-->

انعدمت البلجة ووقعت الضحايا... هذا بﻻغ للناس


*✍ بقلم : الشيخ لكبير / محمد البخاري.*
- ألجمني العرق إلجاما حينما وصلني خبر على مواقع التواصل الاجتماعي ، يتحدث عن شخصية من شخصيات التعليم و التربية ، تلك الشخصية لعبت و ما زالت تلعب دورا هاما في بناء المنظومة التربوية كما يعلم أغلب منتسبيها و بالأخص ( العيون) ، و لكن سرعان ما رأيت ما كتب عنها انتابني شعور في التأكد من صحة الخبر .
فالخبر ما تقصد فيه المطابقة بين النسبة الكلامية و النسبة الخارجية ( الواقع ) . أو يقصد عدم المطابقة بينهما ، فإن تطابقت النسبة الكلامية و النسبة الخارجية فهو صدق ، و إن لم تتطابقا فهو الكذب ، و لهذا فأنا في حيرة من أمري أعرف الرجل منذ سنوات ، فقد تم القدح في رجل نحسبه والله حسيبه فذا في أخلاقه وسلوكه ولكن لاضير ، لأن القاعدة النبوية تقول : *(كل ذي نعمة محسود )*، و من هنا يحاول بعض الناس التزهيد في خيار القول ، ولكن ماضر الفرات يوما اذا ولغت فيه الكلاب .
انعدمت البلجة وو قعت الضحايا ، فالبلجة بضم الباء هي المسافة ما بين الحاجبين ، فهي شبيهة بالمسافة التي كانت بين منتسبي المنظومة التربوية رغم قصرها في تعاملاتهم مع بعضهم البعض ، غالبا ما نختلف في أرائنا في إطار العمل ، و لكن يبقى التشريع المدرسي هو الفاصل بيننا ، رغم أنه لم يكن سائر الفعول منذ زمن بعيد ، و ليس هذا الرجل بحد ذاته هو المسؤول عن انعدام التشريع المدرسي في المنظومة التربوية ، فكم من مشتكي كان يعاني منه ؟، فحينما انعدمت البلجة بيننا فمن الممكن أن هناك ضحايا قد يكونوا أبرياء ، فهل من حقنا أن نمس شخصية أحد مهما كان ؟ ، أما الخوض في عرض شخصية مثل هذا الرجل ، فليس هكذا يؤكل الكتف.
إن التثبت في الخبر أمر يصعب على كل أحد ، و لذا يجب التبين قبل نشره في مواقع التواصل الاجتماعي ، لكي ﻻ يعود على صاحبه بسوء ، و هذا الاخير حث عليه الشارع بقوله جلا و علا *((يا أيها الذين آمنو ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين...))..وقال تعالى: ((و لاتقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا...)).*
إخوتي الأفاضل سوف يظهر في منظومتنا أشياء كثيرة مفادها الفشل ، علينا أن نفعل التشريع المدرسي لكي يأخذ كل ذي حق حقه ، و نبتعد عن المشاحنات التي ﻻ تغني و ﻻ تسمن من جوع ، فالتعاون على البر و التقوى هو الفلاح بعينه.
معلوم أن عمال المنظومة التربوية يعانون من تدهور مستوى تلاميذهم ، لكن لا أحد يمكنه أن يكون مسؤول عن هذا التدهور ، كما أننا لا يمكننا أن نشير بأصبع الإتهام أنه هو المسؤول ، الكل مسؤول عن ضعف و تدهور حال المنظومة التربوية ، فالمسؤول شبح مبهم يتراءى للناظرين من مكان بعيد ، فإنما نحن أحياء باﻵمال و إن كانت باطلة ، و سعداء باﻷماني و إن كانت كاذبة و ما أحسن قول الشاعر حين قال :
*وليست حياة المرء إﻻ أمانيا...و إذا هي ضاعت فالحياة على الأثر*.
و ختاما ، فحن إخوة في الله قبل كل شيء ، و علينا أن نعي جيدا أن في الإتحاد قوة ، فالكل يعمل قد يكون عمله تاما متقنا و قد يكون ناقصا يحتاج صاحبه إلى الرشد و النصح ، فالنهش في عرض أخيك دون بينة ولابرهان ، فهذا ظلم واضح البيان ، و قد يكون لصاحبه خصما يوم القيامة.إذ اللسان صغير الحجم عظيم الجرم ، و قد قيل جرح اللسان كجرح اليد أو أعظم ،و يقول الشافعي رحمه الله :
*إذا أردت أن تعيش سالماو ذنبك مغفور وعرضك صين ...لسانك لاتذكر به عورة امريء فكلك عورات وللناس ألسن ... وعينك أن ابدأت لك معايبنا فصونها وقل ياعيني للناس أعيون.*

Contact Form

Name

Email *

Message *