إذن، نحن امام جدلية منتظرة مضفورة فرضها لون النظارات التي ننظر بها إلى الواقع. التغيير الجذري في البلدان المتقدمة يحصل حين يصل الحزب المعارض إلى السلطة عن طريق الانتخابات: يحصل زلزال في التسيير، ويأتي فريق جديد إلى السلطة وفي ذهنه التغيير الشامل كنقطة انطلاقة.
بالنسبة لنا نحن، وفي واقعنا الحالي، وبما أنه لا توجد لدينا أحزاب معارضة، يجب أن لا ننتظر التغيير الزلزال الذي نحلم به، والذي نريده أن يحدث دفعة واحدة. لنفترض أننا غيرنا الرئيس وغيرنا كل الذين فتحنا أعيننا عليهم في السلطة وتركنا الأساليب والقوانيين التي كانت سائدة؟ هل سيحدث التغيير المنشود.؟ طبعا لا. لنقرأ الفرضية من الخلف: نغيير الأساليب والقوانيين وننتخب، كالعادة، نفس المجموعة التي كانت في السلطة.؟ هل حدث التغيير؟ بالطبع لا لا لا. هذا يقود إلى الإعتقاد أن التغيير هو كل لا يقبل التجزئة يشمل القوانيين والأساليب والبشر. حين تكون الحركة القائدة وحيدة في الميدان، مثلما هو حالنا، لا بد لها من المنظرين الواعيين الذين يسنون القوانيين ليس على مقاسهم، وليس للهروب إلى الأمام ثلاث سنوات لكن لتكريس ثقافة التغيير. قوانين تفرض تغيير الأفراد الاوتوماتيكي، وهو التغيير الذي سيأتي، بدون شك، بتغيير الأساليب.
المقال القادم: أزمة الأشخاص والقوانيين
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه

تعليقات
إرسال تعليق