رسالة تطمين الى نزار بولحية “البوليساريو كانت وستظل حتى تحقيق الهدف”
طالعتنا جريدة القدس العربي اليوم الاربعاء بمقال للكاتب التونسي نزار بولحية تحت عنوان "البوليزاريو: يكون أو لا يكون؟" اجتهد صاحبه في نسج قراءة مغلوطة للمسار النضالي الذي يخوضه الشعب الصحراوي تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وتقديم تحليلات بعيدة كل البعد عن القراءة الموضوعية التي تستند الى عناصر التحليل العلمي واستجماع المعطيات الموثوقة من المصادر ذات المصداقية، والابتعاد عن التموقع والتخندق في صف الدعاية ولبروباغندا.
وانطلاقا من الحرص على الحوار الهادئ، اطمئن الكاتب الى ان جبهة البوليساريو التي تأسست في 10 ماي 1973 كحركة تحرير وطنية لمواجهة الاستعمار الاسباني، نابعة من عمق الشعب الصحراوي وفي خضم المعاناة والحرمان وشحة الامكانيات وندرة الاطر القيادية، لتواجه حرب الابادة وتكالب الانظمة التوسعية من الشمال (المغرب) والجنوب (موريتانيا)، بوسائلها الذاتية، لتخرج منتصرة بشعب منظم وجيش يتقوى باستمرار بما يغنمه من معدات واسلحة واليات عسكرية من الجيش المغربي والقوى الكبرى الداعمة له وفي مقدمتها فرنسا والولايات المتحدة الامريكية وصمد خلال ستة عشر سنة من الحرب الضروس التي توجت باعتراف النظام المغربي بجبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي والجلوس معها لتطبيق مخطط التسوية الاممي الهادف الى تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي، ما يبدد الى الابد حلم القضاء على الشعب الصحراوي ووأد إرادته في استكمال سيادته الوطنية على كامل تراب الصحراء الغربية.
اما بخصوص التحولات التي تمر بها المنطقة، فاعتقد انها ليست باخطر من التي شهدتها في سبعينيات القرن الماضي، والتي كانت جبهة البوليساريو تكافح على اكثر من جبهة، لمواجهة مؤامرة التقسيم التي نفذتها اسبانيا باتفاق مع المغرب وموريتانيا، وانتصر فيها الشعب الصحراوي بعد انسحاب موريتانيا من الحرب والاعتراف بالجمهورية الصحراوية، فضلا عن التحولات التي شهدتها الحركة في نهاية الثمانينات والاحداث الدامية التي عاشتها الجزائر في العشرية السوداء وهي تضمد جراحها بمفردها وتتعرض لحملة مسعورة من قوى دولية حاولت اسقاطها كقلعة للممانعة والوقوف في وجه اجندات الاستعمار واستباحة الدول العربية وخلق نماذج الدول المسيرة من الخارج والتي يدرك الكاتب جيدا مآلاتها وهو يعيش التحولات التي تشهدها تونس، لتخرج الجبهة اكثر صلابة وانتشارا في الساحة الدولية وعضو مؤسس للاتحاد الافريقي.
الكاتب حاول الربط بين اللائحة التي اصدرها البرلمان الاوروبي للتشويش على المسار الانتخابي بالجزائر مع انطلاق الحملة الانتخابية بين المترشحين للرئاسيات القادمة، وهي اللائحة التي لم تنحصر إدانتها فقط على مستوى الخارجية الجزائرية والشعب الجزائري الذي خرج في مظاهرات السبت الماضي للتنديد بالتدخل الاوروبي السافر في الشأن الداخلي الجزائر بلد تمت ادانته من قبل البرلمان العربي والبرلمان الافريقي وغيرها من الهيئات المحلية والدولية.
بتحذيرات الخارجية الاسبانية لثني رعاياها المتضامنين مع الشعب الصحراوي من زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين، في محاولة يائسة للتاثير على عقد المؤتمر الشعبي العام الخامس عشر لجبهة البوليساريو والمزمع تنظيمه بعمق الاراضي الصحراوية المحررة ببلدة تفاريتي بقطاع الناحية العسكرية الثانية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي، وإن كنت اشاطر الكاتب في جزء من عملية الربط، اوضح له ان الهدف واضح من هذه الحملة الرامية الى اسقاط مؤسسات الدولة الجزائرية بتشجيع الاستمرار في حالة الفراغ.
وهو الهدف نفسه في محاولة إسقاط شرعية تمثيل جبهة البوليساريو للشعب الصحراوي، المعترف بها دوليا ولدى الامم المتحدة، وبمحكمة العدل الاوروبية، وذلك بغرض شرعنة الاستنزاف الممنهج للثروات الطبيعية للصحراء الغربية وتشريع الاتفاقيات الاقتصادية بين الاحتلال المغربي ودول الاتحاد الاوروبي التي حكمت محكمة العدل الاوروبية ببطلانها، والزمت بضرورة اشراك جبه١ة البوليساريو وموافقتها، ما يشكل احراجا للاتحاد الاوروبي ودوله المتشدقة باحترام القانون والحريات وتناقضاتها في خرقه وانتهاكه بالصحراء الغربية والانجرار خلف مصالحها الاقتصادية والبحث عن مخرج للانقاذ من حالة الاحراج.
وهذا ما يفسر الحملة المغربية على تنظيم المؤتمر بالاراضي المحررة ومراسلة الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي للضغط من اجل إفشاله او التاثير على اجواء المؤتمر الذي يمثل الالية القانونية لديمومة جبهة البوليساريو وتنبق منه القرارات المصيرية والوثائق الاساسية التي تعكس استراتيجية الجبهة على مدى الاربع سنوات القادمة، خاصة ان القيادة السياسية لجبهة البوليساريو قررت مراجعة التعاطي مع الامم المتحدة.
وفي الختام اقول للكاتب ان جبهة البوليساريو التي رسخت وجود دولة صحراوية تحظى بعضوية تامة بالاتحاد الافريقي واعتراف اكثر من ثمانين دولة عبر العالم، ولها تواجد دبلوماسي بمختلف القارات وتمارس سيادتها على ثلث اراضي الصجراء الغربية المحررة، اصبحت حقيقة لا رجعة فيها، وما نراه ونسمعه ونشاهده لا يزيد الصحراويين إلا اصرارا على افتكاك النصر وتحقيق الهدف المنشود في بناء دولة مستقلة، تمتلك السيادة على ارضها وقرارها السياسي.
بقلم: حمة المهدي
وانطلاقا من الحرص على الحوار الهادئ، اطمئن الكاتب الى ان جبهة البوليساريو التي تأسست في 10 ماي 1973 كحركة تحرير وطنية لمواجهة الاستعمار الاسباني، نابعة من عمق الشعب الصحراوي وفي خضم المعاناة والحرمان وشحة الامكانيات وندرة الاطر القيادية، لتواجه حرب الابادة وتكالب الانظمة التوسعية من الشمال (المغرب) والجنوب (موريتانيا)، بوسائلها الذاتية، لتخرج منتصرة بشعب منظم وجيش يتقوى باستمرار بما يغنمه من معدات واسلحة واليات عسكرية من الجيش المغربي والقوى الكبرى الداعمة له وفي مقدمتها فرنسا والولايات المتحدة الامريكية وصمد خلال ستة عشر سنة من الحرب الضروس التي توجت باعتراف النظام المغربي بجبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي والجلوس معها لتطبيق مخطط التسوية الاممي الهادف الى تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي، ما يبدد الى الابد حلم القضاء على الشعب الصحراوي ووأد إرادته في استكمال سيادته الوطنية على كامل تراب الصحراء الغربية.
اما بخصوص التحولات التي تمر بها المنطقة، فاعتقد انها ليست باخطر من التي شهدتها في سبعينيات القرن الماضي، والتي كانت جبهة البوليساريو تكافح على اكثر من جبهة، لمواجهة مؤامرة التقسيم التي نفذتها اسبانيا باتفاق مع المغرب وموريتانيا، وانتصر فيها الشعب الصحراوي بعد انسحاب موريتانيا من الحرب والاعتراف بالجمهورية الصحراوية، فضلا عن التحولات التي شهدتها الحركة في نهاية الثمانينات والاحداث الدامية التي عاشتها الجزائر في العشرية السوداء وهي تضمد جراحها بمفردها وتتعرض لحملة مسعورة من قوى دولية حاولت اسقاطها كقلعة للممانعة والوقوف في وجه اجندات الاستعمار واستباحة الدول العربية وخلق نماذج الدول المسيرة من الخارج والتي يدرك الكاتب جيدا مآلاتها وهو يعيش التحولات التي تشهدها تونس، لتخرج الجبهة اكثر صلابة وانتشارا في الساحة الدولية وعضو مؤسس للاتحاد الافريقي.
الكاتب حاول الربط بين اللائحة التي اصدرها البرلمان الاوروبي للتشويش على المسار الانتخابي بالجزائر مع انطلاق الحملة الانتخابية بين المترشحين للرئاسيات القادمة، وهي اللائحة التي لم تنحصر إدانتها فقط على مستوى الخارجية الجزائرية والشعب الجزائري الذي خرج في مظاهرات السبت الماضي للتنديد بالتدخل الاوروبي السافر في الشأن الداخلي الجزائر بلد تمت ادانته من قبل البرلمان العربي والبرلمان الافريقي وغيرها من الهيئات المحلية والدولية.
بتحذيرات الخارجية الاسبانية لثني رعاياها المتضامنين مع الشعب الصحراوي من زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين، في محاولة يائسة للتاثير على عقد المؤتمر الشعبي العام الخامس عشر لجبهة البوليساريو والمزمع تنظيمه بعمق الاراضي الصحراوية المحررة ببلدة تفاريتي بقطاع الناحية العسكرية الثانية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي، وإن كنت اشاطر الكاتب في جزء من عملية الربط، اوضح له ان الهدف واضح من هذه الحملة الرامية الى اسقاط مؤسسات الدولة الجزائرية بتشجيع الاستمرار في حالة الفراغ.
وهو الهدف نفسه في محاولة إسقاط شرعية تمثيل جبهة البوليساريو للشعب الصحراوي، المعترف بها دوليا ولدى الامم المتحدة، وبمحكمة العدل الاوروبية، وذلك بغرض شرعنة الاستنزاف الممنهج للثروات الطبيعية للصحراء الغربية وتشريع الاتفاقيات الاقتصادية بين الاحتلال المغربي ودول الاتحاد الاوروبي التي حكمت محكمة العدل الاوروبية ببطلانها، والزمت بضرورة اشراك جبه١ة البوليساريو وموافقتها، ما يشكل احراجا للاتحاد الاوروبي ودوله المتشدقة باحترام القانون والحريات وتناقضاتها في خرقه وانتهاكه بالصحراء الغربية والانجرار خلف مصالحها الاقتصادية والبحث عن مخرج للانقاذ من حالة الاحراج.
وهذا ما يفسر الحملة المغربية على تنظيم المؤتمر بالاراضي المحررة ومراسلة الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي للضغط من اجل إفشاله او التاثير على اجواء المؤتمر الذي يمثل الالية القانونية لديمومة جبهة البوليساريو وتنبق منه القرارات المصيرية والوثائق الاساسية التي تعكس استراتيجية الجبهة على مدى الاربع سنوات القادمة، خاصة ان القيادة السياسية لجبهة البوليساريو قررت مراجعة التعاطي مع الامم المتحدة.
وفي الختام اقول للكاتب ان جبهة البوليساريو التي رسخت وجود دولة صحراوية تحظى بعضوية تامة بالاتحاد الافريقي واعتراف اكثر من ثمانين دولة عبر العالم، ولها تواجد دبلوماسي بمختلف القارات وتمارس سيادتها على ثلث اراضي الصجراء الغربية المحررة، اصبحت حقيقة لا رجعة فيها، وما نراه ونسمعه ونشاهده لا يزيد الصحراويين إلا اصرارا على افتكاك النصر وتحقيق الهدف المنشود في بناء دولة مستقلة، تمتلك السيادة على ارضها وقرارها السياسي.
بقلم: حمة المهدي