة وعيهم وفقا لما يريده نظام الاحتلال المغربي. ويعمل مستخدمو خلية شبكات التواصل الاجتماعي في "المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني"، على رصد توجهات الصحراويين من خلال رصد تعليقاتهم وطريقة تفاعلهم مع الأخبار المزيفة التي تنشرها الخلية المغربية. من أجل معرفة سبل التحكم في الرأي العام الصحراوي وتوجيهه لما فيه تحقيق لأهداف الحرب النفسية التي يستعملها نظام الاحتلال لضرب الجبهة الداخلية للصحراويين، وتفكيكها من الداخل.
لقد رصدنا في اليوميين الماضيين مؤشرات على تطبيق تلك الاستراتيجية، باستغلال أحداث مدينة السمارة المحتلة، بعد إطلاق سراح الناشط الإعلامي الصحراوي صلاح لبصير. الذي اعتقل على خلفية نشاطه الإعلامي الفاضح لانتهاكات شرطة الاحتلال المغربي. لقد شكل فيديو التعذيب الوحشي لمدنيين صحراويين على يد عناصر من شرطة الاحتلال، الذي انتشر انتشار النار في الهشيم في مواقع التواصل الاجتماعي، نقطة انطلاق عمل آلة الدعاية المغربية.
لقد تم نشر أخبار مزيفة تفيد أن عناصر الشرطة، الذين ظهروا في الفيديو يضربون مدنيين صحراويين ضربا وحشيا، مستعملين الرفس والركل والهراوات، هم "صحراويون". وأن الشبان الصحراويون الذين تم ضبطهم هم مجرمون مطلوبون للمثول أمام محاكم الاحتلال.
كما تم نشر خبر مزيف آخر يقول أن الشابة الصحراوية التي ظهرت في الفيديو وهي تدفع دفعا داخل سيارة شرطة الاحتلال، ليست إلا صحراوية يتم اختطافها من "عصابة من الصحراويين".
وعلى هامش هذه الأخبار المزيفة، تم تحريك حسابات مشبوهة تدعو الصحراويين في المناطق المحتلة للتسلح لمواجهة عنف شرطة الاحتلال المغربي. بل ذهبت بعض الحسابات المزيفة للتحريض على الإرهاب، بالدعوة للقيام بعمليات انتحارية ضد قوات نظام الاحتلال المغربي. 
وهذه ليست هي المرة الأولى التي يضخ فيها نظام الاحتلال سيلا من الأخبار المزيفة بين الصحراويين، بهدف الإلهاء وتحريف الوعي وتزييفه، واستهداف جبهتنا الداخلية. بل إن الأمر تكرر مرات عديدة في أوقات سابقة.
وسنعمل على ضوء هذه المعطيات الجديدة تنبيه الرأي العام الصحراوي بخطورة الأخبار المزيفة في تزييف الوعي، وخلق البلبلة في أوساط الرأي العام، وتوجيهه بطريقة تخدم أهداف القيمين على الحرب النفسية التي يشنها الاحتلال المغربي في حربه ضد الصحراويين. 
ما هي الأخبار المزيفة؟
يعرف معجم كولينز Diccionario Collins الأخبار المزيفة بأنها "تلك الأخبار التي تستهدف الوجدان والمشاعر. تُنشر من خلال الدمج بين مجموعة من الأخبار". وحسب العديد من الخبراء في الميدان فإن مصطلح "الأخبار المزيفة" لا يحمل معنى واحدا. ولهذا يقترحون الحديث عن مصطلح "التضليل". لأن هذا المصطلح الأخير يحوي داخله باقة متكاملة من الإجراءات التي تسعى لتضليل الناس والمؤسسات من قبيل بوابات إلكترونية لنشر الأخبار المزيفة، والميمات الموجودة في وسائل التواصل الاجتماعي، ومجموعات الواتساب، والمنشورات المزيفة، ونظريات المؤامرة والشائعات.
يتضح لنا إذن من خلال هذا التعريف المبسط أن الأخبار المزيفة لها علاقة بالتضليل. وهو ما ينهجه نظام الاحتلال المغربي في تعامله مع الوقائع في المناطق المحتلة، وحتى مع الوقائع التي لها علاقة بالقضية الصحراوية بشكل عام.
ولهذا من اللازم امتلاك الآليات الكفيلة بالتعامل مع تلك الأخبار المزيفة، ومعرفة الطرق الكفيلة بتشخيصها، ومواجهتها من أجل تحصين وعي الرأي العام الصحراوي من التضليل والتزييف، وحماية الجبهة الداخلية من التفكك والانهيار.
سنورد في هذا المقال بشكل عام بعض التقنيات التي يمكن توظيفها لمعرفة الأخبار المزيفة:
-لا تتم الإحالة لمصدر الخبر. كأن نجد الخبر مصحوبا بعبارة "قيل..." أو "قال أحدهم..." أو "قال لي شخص ما..."
-لا تظهر المعلومة في وسائل إعلام أخرى.
- يكون تاريخ نشر المعلومة قديما.
-لا تؤكد المصادر (في حالة ظهورها) صحة المعلومة.
-لا تجب الثقة في المقالات التي تكون تحت عناوين بارزة وبالخط العريض.
-مقالات تحيل على روابط فارغة، ولهذا يجب الحذر في هذه الحالة لأن تلك الإحالة هدفها الحصول على معلوماتك الشخصية حال دخولك للرابط المرفق بالخبر المزيف.
إن هذه التقنية الأخيرة تبين أن الأخبار المزيفة، تعتبر وسيلة فعالة في يد الاحتلال المغربي لجمع معطيات عن النشطاء الإلكترونيين الصحراويين في مواقع التواصل الاجتماعي، تمكنه من التسلل لحساباتهم اختراقها وتوظيفها لنشر أخباره المضللة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *