إنتفاضة العيون واوراق الضغط المطلوبة...
اخذ خيار المقاومة السلمية في الصحراء الغربية يستعيد زخمه وأهميته في العقود الاخيرة بعد وقف اطلاق النار، خاصة في ظل الجمود الذي يمر به مخطط التسوية الاممي، وتعثر المفاوضات التي ترعاها الامم المتحدة، بسبب العراقيل التي يضعها الاحتلال المغربي في طريق الحل السلمي، ما يعزز دور المقاومة الشعبية بالارض المحتلة لكسر هذا الجمود ومرافقتها بالعمل الدبلوماسي والاعلامي لممارسة المزيد من الضغط على الاحتلال المغربي للانصياع للشرعية الدولية والدخول في مفاوضات مباشرة وجادة، بدون شروط مسبقة.
حيث لم تعد الانتفاضة الشعبية في عالم اليوم بحاجة الى الزخم الفكري والتنظير السياسي والتخطيط و تراكم التجارب في ظل عالم القرية الواحدة وسيولة المعلومات وسرعتها عبر فضاءات التواصل الاجتماعي وقدرة هذه الفضاءات على تأطير الجماهير ضمن النسق الثوري والدفع بها نحو دوائر اوسع، لتجذير الانتفاضة في جميع طبقات وفئات المجتمع، ما يشكل ارتباكا للاحتلال الذي سيجد صعوبة في تركيز فعله القمعي على جبهة واحدة وستجد قواته الامنية واجهزته البوليسية نفسها تصارع في عدة ساحات وجبهات، وفي مواجهة مباشرة مع الجماهير التي باتت اكثر وعيا بخطورة الاستمرار في التغاضي عن سياسات الاحتلال المغربي ومسلسل التصفية الذي يستهدف العنصر الصحراوي بالقتل والابادة.
فاحتفال الجماهير الصحراوية بفوز المنتخب الجزائري لكرة القدم، وخروجها بشكل عفوي الى الشوارع، ابتهاجا بهذا الانتصار الرياضي، كان بمثابة تعبير عن عرفان الشعب الصحراوي لبلد وقف الى جانب الصحراويين في احلك الظروف وهم يتعرضون للعدوان وحرب الابادة واستمر على ذلك الموقف المبدئي ولم يبدل تبدلا، لكن ردة الفعل العنيفة لقوات الاحتلال المغربية التي استعملت الرصاص المطاطي وخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتفلين بتلك الوحشية، ودهسها للمواطنين بسيارات الشرطة في الشارع العام، وارتكاب مجرزة قتل الشابة الصحراوية صباح عثمان احميدة، ابانت عن حقد دفين ورغبة في الانتقام وحساسية من وعي الجماهير بمكانة الجزائر ودورها المحوري في دعم كفاح الشعب الصحراوي وهي التي يشهد تاريخها الثوري على دعم والوقوف الى جانب كل حركات التحرر في العالم.
هذه الحادثة كانت كافية لتأجيج مشاعر الغضب وتصعيد المواجهة مع الاحتلال لتحقيق ماهو اكبر من انتزاع حق التظاهر او التعبير عن الفرح بحدث كهذا الى المطالبة برحيل الاحتلال وتوسيع دائرة النضال ليأخذ اشكالا متعددة كالاعتصامات وشل الحياة العامة ومقاطة دوائر الاحتلال والعصيان المدني الشامل لكل ما له علاقة بالمحتل، ورص الصفوف وتوحيد الجهود بين مختلف الفعاليات الحقوقية والاعلامية والجمعيات وان ترمى كرة الثورة الى الشارع، وتحدد الاهداف بعناية، وبالتركيز على ما هو متفق عليه من قبل الجميع "رحيل الاحتلال" ومن ثم فالكل شريك في النضال بيده او بلسانه او بقلبه وذلك اضعف الايمان، ولتثبت الجماهير الصحراوية قدرتها على تحدي نظام الاحتلال الذي استباح الدم الصحراوي، وحول الارض المحتلة الى سجن كبير يدوس فيه على ابجديات حقوق الانسان والكرامة الانسانية.
هذه الحادثة كانت كافية لتأجيج مشاعر الغضب وتصعيد المواجهة مع الاحتلال لتحقيق ماهو اكبر من انتزاع حق التظاهر او التعبير عن الفرح بحدث كهذا الى المطالبة برحيل الاحتلال وتوسيع دائرة النضال ليأخذ اشكالا متعددة كالاعتصامات وشل الحياة العامة ومقاطة دوائر الاحتلال والعصيان المدني الشامل لكل ما له علاقة بالمحتل، ورص الصفوف وتوحيد الجهود بين مختلف الفعاليات الحقوقية والاعلامية والجمعيات وان ترمى كرة الثورة الى الشارع، وتحدد الاهداف بعناية، وبالتركيز على ما هو متفق عليه من قبل الجميع "رحيل الاحتلال" ومن ثم فالكل شريك في النضال بيده او بلسانه او بقلبه وذلك اضعف الايمان، ولتثبت الجماهير الصحراوية قدرتها على تحدي نظام الاحتلال الذي استباح الدم الصحراوي، وحول الارض المحتلة الى سجن كبير يدوس فيه على ابجديات حقوق الانسان والكرامة الانسانية.
لقد ساهمت عوامل متعددة في نمو الوعي الوطني التحرري لدى الشعب الصحراوي الذي اعتمد في مقاومته السلمية والمسلحة على امكانياته الذاتية لكنها استطاعت في تثبيت الدولة الصحراوية كحقيقة لا رجعة فيها وحقه غير القابل للتصرف في استكمال مسار التحرير.
ولمؤازرة تلك الانتفاضة سيكون خلق اوراق الضغط مطلبا ملحا، باعتبارها العنصر الحاسم في النزاع، ومتى كانت قوية ووجدت من يتقن استخدامها كان تاثيرها اكبر في التعجيل بالحل، فالمعروف ان عالم اليوم تجاوز لغة التنديد والشجب رغم اهميتها في توثيق ما يحدث وتنبيه المنتظم الدولي ومؤسساته الى مسؤولياته تجاه الشعب الصحراوي، لكن امتلاك القيادة السياسية للمشروع الوطني لاوراق ضغط وخلقها من جديد، كفيل بخلق التوازن والضغط باتجاه تحرك الامم المتحدة ومجلس الامن لفرض الحد الادنى من التزمات المحتل المغربي تجاه مستعمرة يجب ان يحظى شعبها بالحق في تقرير المصير والاستقلال، فضلا عن الحق التعبير الحر والتجمهر والتظاهر والمطالبة بتلك الحقوق..
ومن المقترحات التي يمكن ان تطرح في هذا الصدد في ظل تمسك الطرف الصحراوي بمخطط التسوية الاممي ما يلي:
اعلان الالتزام بمخطط السلام بكل حيثياته واتفاقياته بما فيها تثبيت الوضع الذي كان قائما بعد توقيع الاتفاق والذي بموجبه يتم غلق معبر الكركرات الذي تم استحداثه من جانب واحد من قبل ادارة الاحتلال المغربية لتمرير السلع والمسروقات واشياء اخرى الى موريتانيا وافريقيا عبر الاراضي الصحراوية.
رفض استقبال المبعوثين الاممين واعضاء بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية خارج الاراضي المحررة.
ختم جوازات سفر اعضاء بعثة المينورسو وكل المسؤولين الاممين بطابع الدخول والخروج للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
اعتماد نقاط مراقبة صحراوية في منطقة الكركرات ومنع مرور حركة الاليات ووقف المسابقات الرياضية التي اعتادت سنويا المرور من هناك.
رفض التعاطي مع المحتل المغربي في الجزئيات العبثية على غرار "تدابير الثقة"، والقضايا الهامشية التي تدرج على اجندة جولات المفاوضات والطاولات المستديرة والعودة الى التزامات الطرفين (جبهة البوليساريو والمغرب) غداة توقيع اتفاق مخطط التسوية والشروع في الجوهر "عملية تحديد الهوية" وتحديد موعد زمني لاجراء استفتاء تقرير المصير.
التفريق بين الثوابت التي تعتبر مقدسات عند الشعب وخطوط حمراء لا يمكن التفاوض بشأنها والمتغيرات التي يمكن تسرع وتيرة التفاوض مع المحتل باعتبار التفاوض احد اساليب انهاء النزاعات الدولية.
فرض مبدأ المعاملة بالمثل في نصب علم الجمهورية الصحراوية على كافة مقرات الامم المتحدة في المناطق المحررة والزام السيارات الاممية بالترقيم الجمركي الصحراوي.
الشروع في نقل مشاريع الاعمار والبناء الى الاراضي المحررة خاصة المقرات السيادية (رئاسة الجمهورية، الامانة العامة لجبهة البوليساريو، مقر البرلمان، مقر وزارة الدفاع الوطني، مقر وزارة الخارجية وبناء محاكم على مستوى كل البلديات...)
عقد المؤتمر الشعبي العام القادم بالاراضي المحررة واعتماد عقد كل الاجتماعات الرسمية واصدار القرارات السيادية من تلك الاراضي.
مراجعة قرار الاستمرار في التعاطي مع مخطط التسوية الاممي والذي لم يتقدم ميلمترا واحد الى الامام منذ بدايته الى اليوم بسبب العراقيل المغربية.
والتفكير بجدية في خيار العودة للكفاح المسلح وإعداد العدة لذلك وربما يكون هذا المقترح اكثر اوراق الضغط ربحا، بحكم تجربة حركات التحرر في مختلف انحاء العالم.
رسم استراتيجيات جديدة في معالجة الوضع الداخلي حفاظا على اللحمة الوطنية وربط الجماهير بعمق القضية ووضعهم في مسؤولياتهم كمناضلين ورفع معنوياتهم وترسيخ ثقتهم في النصر، بالسهر على ترسيخ ثقافة الدولة وسلطة القانون.