الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو تعبران عن شجبهما لبيان الخارجية الاسبانية بخصوص زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين
استنكرت الحكومة الصحراوية بيان الخارجية الاسبانية بخصوص تحذير رعاياها من زيارة مخيمات العزة والكرامة وجاء في البيان:
طلعت علينا فجأة هذا الأربعاء وزارة الخارجية الإسبانية ببيان تنصح فيه رعاياها بعدم زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين. وتحججت الوزارة الإسبانية بالتهديدات الأمنية التي تزعم أنها قد تنجم عما تسميه تنامي اللااستقرار في دولة مالي.
إن حكومة الجمهورية الصحراوية وجبهة البوليساريو لتعبران عن شديد الأسف وعميق الاستغراب إزاء هذا البيان المريب، لأن التحذير من زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين ليس له ما يبرره، اللهم إلا إذا كانت هناك دواعي أو أهداف سياسية، خلفيتها التواطؤ المفضوح الذي لا يستهدف هؤلاء اللاجئين وحدهم، بل يتعداهم إلى البلد الذي يستضيفهم.
من المؤسف أن الحكومة الإسبانية لا تزال تطارد اللاجئين الصحراويين حتى بعد أن تسببت في خروجهم مكرهين من ديارهم، منذ أربعة وأربعين عاماً، جراء تآمرها مع دولة الاحتلال المغربي، التي سعت إلى إبادتهم تحت وابل النابالم والفوسفور الأبيض، المحرم دولياً.
من المؤسف أن الحكومة الإسبانية، وهي المسبب الرئيسي في مأساة الشعب الصحراوي، لا تزال تبحث عن إلحاق الأذى بكفاحه النبيل وتشويه الصورة الناصعة المعروفة عن مخيمات اللاجئين الصحراويين، في وقت تتهرب فيه من العمل على إنهاء معاناتهم، بحل المشكل الذي خلقته بنفسها.
ومرة أخرى، تسعى الحكومة الإسبانية، مع الأسف، إلى خلق الغموض والالتباس، بل ورسم صورة مفبركة عن الرعب والخطر الداهم في مخيمات اللاجئين الصحراويين، وهي التي سعت سابقاً إلى الدفع بالمنظمات الإنسانية هناك لوقف نشاطها، ومن ثم تقليص الدعم الإنساني المقدم لهؤلاء اللاجئين، في تناغم وانسجام كامل مع الحملة التي تقودها في هذا الاتجاه كل من المغرب وفرنسا.
إن الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو تؤكدان من جديد بأنه لا أساس مطلقاً لمثل هذه التحذيرات من زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين، المعروفة بالأمان. أما الإرهاب في منطقة الساحل، فمعروف من يشجعه ويدعمه ويخلق به مشاكل لبلدان المنطقة، كونه يتغذى أساساً من مخدرات المملكة المغربية، أكبر منتج ومصدر لمخدر القنب الهندي في العالم.
وإذ تعبر الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو عن شجبهما لهذا البيان، والذي ليس من الغريب أن يأتي مباشرة بعد لقاء جمع وزير الخارجية الإسباني بنظيره المغربي، فإنهما تدعوان الحكومة الإسبانية إلى التوقف عن هذا الاستهداف المخجل للشعب الصحراوي والعمل، بدل ذلك، على تحمل مسؤوليتها السياسية والقانونية والأخلاقية في التعجيل بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، بتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال.