الشهيد البشير اصغير الراضي و دقيقة صمت
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته!
بإسمي الخاص و عائلة الشهيد “البشير اصغير الراضي” اود ان اكتب ملاحظة جرت خلال هذا المؤتمر الخامس عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب و ابدأ و استشهد بقوله تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} سورة الأحزاب الآية 23.
مما اثار انتباهي في المؤتمر الخامس عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب مؤتمر “الشهيد البخاري احمد بارك الله” تعمدت هنا ان اكتب اسم الرجل صحيح حسب ظني لان اختزال اسم الله لا يجوز، ليست هذه “نقطتي”!
في هذا المؤتمر الذي أُفتتح بالترحم على الشهيد البخاري احمد الذي سُمي بإسمه، و ألقيت فيه خصال و نضال هذا الرجل الذي قدم نفسه لخدمة الوطن، أُثمن ذلك و اقدره أسمى التقدير و الإحترام، رحمة الله عليه و على والديه و والدينا و جميع شهدائنا و موتى المسلمين!
مما أثارني حقاً هو عدم الترحم على روح الشهيد كما نحسبه عند الله ” البشير اصغير الراضي” الذي أفنى حياته في خدمة الشعب و القضية الوطنية و التي كانت أولى اولوياته رحمة الله عليه، و للأسف انه توفى و هو يُحضر الوفود للمشاركة في هذا المؤتمر.
الشهيد البشير اصغير رحمه الله غني عن التعريف مثله مثل عائلته، و هو ثالث شهداء العائلة مع أختهم قدمتهم العائلة من أجل هذا الوطن، هذا الوطن الذي ضحى من أجله رجال ما فرقوا بين هذا أو ذاك!
ما أثارني حقاً هو لماذا لم تكن هناك دقيقة صمت ترحماً على روحه الطاهرة خلال الكلمة الإفتتاحية للمؤتمر هذا الشهيد الذي أفنى عمره خدمة للقضية و لم يتفانى و لو للحظة واحدة عن تقديم ما يخدم هذا الوطن و ما عاهد عليه رفاقه و الشهداء.
الشهيد البشير كان من أقوى رجال هذا الوطن حنكةً و تفطناً و ذكاءً و الكل يشهد له بذلك حتى انه لقب بـ ”كيسنجر الصحراء الغربية" عُرف بنضاله وصدقه وتفانيه، كما تربى في عائلة هي اول من فتح خيمتها لتحتضن ثوار الشعب الصحراوي و كانت و لازالت هي أهلٌ لذلك.
هذا الشهيد الذي أعطى حتى آخر رمق من حياته و التاريخ يشهد له بذلك، كيف لمثل هذا الرجل الا يجد مكاناً بين احضان شعبه الذي لن يرد له جميل عمله مهما فعل، لأنه رحل و ما عاد ينفعه إلا الترحم عليه ما الذي دفع القائمون على رئاسة المؤتمر إلى تجاهل دقيقة صمت ترحماً عليه.
كيف لمثل هؤلاء الرجال الذين مجدهم التاريخ ان لا تقف البشرية إنحناءً لهم، إن نسيتموهم فلا أظن أن احداً قد يتجرأ على تناسي من كان بجنبهم بالأمس القريب ليرحل عنهم للأبد و يترك بين أيدهم أمانة هذا الوطن و صون عهد الشهداء.
العهد الذي قطعه على نفسه في حياته اللا يخون وطنه ولا رفقائه الذين اسسوا معهُ اول لبنات الجبهة الشعبية التي أصبحت بكامل قوامها و مؤسساتها بعد اربعة عقود من العطاء الذي أفنى هو حياته كلها من اجل هذا العهد.
مع العلم ان بعض المتدخلين ذكَّروهم بذلك و لم يتداركوا خطأهم و لم يترحموا عليه في ختام هذا المؤتمر، ويبقى السؤال المطروح لماذا كل هذا؟! مع انه لن يأخذ منهم ثانية واحدة و لن ينقص من اعمارهم شيء، بل ان فعلوا سيكسبون ثقة الشعب اكثر و العكس صحيح!
حبذاً لو تفتتح الأمانة الوطنية اول اجتماع لها بدقيقة صمت ترحُماً على روحهِ الطاهرة بعد ما “تناسوه” في هذا المؤتمر الذي كان يحضره قبلهم و لم يكتب له الأجل ان يحضر فيه.
بقلم : تغلة لمنة بن طالب