تفعيل المشروع القبلي بين الذي احدث ضجيجا بالعيون المحتلة واتضحت معالمه ، وبين ذاك الذي يطبخ على نار هادئة بكلميم ونواحيها !
اذا كنا نحتاج دائما الى تصريحات شعبوية، لنعبر عن ردات فعل متباينة، ننساق فيها وننجرف مع عواطفنا، كي نحدث صخبا ،ونعتبر ذلك لوحده تهديدا لكياننا وللنسيج والسلم الاجتماعيين، ونسكت على اخرين بخططون ويحيكون بالمنطق ذاته ،وفق ادبيات وميكانيزمات اخرى و نقطة الالتقاء بين الاول والثاني هي التفتيت والتقسيم ، تحضيرا لما هو قادم، والاكيد لن يحمل بين طياته الا الاسوء ، فاننا في حاجة الى اعادة النظر الى فهمنا للاشياء ،خاصة مع علمنا بحجم الضرر الذي يحدثه اصحاب قاعدة " الدق والسكات" ،وهو مايؤكد كذلك اننا نستعمل ثقافة التبرير بازدواجية المعايير . ومن حسن الطالع الذي يرافق ايماننا بعدالة قضية شعبنا ،تساعدنا احيانا بعض المحطات العابرة في انقشاع الضباب الذي يشكل غشاوة على ابصارنا وتساهم في وحدتنا ، ونتجاوز بخطوة ما يحاك ضد شعبنا، ولعل تفاعل الصحراويين مع المنتخب الجزائري الشقيق لكرة القدم ، واداءه المتميز ضمن فعاليات منافسات كاس الاتحاد الافريقي لكرة القدم " الذي لم يكن غريبا ولا جديدا لانه ينم عن ارتباط الشعبين الصحراوي والجزائري، والقواسم المشتركة بينهما ، لكنه يزعج الاخرين ،ويفسد عليهم طعم مخططاتهم الرامية الى اقبار مشروعنا الوطني، ويعتبر الرهان على اضعاف معنويات الصحراويين احد مرتكزاتها، ويتاكد لهم فشل ذلك الرهان في كل استحقاق ، وتتلاشي فرصة نجاحه،" خاصة انه لم يعد خافيا على الجميع ماهو ميول الصحراويين وارتباطهم بما في ذلك الجانب الرياضي ، وحاولو افساد نشوة الاحساس باجماع الصحراويين ووحدتهم ، التي تظهر كلما تطلب الامر او دعت الضرورة لذلك .
ان خرجة "حمدي" التي تظهر للعموم انها فلكلورية ، وتعبيرات شعبوية غير لائقة ، لكنها تدخل ضمن مخطط بدات بعض مؤشراته 'ومعالمه تطفو على السطح ، نتج عنها ردات فعل من هنا وهناك، عملا بنمط سياسي مستعمل منذ فترة طويلة بالمغرب لتدجين واستيعاب الذهنية المغاربة بهكذا خرجات(العفاريت ،التماسيح ، ايتش وان انكوان ... ) انها محاولة للفت الانتباه عن الانكسارات وتشتيت انتباه الصحراويين والعمل على تعميق انقسامهم .
انه المخطط المتكامل الاضلاع الذي يعتمد على سبعة ركائر اساسية وهي : -1)تغييب الشباب بالمخدرات وافراغ المنطقة من ابنائها عبر تشيجيع موضة قوارب الموت وتحقيق الحلم في الوصول الى الحضارة الاوربية .- 2 ) تغييب النخب عن الشان السياسي واضعاف المستوى المعرفي والعلمي والفكري والسياسي.- 3 ) تقسيم كافة الفئات المناضلة وخلق معارك هامشية تبعدها عن المعركة الرئيسية. -4 ) نقل المعركة الى داخل المخيمات من خلال ادوات صحراوية تمت صناعتها باسم عناوين جذابة الاصلاح ومحاربة الفساد.
- 5) خلق بلطجية قبلية يتزعمها بارونات المخدرات والمهربين واستعمال العنف لترعيب الخصوم .
- 6) تشكيل فرق اعلامية هواة ومحترفين من الذين أقلامهم المرتهنة ليكتبوا في مواقع ممولة واخرين بمنصات الدردشة ، ذمّاً وهزءاً وشكّاً وتبخيساً، ضمن "جوقة" مستكتبين ونابحين مأجورين يتحرّكون صوتاً واحداً .
- 7 ) خلق تجمعات قبلية وتشجيع التعصب لها ، علما انه بدا الشروع في ابراز تكتل قبلي كبير بجنوب المغرب دون احداث ضجيج واخر بالعيون، وهذان المكونان لهما صراع واحقاد تاريخية دفنت بعد الثورة والمعركة التحريرية، ظل الاحتلال يستعمل القبيلة لاغراض تخدم سياسته، يحييها ويميتها وقت ما يشاء، وفق ما تراه ادارة التحكم مناسبا ،بدءا باحياء الزوايا، مرورا بتشهير الاضرحة ، بما في ذلك بعض المكونات القبلية التي لم تكن موجودة بالمنطقة قبل الاحتلال "بنايات تستوعب الجموع بمرافقها المتعددة"، مرورا بموسم رسمي لكل مكون قبلي " يتم الاحتفال به وتمويله رسميا بحضور لسلطات الاحتلال وتنظيم انشطة ذات طابع سياسي كلمات، أعلام مغريية، يختتم الموسم برسالة الى ملك المغرب ، يتم خلال ذلك هبة مالية من القصر ، اضافة الى تاسيس جمعيات باسم المكونات القبلية، لكي يسمح لها بجمع التبرعات من المجالس والشخصيات بصفة قانونية
- اجراء مصالحة بين المكونات القبيلية الكبيرة برعاية رسمية من سلطات الاحتلال في جولتين بكل من اسا والسمارة ، ويبرز هذا البعد الجغرافي والسياسي اكثر من دلالة وخاصة دور المخزن في ذلك ، ويطرح الامر عدة اسئلة منها: كيف يسمح لمئات الاشخاص بالتجمع وبناء القاعات والخيم دون ادنى عرقلة اذا لم يكن الامر بايعاز ورضى ومباركة من المخزن ؟ في الوقت الذي يمنع فيه استقبال معتقل مفرج عنه من السجن وفرح عائلته به ،اضافة الى الاعتداءت اليومية على المعطلين الصحراويين المطالبين بحقهم في العيش الكريم بشكل سلمي، ويتم فيها طرد المراقبين الدوليين للوقوف على حقيقة الواقع بالمناطق المحتلة ، ناهيك عن المظاهرات التي تحمل الاعلام الوطنية والمطالبة بالحرية والاستقلال التي يتم التعامل معهم بالسحل والضرب والاهانة.
وهو ما عجل بالاعلان عن تكتله القبلي دون الحاجة لنقاشات بمواقع التواصل الاجتماعي، واعلان هيكلة ومؤتمر ،على غرار ما قام به المكون الاخر الذي يجمع عدة مكونات تعتمد المقاييس السابقة التي تستعمل للتجييش واحياء النعرة القبيلية ، وهي اشارة للجاهزية خاصة ان المكون الاخر بصدد تنظيم مؤتمره بمنطقة "راس الطارف قرب لقصابي كلميم " دون ضجيج وله نفس الاهداف والابعاد وعلى راسها تغييب الخطاب الوطني وتقوية الخطاب القبلي تحضيرا لما هو قادم ، ويكون الفارق الزمني في تشكيل بين الفصيلين قصير، واعتقد انها تسخينات لمشروع خطير تتوحد فيه جهود دعاة الفتنة والانقسام ، تتحرّك صوتاً واحداً عند الضرورة بعصا المايسترو المتواجد بالعيون والرباط لعدة اهداف ، منها التشويش على المؤتمر، ولما لا افشاله ، خاصة ان جزء من المخطط تم بتر ساقيه بالمخيمات ، وفشل ما اطلق عليه * المبادرة في استقطاب الصحراويين لبرنامجها الذي لم يعلن بعد، باستثناء بعض البيانات الغير منسجمة فيما بينها من حيث الجهاز المفاهيمي والمقاصد ، كما يحمل كذلك هدفا اخر في حالة نجاح مؤتمر الجبهة المرتقب ، ان يستمر هذا التسخين من اجل نجاح الانتخابات المغربية بالمناطق المحتلة في افق 2020 ، ومشاركة اكبر عدد ممكن من الصحراويين بها انطلاقا من هذا التجييش القبلي المبرمج ، وتكون حجرة الاحتلال قد اصابت عصفورين ، لهذا
ونحن نقول انه بدل الارتكان، والاعتماد على سجية الناس وايمانهم بحتمية النصر، والرهان على الظروف العابرة ، والى غير ذلك من تبريرات غياب الاستراتيجية للمواجهة، والتماس العذر لكل من اخطأ في حق وطنه مهما كانت بساطته ، فان ذلك ماهو الا تشجيع للطفيليات لتنمو بسرعة في هذا الجسم المستهدف بكافة الامراض من اجل اضعاف مناعته ،
ولتفويت الفرصة على مخطط عدائي كبير، له ابعاد اخرى قد تكون غائبة عنا غير التي ذكرت. يجب علينا التحلي باليقضة، والمسؤولية والنضج ، واستثمار وسائل الاعلام بكل اصنافها لاجهاض كل مشاريع الاحتلال .
خاصة اننا نتوفر على الشيء الكثير الذي يوحد ويقوي لحمتنا ، ولنجعل من كل ما من شأنه ان يساهم في ابراز وحدتنا ، حتى وان كان رياضيا عابرا كما هو الحال مشاركة متتخبنا الثاني في اقصائيات كاس الاتحاد الافريقي ، وان نجعل منه عنوانا لافشال مخططات تحاك في الظلام، سخرت لها الاموال الطائلة ، والطاقات البشرية الحاقدة،" وان نحمي شعبنا من الخطر المضمر قبل الظاهر .
حمادي محمدلمين الجيد (الناصري )