استقالة البرلماني الديه محمد النوشة خسارة لمرافع شرس عن حقوق وتطلعات القواعد الشعبية
ليس من السهل ان يسلك الانسان طريقا مخالفا لما اعتاده غالبية الناس، فبالامكان نيل ثقة الجماهير في مختلف المناصب القيادية بدأ من روافد التنظيم مرورا بالمجلس الوطني وانتهاءا بالامانة الوطنية ومكتبها الدائم الذي يعتبر اعلى هيئة قيادية في الحركة والدولة، وهي المناصب التي توفر لصاحبها بحسب ماهو مشاهد ومعاش نوعا من الرفاهية والامتيازات المادية المحصلة بطرق بكل تأكيد انها مناقضة للثورة وتضحيات الشعب الصحراوي الجسام من اجل حلم الاستقلال واستكمال السيادة، ولربما إذا عرف السبب بطل العجب.
ومن خلال النظر في نماذج فريدة ونادرة، لم تكن المناصب محفزا لها للانقلاب على القيم والمثل النبيلة يبرز اسم البرلماني الديه محمد النوشة كواحد من ابناء هذا الشعب الذين عملوا بجد واخلاص متخذين ثقة الشعب والمناصب كغرفة عمليات للحرب على الفساد والسلوكات المشينة التي تؤخر المشروع الوطني وتضع العثرات امامه وهو مافتح عليه النار من كل الاتجاهات من قبل لوبيات الفساد التي تجذرت وانتشرت كالاخطبوط في مفاصل الحركة والدولة وشلت إرادة الرئيس في الوفاء لعهده الذي قطعه في اكثر من مناسبة بالحرب على الفساد وإعادة القطار لسكة التحرير، لينتهي به الامر الى رفع الراية البيضاء والتي رفض البرلماني الديه النوشة رفعها قبل اداء مهمته التي وصلت الى طريق مسدود امام العراقيل والعقبات التي كشفها في بيانه للراي العام الوطني، وتاتي استقالته كتعبير عن عجزه عن احداث التغيير المنشود من داخل مؤسسة اراد لها الشعب الصحراوي ان تكون للتشريع والرقابة للسهر على مدى تطبيق تلك التشريعات والقوانين والبرامج المصادق عليها من قبل ممثلي الشعب في البرلمان.
فيكون الديه النوشة بذلك بر وعده الذي قطعه على دائرته الانتخابية ولم يناقض عمله ما تعهد به ويقدم الدرس والنموذج للاطار المثالي ويترك الامل في بروز خطوات مماثلة تعيد التفكير والمراجعة فيما وصلت اليه القضية من طريق مسدود وافق مظلم امام تعنت الاحتلال المغربي وراعيته فرنسا وغياب رؤية واضحة للقيادة السياسية التي هجرت القاعدة الشعبية ولم تعد تعيش في كنفها، والوقوف على مكامن الخلل وتقديم المتورطين في إطالة معاناة الشعب الصحراوي للعدالة ومحاسبة كل المقصرين في المهام التنظيمية وفضحهم امام الجماهير ووضع حد للفساد والاستبداد بالقرار خاصة ان الشعب الصحراوي امام محطة سياسية هامة تتمثل في المؤتمر الشعبي العام والذي يجب ان يكون محطة فاصلة بين واقع الضعف والخنوع والانتكاسة وإرادة التحرير والمقاومة وتغيير الواقع المرفوض.