قبل المؤتمر :على أي حبال مهترئة يلعب الإحتلال اليوم؟؟؟
بقلم : لحسن بولسان
وحده الميدان قبل وقف إطلاق النار في السادس سبتمبر واحد وتسعين ، من صاغ أبجدية النصر الصحراوي على إمتداد تواجد المقاتل الصحراوي ، ووحده ثبات مواقف الجبهة على إتساع جغرافيا نقاط الإشتباك مع الغزاة المغاربة، من يعززتلك المكاسب في وجه عواصف التآمرعلى حقوقنا المشروعة، ووحده وعي وإدراك شعبنا لمخططات التفرقة والنعارات القبلية من يصون تلك الحقوق في وجه أعتى هجمات المخابرات المغربية التي تستهدف مقومات وجودنا ومصيرنا ووحدتنا الوطنية .
حاول الإحتلال المغربي منذ غزوه للصحراء الغربية شن حرب نفسية عدائية ضد شعبنا في محاولة يائسة تستهدف التأثير على عقول الأفراد ونفسياتهم ومواقفهم ، عبر إثارة الإشاعات والبلاغات الكاذبة والمفبركة والدعايات والفتن ، بهدف غرس الخوف والتمزق في النفوس ،وزعزعة الثقة بالنصر والتشكيك في ذالك ،كما حاول أن يعطي صورا منافية للحقيقة: مرتزقة، انفصاليون، ضالون، وحوش... واشتغل على ترسيخها حتى بات البعض يتصور أن في مخيمات اللاجئين الصحراويين أناس من أكلة لحوم البشر و أن بالأرض المحتلة شعب راضي بتواجد الاحتلال، إلا أنه ومع تقدم المستوى التقني والأداء الإعلامي الصحراوي في نقل الأحداث بالصوت والصورة ،خاصة بعد أندلاع الإنتفاضة والثورة الإعلامية ،بدأ الإحتلال يُحرج أولا مع الرأي الداخلي وثانيا مع العالم الخارجي.
اليوم وبعدما تيقن الإحتلال أنه ما عاد ينفع مع كفاح الشعب الصحراوي أي تشويش تضليلي أو صخب تعطيلي أو حتى أي تهديد وترهيب واعتقال ، اليوم الفارق هو أن المعركة مع العدو فتحت جبهاتها على نطاق أوسع، وكلما اتسعت أكثر،كان هذا الانسان الصحراوي الثابت على الموقف ،المصر على النصر هو المستهدف.
من يتابع الدعاية المغربية بنية ، وأدوات، وأساليب عمل، سيجدها ترتكز أساسا على إستهداف صمود الانسان الصحراوي و بالمخيمات تحديدا ، فالاحتلال عادة يطلق العنان لدعايته ويعمل جاهدا لتحقيقها حتى تصبح واقعا معاشا ، فمثلا لكي يصفنا بالمحتجزين كان لا بد له من إستهداف المخيمات بالمخدرات وشبكاته الإرهابية المنتشرة بالساحل اللإفريقي،و ما إن بادرنا إلى تأمين محيط الولايات وحمايته من أي إختراق حتى ظل يسوق أننا محتجزين ،غير أن الوقائع أفلست تلك الدعاية، سواء بوجود برنامج تبادل الزيارات أو بحضور المنظمات الدولية و الوفود الإعلامية بقلب المخيمات ، ثم يحاول التشكيك في قدرة الدولة الصحراوية وأن الصحراء الغربية "في حال إستقلالها ستكون وكرا للجريمة المنظمة والإرهاب" وقصد ذالك وفر ودعم وأسس خلايا تنفيذ دعايته و أمن وسهل مهمة نقل المخدرات من جدار الظل والعار صوب دول الجوار، كما حاول سابقا من خلال تواجد ضباط مخابراته بباماكو، للإنتشار على مستوى غاو وتومبوكتو وكذا في شمال مالي، بهدف تنظيم شبكات الإسترزاق والإرهاب وتهريب المخدرات. ولا ننفي أنه إستطاع إستدراج ، بعضا من شبابنا نتيجة الجهل أو الجشع وحب الرزق ، الذي ورط نفسه في التواجد مع عصابات الإجرام والتهريب ، ويبقى الرهان الأساسي بالنسبة لجميع الأجهزة المغربية والفرنسية هو تفجير البوليساريو من الداخل وتحديدا الثقة بين القاعدة والقيادة، وخاصة لما يكون الشعب الصحراوي يتأهب لمحطة سياسية هامة كالمؤتمر الخامس عشر، فسيبث السموم وسينشر أصداء الفتن بل قد يمجدها ويحول جرائم العصابات الى بطولات وملاحم عله يطيح بكل المكاسب الوطنية ولهذا يعمل جاهدا على إثارة النعرات القبلية والايقاع ببعض من شبابنا في حيله ودسائسه حتى يظهر للعالم أننا نهدد أمن و إسقرار المنطقة و أننا عبء على غيرنا و إستهداف مواقف الحلفاء ولهذا الغرض وظف أخيرا أكثر من خمسة ألاف موظف مهمتهم فقط الحضور في مواقع التواصل الاجتماعي و التشويش على سمعة ونبل قضيتنا و تحويل شبابنا من شريحة تحمل قضية عادلة شريفة وهموم شعب مكافح إلى شريحة همها الإسترزاق و التهريب ، و"لبريكة"، والمخدرات والارهاب ،وهو الذي يعلم أنه وفي أي مكان توجد المخدرات توجد الجريمة وقد تبدأ بأبسط و أهون الجرائم وتنتهي بإزهاق الأرواح وبيع الشرف والأخلاق وغيرها وبالتالي وكما أسلفنا لا مفاجأة و لا إندهاش أن نشهد تصعيدا للمحتل قصد التشويش على وحدتنا وأي إستحقاق نعد له .
أخيرا، وعلى مدى أكثرمن اربعة عقود تعالت أوهام المعتدين على شعبنا وتورمت رؤوس المخططين لأدواتهم بأحلام التأثير على وحدة شعبنا ، ومنذ تأسيس الجبهة كان يقين الحقيقة ملازماً لخطوات شعبنا تعزز تلك الوحدة وتمسح الوهم من رؤوس الغزاة وأن لا فرصة لهم للمس من تلك اللحمة القوية ، فعلى الرغم من الصخب الذي واكب ما يقع الان بالاراضي المحررة وإذ ندينه ونستنكره ، فليس من فعل ذاتي ، بل من فعل(مؤامرة) دبّر وخطط واشترى وباع وموّل لها عدوّ الشعب الصحراوي ، ولم تكن تلك الأحداث خارج ما يخطط له ضد الصحراويين ، وهي حلقة قد لا تكون الأخيرة. سيبقى الاحتلال يهدد المسار ويتربص به عله يستدرج البعض من أبنائنا إلى الإقدام على سلوك يمس بتلك الوحدة ،أو يستدرج البعض الأخر حتى يبعثر كلامه بشكل غير منتظم ويرمي به يمينا ويسارا كتصرف إنفعالي دون أن يخضعه لميزان المصلحة والتعقل عندما يتعاطى مع وحدة شعبنا . لا يمكن ان ننجز في الحرب والظروف القاهرة انتصارات وملاحم أسطورية ، وأن نتعرض في مرحلة اللاحرب واللا سلم لأخطر اختراق يهدد مصيرنا وعهدنا لشهدائنا في الحرية والإستقلال ، فلا بد أن نقف جميعنا كل من موقعه وقفة عز مع هذا الوطن لنكون الواقي لشعبنا من السموم وسياسة الإحتلال و نحن نترقب عقد مؤتمرنا ،وكأي معركة بهذه الأهمية فإنها تتطلب خطة مواجهة على قدر رهاناتها ينخرط فيها الجميع .