-->

البحرية العسكرية الصحراوية مرحلة التأسيس ودورها في حرب التحرير وحماية الثروات الطبيعية

مواصلة لموضوع الفكر العسكري للزعيم الراحل محمد عبد العزيز، نسلط الضوء على الملاحم البطولية التي تجاوزت الاعتبارات والحسابات العسكرية المعهودة للبحرية الصحراوية. 
1. المقدمة: 
يقال في مفهوم النظرية العامة للدولة الحديثة إن الدولة هي تلك المؤسسات التي لا تزول بزوال الرجال ومن هذا المنطلق يمكن القول إن هناك رجال تركوا بصمات حية في شعوبهم لا تنتهي بالتقادم أو اختلاف الأزمنة والمراحل خاصة ما يتعلق بالموارد البشرية والتجربة العلمية والعملية وسنحاول قدر الإمكان قراءة الفكر العسكري من خلال البناء المؤسساتي للقوات المسلحة الصحراوية . هذا الفكر وهذا البناء الذي مكنها عبر العقود الماضية من تجاوز الصعوبات بذكاء ومهارة ونحن هنا نشير إلى مراحل أربعة هي: 
§ مرحلة الدفاع 1975-1976 . 
§ مرحلة هجوم الشهيد الولي 1976-1979. 
§ مرحلة هجوم هواري بومدين 1979-1984. 
§ مرحلة هجوم المغرب العربي الكبير 1985-1991. 
هذه المراحل تخللنها صعوبات وتدخلات أجنبية غير مباشرة ومباشرة من طرف أحلاف ودول متعددة . 
سيكون موضوعنا عن القوات البحرية الصحراوية: 

- نشأتها، أهدافها، الآثار التي ترتبت عن أعمالها في مسارح العمليات القتالية ، ولا يفوتني هنا بقدر ما أنوه بذكاء القيادات العسكرية وعلى رأسها الزعيم الراحل "محمد عبد العزير " و رفاقه أن أفتخر بشباب البحرية الصحراوية الذي رفع المعنويات في ظروف أقل ما يقال عنها أنها من أصعب ظروف الحرب التي عشناها طوال مدة الحرب كما لا يفوتني أن ألفت نظر الشباب إلى ضرورة الاتصال بالأبوين الذين بقيا لنا من القيادات العسكرية الروحية لقراءة التجربة العسكرية التي خططوها وقادوها بشجاعة وحكمة وذكاء ووطنية وأمتنع عن ذكر أسماؤهم لان ذلك ممنوع شرعا في الإسلام على الأحياء ، وإنما أتناول الموضوع من خلال قائدهم الزعيم الراحل " محمد عبد العزير" نيابة عن الجميع. 
2. التأسيس: 
تأسست البحرية 1/04/1976 م بقوة كتيبة مدربة تدريبا جيدا وأطلق عليها كتيبة " الكوماندوس البحري" كلفت بمهام مواجهة البحرية المغربية ومحاربة البواخر التي تنهب الخيرات البحرية والبرية مثل " الفوسفات والرمل" وقد تمكنت هذه الوحدة بفضل عملياتها البطولية من طرد معظم البواخر والشركات التي كانت تنهب الخيرات الصحراوية من البحر والفوسفات و استطاعت إيصال صوت الشعب الصحراوي إلى العالم من خلال صدى هذه العمليات البطولية. 
3. النشاطات العسكرية: 
- العملية الأولى في منطقة العيون العاصمة"الميناء" 07/1976م. 
- عملية "البعلاتية" 1977م.وقد أسر فيه 3 أسرى. 
- عملية "العين البيضاء" أسر فيها 8 أسرى. 
- عملية "آخفنير" 03/1980 م .جنوب غرب الطنطان . 
- عملية "دخلت آدقان" مهاجمة باخرة لجنوب افرقيا العنصرية أنذالك، أسر فيها 45 فرد من مختلف الجنسيات. 
- القيام بعملية استهدفت باخرتين برتغاليتين تم تدميرهما وأسر 9 أفراد. 
- عملية ميناء العيون مرة أخرى 30/08/1980م ، تم فيها تحطيم جزء من الميناء أدى إلى تعطيله مدة سنة ونصف . 
- تحطيم قارب برتغالي في منطقة لقديم جنوب العرقوب 07/1980م وأسر 14 فرد. 
- تحطيم باخرتان اسبانيتان وأسر 26 بحارا منهما . 
- عملية في العين البيضاء ، استهدفت باخرة تسمى "كابو خوبي" أسر جميع أفرادها 25 فرد. 
- عملية "المحاريات" تم فيها تدمير الباخرة وأسر 25 فرد. 
- عملية "ترفت" تحطيم باخرة وأسر فرد منها، في هذه العملية برز شابان المقاتلان بتحطيم الرقم القياسي الذي لا نعرف له مثيل في تاريخ الراميات بالقاذف الصاروخي اليدوي 40 قاذفة في دقائق قليلة هما : الشهيد محمد سالم لحبيب محمد لمين و المقاتل : أزوق سمه. 
4. الظروف المحيطة بمسارح العمل القتالي: 
تدخلت القوات المغربية الغازية أكتوبر سنة 1975 م بتعاون مع إسبانيا وفرنسا و موريتانيا "المختار ولد داداه" آنذاك، وبدعم من جميع الدول المعروفة أتذاك بالدول الرجعية و احتلت المدن الكبرى مثل : العيون السمارة ،بوجدور،الداخلة وبعض البلدات المحيطة كطوق أمني مثل: أجديرية، المحبس ، الحكونية ، القلة، احتل "المختار ولد داداه" ما تبقى من البلدات الجنوبية . وقد شكلت هذه التحصنات عائقا كبيرا دون البحر الذي كانت أيضا التضاريس البحرية والبرية صعبة للغاية ففي معظم الشواطئ الممتدة من طاح شمالا إلى لكويرة جنوبا صعبة التضاريس للغاية وتمتد الصعوبة فيها إلى نهاية الجرف القارئ ، أما الشواطي السهلة فباستثناء لكويرة والعرقوب فإنها تتواجد من بوجدور شمالا ، والمسرح العملياتي القتالي يمتد على طول 1600 كلم ، تقع جميعها خلف خطوط الدفاعات الحاميات العسكرية المحتلة وعلى عمق يزيد عن مسافة 400 كلم وتستخدم القوات المغربية الطيران للمراقبة لتأمين نهب الفوسفات و الحتان والرمال بشراهة مذهلة وتتواجد في الشواطئ الصحراوية الإقليمية وأعالي البحار المقابلة مئات الشركة من مختلف الجنسيات ، كما ينطبع الوضع العام بكثير من الغموض بسبب التدخل الفرنسي المباشر سنة 1977-1978 م الذي ظل يطرح كثير من الأسئلة حول قدرة البوليساريو على تجاوز هذا الموقف المعقد عسكريا وسياسيا وأمنيا في ظل هذه الظروف المعقدة أصبح لزاما على شباب وحدة الكوماندوس أن تشكل جزء من الزخم العام للأحداث وأن تعطي بعدا آخر للموقف العام عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا يظهر نوع من التحدي يغير في طبيعة فهم العالم لقدرة البوليساريو على التأقلم مع متغير الموقف العام للصراع. 
5. الخاتمة: 
يعتبر العنصر البشري هو الأساسي في بناء المؤسسات سوى كانت عسكرية أو مدنية أو اقتصادية، كما يعتبر الاقتصاد في الموارد البشرية أهم بكثير من الناحية الإستراتجية من الاقتصاد في غيره من أوجه الاقتصاد المادية لذلك تركز القيادات العسكرية الصحراوية على الاستثمار في الموارد البشرية الشابة ، ونحن هنا بصدد الخوض في الحديث عن البحرية الصحراوية فإنه منذ تأسيسها سنة 1976م تخرج عشرات الضباط من مختلف الرتب : أعوان سامون مهندسون...الخ. كما أن البحرية استفادت من مئات الشباب تخرجوا من الكليات و الثانويات من دول صديقة مختلفة ، هذا إلى جانب القوات الخاصة التي تعمل برا وبحرا وجوا والتي تعد سندا قويا للقوات البحرية خاصة إذا تعلق الأمر بدواعي العمل خلف الدفاعات المعادية والقيام بالإنزال البري أو البحري ، لذا يكون الأساس في القوات البحرية هو التكوين وإعادة التكوين للأفراد والتقنيين وحفظ التجربة . أما العتاد أو الأحواض أو المسابح فالمسألة ثانوية وهي لا تتطلب عناء بحث بقدر ما تحتاج إلى جهد مادي غير مكلف وهو في تدابير القيادة مضمون بناء على الأوامر الصادرة حول جميع أنواع العتاد العسكري المطلوب في الوقت المحدد و عندها نعود بالذاكرة إلى صنع الملاحم البطولية التي تتجاوز الاعتبارات و الحسابات العسكرية المعهودة كما يقول الزعيم الراحل "محمد عبد العزير" . 
بقلم المقاتل الصحراوي العربي عبد اللطيف



نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *