-->

غابة الوطن المحتل، وشجرة الكركرات المستباحة ...


كثيرا ما يتناول الإعلام كل ماله صلة بالكركرات . الكركرات تلكم السبخة القصية المحادة لشواطئي مدينة لكويرة . بحيث انك تجد نفسك مذهولا عندما تقارن بين كم النتائج المتحصل عليها في محرك البحث المشهور ( جوجل) ؛ وبين الصحراء الغربية كمنطقة جغرافية تتشكل من ثلاثة أقاليم تتفاوت في التضاريس والطقس والغطاء النباتي ...

اذ ان في الأمر ما يدعو للتوقف !!! فهل يراد للكركرات ان تخلق الأزمة التي تهيئ الشروط للعمل على إدارتها؟ وفقا لنهج انشطاري الوالد عقده من رحم بعضها تباعا ...
من المعروف أن الدول تشكل فرق عمل يتكامل عملها في ميادين مختلفة لتركيز على نقطة معينة ووضعها تحت حزمة الضوء بغية تحقيق أهداف محددة على مراحل . ومن ثم توسيع دائرة الشراكة المحكومة بقواعد لعبة تداخل المصالح فيما يعرف بسيكولوجية إدارة الأزمات بإطالة عمرها والاستثمار في عامل الزمن ... ... ...
ان المتتبع لعملية السلام الموهوم في الصحراء الغربية سيجد ان هذا الاستهلال ينطبق على العملية برمتها ... فمحاولة اختزال الصراع من واقع احتلال دولة واضطهاد شعبها الي معركة لئي ذراع على معبر غير شرعي هو انجرار نحو فخ إدارة الارمة واستدراج أكثر من فاعل ( بحكم منافع المنفذ) الي النفخ في النار للتسابق نحو دلاء الاطفاء الممتلئة بالارغامات والشروط .
وبالعودة الي خلاصات معارك الأرقام والمفاهيم وخطوط العرض والطول التي خاضتها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بكل براعة ووعي . تجعلنا أمام حقيقة مؤكدة انه لا يمكن المزايدة على عبقرية الصحراوي في التصدي لمخططات المعارك الجانبية لصالح قاعدة : الأرض كل لا يتجزأ مدام الشعب الصحراوي حقيقة لا يمكن تجاوزها في معادلة الصراع . وبالتالي ثغرة النهب في الكركرات المستباحة لايمكن ان تخفي غابة الصحراء المحتلة وشعبها المقاوم والمتطلع بحريته واستغلال وطنه .
بل قد يؤدي احتراق الشجرة الي الوهج المتلظي الذي يكشف كل خبايا الغابة .
محمد لغظف عوة .

Contact Form

Name

Email *

Message *