-->

عميد الادب الحساني وفقيه اللهجة الحسانية في سطور


من بين ما دونته عن حياة الشهيد الاستاذ محمد 
المصطفى محمد سالم عبدالله المعرف باسم بادي عميد الادب الحساني وفقيه اللهجة الحسانية .
....نحاول تسجيل وتدوين جزءا من حياته فإسمه محمد المصطفى وهو إسمه الحقيقي اما عن الاسم الذي اشتهر به فهو (بادي) ولد محمدسالم ولد محمد المين ولد عبدالله ولد في منطقة يقال لها (أجنابة ) في (قلتة زمور) سنة 1936 م وهذه الارض التي ولد فيها محتلة من قبل الغزو المغربي الأن ، نشأ في عائلة متوسطة الحال تمتلك رؤوسا من الماشية اعني الإبل والغنم و ويقول (كبرت فيها حتى بلغت سن الرشد طبعا ، مع أبي وأمي وأخوتي ، عائلتي تتركب من سبعة (7) افراد ثلاث رجال وأنا اصغرهم سنا وأربع ( 4) نسوة ، والدي توفي سنة 1975 م ، ووالدتي توفيت سنة 1979 م ، كنا نعيش في البادية ، ولم أغادرها ، لم أمارس السياسة ولا التجارة ، تعلمت قراءة القرآن الكريم في السن الخامسة ، وواصلت دراسته ، وفي نفس الوقت كنت ارعى الغنم والإبل على الرغم من صغر سني لكي اكتسب الخبرة ، كلما زادت سني وأتعلم تنمية الماشية ، كل ذلك كان الى جانب أبي ، وأمي دون الذهاب الى أي مكان آخر، وأنا على هذا الحال حتى كبر أخوتي واصبحت انا من يقوم مقام والديا فيما يخص كل ما تحتاجه العائلة عند غيابهم، حتى سنة 1956م توفي احد أخوتي وهو الاوسط في معركة قامت بها القوات الفرنسية ضد الصحراويين انذاك وسمي ذلك العام بعام (تـﯖل) اما اخواتي فقد توفيت اثنتين منهن قبل ذلك في سنة 1946 م لتلتحق بها الاخرى سنة 1947 رحمهما الله لتبقى الاخوات الصغيرات على قيد الحياة الى غاية 1978م حيث توفيت احداهن وبقيت الاخرى على قيد الحياة وهي الان في في مدينة العيون المحتلة، في سنة1961م هلك ما بقي عندنا من الماشية بسبب الجفاف وسميت تلك السنة (بالشدة ) وانتقلت العائلة الى المدينة في الداخل قمت خلال ذلك بالبحث عن العمل من أجل توفير لقمة العيش وشاءت الاقدار أن أعمل مع الجيش الاسباني المحتل للمنطقة في تلك الفترة،عملت معهم في مدينة العيون المحتلة لمدة خمسة عشر يوما لننتقل بعد ذلك الى (بوكَندرة ) في مدينة الداخلة وقضيت كل تلك الفترة هناك حتى رحيل المستعمر الأسباني ليست لدي حياة سياسية ولا تجارية تذكر استطيع الحديث عنها لانني لم اعش ، إلا في البادية حيث عرفت قساوة الشدة والجفاف كنا نرعى الماشية بالتنقل الى (وادي الساقية الحمراء) ومنه الى موريتانيا ثم الى (تـﯖـانت)لا نريد سوى البحث عن الأمطار والاماكن التي ترعى فيها الماشية ، لدي ولله الحمد ثقافة عربية ليست كالثقافة الحالية أي (الاكاديمية) أقصد(الابتدائية أو التدريجية) حيث قرأت القرآن الكريم ، و(عشرين الواجبة ) ، و(متن ابن عاشر) ، وقرأت كتب الفقه بأنواعها ، فالشعر قلته وانا ابلغ من العمر تسعة سنوات اتذكر اني قلته ولأول مرة بطلب من أحد الأشخاص حيث قلته دون وجود أي مشكلة وقبل ذلك لم اقله ، أعرف (الكَيفان) التي تتردد دائما ويتغنى بها في كل المناسبات وكثيرا منها في المدح وتواصلت معرفتي (بالكَيفان) كبداية وتماشيت منذ ذلك الوقت الى حد الأن في معرفة الشعر ومازلت اتعلمه ومعنى أتعلمه هي ان الموهبة لدي حيث أن ابي وجدي اخوتي واعمامي كلهم شعراء لكن كل ذلك لم يمنع من وجود بحور في الشعر لم أعرفها من قبل تعود الى ازمنة بعيدة جدا ، وأبدأ في تعلمها خاصة في اللغات التي لا نعرفها (كالصنهاجية ) ليست في اللهجة الحسانية ولا في اللغة لعربية وهذه اللهجات هي التي اشتقت منها اسماء بعض الجبال في الصحراء الغربية مثلا (ميجك) و(اوسرد ) و(دومس) هذه الأسماء ليست بالعربية وأنما (صنهاجية ) ونجد اشعارها كثيرة لكن بحورها لا زلنا نبحث عنها حيث نحاول أبداع بعض هذه الابحر حتى نجد لها مكانة في الشعر ثم نعرفها ونفهمها وبعد ذلك نضعها جانبا ).
بتصرف الاستاذ محمد عالي لمن

Contact Form

Name

Email *

Message *