رئيس شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في تندوف في ذمة الله
يخطف الموت من بيننا اروع النماذج التي تركت بصماتها في حياتنا وظلت تغرس الخير وتبث القيم الانسانية وتعاليم الدين الحنيف باخلاقها واعمالها الجليلة، دون ان يمنحنا القدر لحظة وداع او تقديم الشكر لهؤلاء عرفانا لمجهوداتهم ودعمهم اللا محدود للمرافعة عن قضيتنا والتعريف بها في انحاء شتى.
علمنا ببالغ الحزن وعميق الأسى برحيل الفقيه المهندس الجزائري رئيس شعبة جمعية علماء المسلمين في تندوف، المرحوم حمودي نذير الذي نذر نفسه في طاعة الله وطلب العلم وفعل الخير، ينشر تعاليم الدين الحنيف والقيم الانسانية بأخلاقه الفاضلة وأعماله الجليلة، صادقا كل الصدق في أقواله وأفعاله، مجسدا سجية الجزائري العربي المسلم الأصيل في أبهى صوره.
وقف الى جانب الشعب الصحراوي قلبا وقالباً سفيرا للقضية لا يألو جهدا في الدعم والمساندة والتحسيس بمعاناته، شاعرا بالمسؤولية الملقاة على عاتقه كممثل لشعبة جمعية العلماء المسلمين التي عرفها الشعب الصحراوي من جميل صنائعه في طليعة قوافل الدعم والبعثات الطبية والهبات الكريمة والسخية عبر لجنة الإغاثة التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي جسدت معاني الأخوة الإسلامية والتضامن الإنساني والمؤازة والوفاء للعهد الذي التزمت به جمعية العلماء لمواساة اللاجئين الصحراويين في معاناتهم وتكسير جدار المريب حيال قضيتنا العادلة.
برحيله فقدت القضية الوطنية والجزائر الشقيقة مدافعا قويا ينبض بروح الثورة النضالية وثكلت العمارة التي اتقن حرفتها مهندسا مخلصا لها كل الاخلاص.
يرحل اذن سفير القضية الصحراوية الى العالم الاسلامي وجمعيات الاغاثة المهندس نذير حمودي وفي حقائبه دعاء الصحراويين الذين دافع عن قضيتهم واعتبر نفسه واحدا منهم، وقد ساهم في وصول قوافل الدعم الانساني التي تبرعت بها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وهيئة الاغاثة بها وشارك في عديد الملتقيات الدينية لدعم القضية وكسب التأييد الدولي للصحراويين.
الرجل يرحل في صمت وفى وداعه نقف إجلالا لكل ما قدمه من بذل وعطاء وما ترك من اثر طيب في قلوب ونفوس الصحراويين، وستظل كلماته ووصاياه فى حياتنا نبراسا نستلهم منها عبق البذل والتجرد والصدق والاخلاص.
وبهذه المناسبة الاليمة نتقدم الى عائلة الفقيد ومن خلالها الى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والشعب الجزائري الشقيق باحر التعازي والمواساة، راجين من العلي القدير ان يتغمد الفقيد نذير حمودي بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته، إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا نذير لمحزونون.
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه وتقبله مع الذي أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.