-->

مدرسة آزوان، حلم يطاوع الحقيقة ...

ان تروض موسيقى أزوان التقليدي على المقامات الموسيقية العالمية فذاك درب من دروب الخيال في منطقتنا. أن تدرس أجانبة الكحلة، البيظة و لگنيدية بطرق مبسطة و حديثة فذاك مستحيل آخر من المستحيلات التي ظلت الى زمن قريب تعشش في ذهن البيظاني الذي آلف الفوضى الموسيقية في موسيقاه التقليدية عبر التواطؤ الغير مدروس و لا مقنن لآزوان الشعبي.
المحفوظ ول عثمان، شاب صحراوي إستطاع في زمن وجيز و بتجربته العصامية بعيدا عن التلاقح الثقافي البيظاني أن يضع أول حجر أساس لمدرسته الموسيقية البيظانية الحديثة كتراث عربي افريقي كاد أن يلفه النسيان بسبب إنعدام خاصية التدوين في موسيقى آزوان الشعبية.
و يرجع الفضل الكبير لتطويع لشوار التقليدية الى اخرى اكثر تبسيط من أجل التلقين و التعليم الى بديهة و حنكة المائيسترو الشعبي المحفوظ الذي توجت تجاربه الشخصية على آلة تيدينيت بنجاحات أبهرت عازيفي منطقة انتشار البيظان.
و لتمكين لبنات تدوين و تعليم الموسيقة الشعبية البيظانية، قامت مدرسة "الل عندللا" في ولاية بوجدور من مخيمات اللاجئين الصحراويين بجنوب الجزائر الى إعتماد مادة الموسيقى الشعبية "تيدينيت" كدروس اساسية لتلاميذ الطور الابتدائي الى جانب تدريس الموسيقى العالمية تحت الإشراف المباشر للاستاذ العازف المحفوظ ول عثمان، و دروس أخرى في اللغة الانجليزية كمشروع تثقيفي من تمويل و تنفيذ المنظمة الاوروبية ستيفهاوس.


و يعتبر تدوين أزوان مطلبا عصريا و ملحا لمنطقة انتشار البيظان في ظل طغيان و هيمنة الموسيقى العالمية الهدامة التي كادت أن تمحو التراث الموسيقى بجوانبه التقليدية و الذي يعتمد أساسا على التواطؤ و الشفهية في نقل التجارب و المحاكاة عبر شيوخ الفن الذين نفقد في كل يوم إحدى قاماته الموسيقية و مع فقدها ندفن مكتبة فنية عظيمة لموسيقى آزوان الشعبية.
و يحاول المحفوظ ول عثمان عبر بحوثه و دراساته الفنية المعمقة أن يجعل من الموسيقى التقليدية آزوان لغة مدروسة و مفهومة و قابلة للتدوين شأنها شأن كل موسيقى العالم الآخر عبر مجموعة من الدروس التي يقدمها عبر الانترنت من خلال قاناته في اليوتوب.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *