-->

لغتنا العربية !


غالبا ما يتحجج بعض كتابنا وصحفيين ، والعديد من مثقفينا وموظفينا في الإدارات العمومية ، بالسهو ، وعامل التسرع ، ومشكلة التعامل مع أزرار الحاسوب ، أو الهاتف النقال ، عند الكتابة ، وحتى أثناء تحرير أي مقال أو قصة ، أو أي خبر ، أو بيان ، أو كلمة رسمية أو غير ذلك ، نظرا لتورطهم في أخطاء إملائية أو نحوية ، أو عند تجاهلهم لعلامات الوقف ، وعدم الاكتراث لأهميتها في تحديد الأفكار ، وتوضيح المعاني وتوصيلها بطريقة جيدة لا غبار عليها ، ضمن أية مواضيع يتم طرقها باللغة العربية .
كم يحز في النفس ، عندما تقرأ ، أو تستمع إلى موضوع ، أو خبر ، أو خطاب مهم ، وإذا به بصياغة ركيكة ، وبأخطاء عديدة ومختلفة لا تغتفر ، خاصة إذا كان في قالب صادر عن جهة رسمية ، أو عن مواقع إلكترونية رائدة ، أو عن قادة ، أو أشخاص مثقفين ، يحظون بإعتبار كبير ، نظرا لما لديهم من معارف جمة ، من المفترض إيصالها بدقة لا تحتمل التأويل ، بالنسبة لمتلق آخذ في النفور والملل من الكثير مما ينشر .
إنه لمن العيب ، أن ترد صفة " العربية " في إسم دولتنا ( الجمهورية العربية الصحراوية ) ، وأن تكون اللغة العربية ، هي لغتنا الرسمية ، المتداولة في مختلف مجالات الحياة ، والأكثر من ذلك ، أن تكون هذه اللغة مقدسة ، وقد أنزل بها القرآن الكريم ، ومع هذا يعاب علينا عدم الإهتمام بها وإتقانها ، شئ مخجل حقا ويندى له الجبين .
على أي ، هناك أخطاء مختلفة وشائعة ، عند مثقفينا ، ولدى العديد من وسائل إعلامنا ، المكتوبة ، المسموعة والمرئية ، رسمية كانت أو مستقلة ، وهذا ما قد يفقد أي نص رونقه ، والكثير من قيمته الأدبية والخبرية وما إلى ذلك ، والأكثر من هذا ، قد يحدث هذا التقصير المستمر ، مع عدم الحفاظ على لغة الآباء والأجداد ، خدشا في ثقافتنا العربية والإسلامية الأصيلة ، ويجعل الآخر ينظر إلينا بإزدراء ، وبشئ من قلة الإعتبار ، كوننا أصبحنا نفضل اللغات الأجنبية ، على لغتنا الأم .
لقد آن لنا أن نعتز بلغتنا العربية العظيمة بعظمة القرآن ، وأن نعمل على إجادة قواعدها وإتباع أصولها ، على الأقل من قبل صحافتنا ، وقياداتنا ، ومثقفينا وموظفينا في مختلف الإدارات العمومية ، وذلك لإعطاء روح جمالية وقيمة معنوية ، للنصوص والوثائق ، وللخطابات والمعاملات التي يتم تحريرها بهذه اللغة الغناء .
إن اللغة العربية ، الجميلة بأسلوبها ، الغنية بعباراتها وبإبداعاتها الأدبية المختلفة ، أصبحت اليوم تئن في موطنها ، وتكاد تكون مهجورة ، بفعل العولمة ورياح التغيير ، وبسبب الخذلان المستشري بين أهلها إلى درجة ، أصبحت فيها ثانوية ولا من يحرك ساكنا لإعادتها إلى سابق عهدها ، فهل من معتصمين ، يغارون على مجدها التليد ، في الأدب ، وفي العلوم ، وفي مآثر التاريخ ، وثقافة التعايش ؟
وامعتصماه ! هكذا تنادي هذه اللغة اليوم ، في وقت أصبح فيه ظلم القربى أشد مضاضة ، ولم تعد فيه ذرة نخوة ، أو عزة في الضمير ، تحن إلى زمن الحضارة العربية والإسلامية الراقية ، والمعروفة عبر حقب طويلة من التاريخ .
بقلم : محمد حسنة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *