-->

تساؤلات متكررة عن الفرق بين الموريتاني والصحراوي


تقرير كتبه الاستاذ الشاعر والاديب الكبير الموريتاني عبد الله ولد بونا عام 29/07/2007 
ليس الباحث الإماراتي المحترم سلطان الشامسي هو أول من يتساءل عن الفرق بين الموريتاني والصحراوي وكون كل منهما (يلبس الدراعة ويشرب الأتاى وقوي الشخصية) كما قال الشامسي في مقاله. فقد سمعت هذا التساؤل مرات عدة من أكثر من خليجي. وهو تساؤل مشروع يستطيع المهتمون في الخليج ان يطالعوا الإجابة عليه في مقالي هذا، لكنني ابدأ بتساؤل مماثل يطرحه البعض في الصحراء الغربية وموريتانيا: ما لفرق بين الإماراتي والسعودي والكويتي والبحريني والقطري والعماني. اذ أن في الإجابة عليه إجابة على التساؤل الأول، ولأني أيضا عملت باحثا في دول الخليج فلدي إلمام تام بالفروق الشكلية بين مواطني الدول الخليجية الست، فهم في أغلبيتهم ينحدرون من عدنان وقحطان وتتشابك القبائل العربية المكونة لنسيج الخليج الأجتماعي، كما تتشابك عاداتهم وتقاليدهم بفروق بسيطة في شكل الكندورة وشكل العقال وطريقة وضعه على الرأس او لف الغترة كما يفعل العمانيون بشكل معين، لكن الجميع أيضا يشرب القهوة العربية ويلبس الكندورة والعقال، ولهم موروثهم البدوي وشعرهم القريب جدا في أوزانه وطريقة أداءه من الشعري الحساني لدى الشعبين الصحراوي والموريتاني، والحقيقة أن المجتمع الخليجي هو شعب واحد في ست دول، اما مجتمع (البظان) اي العرب فهم شعب واحد في دولتين احداهما استقلت سنة 1960 هي موريتانيا والثانية مستعمرة اسبانية من 1884 الى 1975 حين احتلها المغرب الشقيق ومازال يحاول جاهدا البقاء فيها، وهو حلم توسعي مستحيل، كما ان لهم تواجد في شمال مالي وجنوب الجزائر والمغرب، وليست الدراعة والأتاى وقوة الشخصية فقط ميزات خاصة تربط الشعبين، فكما تتداخل الروابط الاجتماعية مثلا بين دول الخليج فإنها بشكل أقوى وأعمق بين الشعب الموريتاني والصحراوي، ويرصد أكثر من دارس وباحث تكاملا اجتماعيا وثقافيا بين الشعبين، تطور الى تكامل وترابط سياسي في العصر الحديث غير قابل للأنفصام، فبرغم دخول موريتانيا كطرف سياسي محتل لمدة ثلاثة سنوات مع المغرب في وادي الذهب إلا ان الشعب الموريتاني أبدى معارضة شديدة لتلك الخطوة ما أطاح بالنظام الحاكم آنذاك في موريتانيا وتم تجاوز ذلك الوضع سريعا بين الشعبين، وتعكس نكات من ارض المعركة أيام المواجهة عدم قناعة الجنود الموريتانيين بمهامهم القتالية ضد المقاومة الصحراوية الشرسة.
وشراكة الموريتاني والصحراوي تخطت الزي الرجالي والنسائي والعادات والتقاليد لتشمل الحاضر والمستقبل والمصير السياسي المشترك حتما، والخطر الموحد القادم من الجار الشقيق الأكبر المغرب فقد اجتاح أرضهم وعينه على كنوزها ومناجمها وهدفه الأكبر على الأقل هو الخاصرة الشمالية الغربية لموريتانيا فهي مصدر المناجم من حديد وذهب وبترول وثروة سمكية ويورانيوم ونحاس وتتميز بقلة السكان، وكان من حظنا في موريتانيا أن الصحراويين دفعوا المغرب إلى التقوقع خلف جداره الدفاعي ونشرو هم مناطقهم العسكرية المتمرسة في القسم المحرر من الصحراء الذي تلقائيا شكل جدار حماية منيع لخاصرة موريتانيا الغنية والهشة نوعا ما، ولا يشك احد أن المغرب الشقيق كان سيدفع بخطوطه العسكرية جنوبا لو انه نجح في التهام كل الصحراء الغربية-لاسامح الله- إن الشعبين الصحراوي والموريتاني يمثلان نسيجا واحدا مازال متماسكا اجتماعيا وثقافيا ويتجه بهدوء إلى تكامل سياسي، ولن تستطيع اي مخططات سياسية او عسكرية نقض ذلك النسيج، وان كنا في موريتانيا مازال بعض سياسيينا لايعي حقيقة ان الصحراويين قدموا لنا أكثر من خدمة استراتيجية مهمة لأستقلالنا ونهوضنا وان علينا أن ندرك ذلك ونتحرك بجدية ومسؤولية لنقدم بدورنا ما يخدم مصالح الشعب الصحراوي العزيز ومصالح الجيران ان الحل الحقيقي الذي يحمي مصالح الجميع ويفتح المجال أمام التنمية والأزدهار لشعوب المنطقة هو ان يراجع المغرب الشقيق نفسه، ويتيقن ان الشعبين الصحراوي والموريتاني من طينة يستحيل ان تخنع لمنطق القهر والتوسع، وان عليه ان يعيد الحقوق لذويها لنبنى يدا بيد مغرب العرب كما بنى الخليجيون مشرق العرب

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *