منتدى المحيط الهادى يعصف بالديبلوماسية المغربية
العيون المحتلة 27 فبراير 2020
حصدت الديبلوماسية المغربية فشلا ذريعا آخرا هذا اليوم 27 فبراير 2020 نتيجة للمقاطعة القوية لحكومات الدول الاعضاء لمؤتمر المنتدى جنوب الهادى الذى أعلن المغرب عن تنظيمه بالأراضي المحتلة .
و بالفعل فبعد أن علمت غالبية تلك الدول بأن المغرب يريد ان ينظم اللقاء الثالث الذى يجمعه بدول المنتدى بمدينة العيون المحتلة تسابقت إلى الإعلان عن انسحابها من لائحة المشاركين بل طالبت بتغيير مكان انعقاده و بضرورة تنظيمه فى إحدى المدن داخل الحدود المغربية المعترف بها دوليا.
و نتيجة لحجم الفشل المدوي بالمقارنة مع الدعاية الكبيرة الموجهة التى نفذتها سلطات الاحتلال المغربى تجاه الرأي الداخلى المغربى لتوجيه انتظاره و إيهامه بتحقيق انتصارات ديبلوماسية لصالح المشروع التوسعى و العدوانى ضد الشعب الصحراوي لم تجد وزارة الخارجية المغربية و المديرية العامة للدراسات و الوثائق DGED من سبيل للتغطية على الفشل الذريع الذي سجلته كذبتهم الجديدة، المكلفة للخزينة المغربية، سوى إغراق قاعة الإجتماعات بالموظفين المغاربة و أعوان الأجهزة المختلفة و توزيع اللباس الصحراوى " الدراريع و الملاحف" عليهم و على الأفراد الأجانب المتورطين و هذا لإخفاء العدد الحقيقى للحضور الأجنبى الهزيل جدا و تغطية واحدة من أكبر الفضائح بعد فضيحة و مهزلة ما سمي بالقنصليات.
إعلان دول منتدى الجنوب الهادى رفضهم للذهاب إلى العيون المحتلة كما يريد المحتل المغربى و تغيير وجهة سفر وفودهم و مقاطعتهم للاجتماع يشكل درسا قويا للعدو المغربى تذكره بأن سياسة شراء الذمم و المغالطات ستكلفه الكثير من المال و الجهد مع نتائج كارثية.
وصلتنا رسائل كثيرة من دول تلك المنطقة تخبرنا أن المغرب لم يفصح عن مكان اللقاء و أنها تفاجأت عند سماعها بأن الإجتماع سينظم بالاراضى المحتلة من الجمهورية الصحراوية و رفعت رسائل الى المغرب تسفسره فى الأمر و لم تجد أي رد و قررت عدم المشاركة.
الأسلوب الخطير الذي يمرره الإحتلال كل مرة يتمثل فى توجيه دعوات فى كل الاتجاهات للحضور إلى عديد الملتقيات و التظاهرات مع تغطية كل التكاليف بالإضافة إلى تذاكر سفر من الدرجة الأولى و درجة الأعمال و غلاف مالى لكل مشارك إلا أن التذاكر و سفر المشاركين يكون دائما تجاه مدينة الدار البيضاء المغربية.
المفاجأة تكون دائما عند قيام المغاربة بتحويل الأجانب إلى طائرة أخرى بعد وصولهم إلى الدار البيضاء حيث تبدأ تسؤلاتهم عن وجهتهم الجديدة و فى غالب الأحيان لا يجدون إلا تقنيين ينحصر دورهم في تسهيل مهمة العبور ( الترانزيت) لينتهى بهم السفر إلى إحدى المدن المحتلة.
الكثير من المشاركين في مثل هذه الأحداث يذهبون بالإحساس باستعمال المحتل المغربى للغش و الإستغلال و المغالطات و الرشوة لتحقيق مآرب استعمارية و دعائية.
دول الجنوب الهادى تقف اليوم على زيف دعاية المحتل المغربى حول استعداده للإسهام في تنمية تلك المنطقة حيث أنهم سيتاكدون أن كل ما يقوم به هو من أجل إضفاء الشرعية على تواجده اللاشرعى فى الصحراء الغربية.
إن الإخفاق الكبير للمحتل فى هذه المسرحية الجديدة يثبت ان المجتمع الدولي لن يعترف للمغرب باي سيادة على الصحراء الغربية مهما فعل و مهما طال الزمن.
إن السيادة على الصحراء الغربية ملك للشعب الصحراوى و له وحده الحق في ممارستها. و ممارستها لا يمكن أن تكون إلا عبر إستفتاء حر عادل و نزيه.
إن تأثيث الوقت بالمسرحيات و الشطحات لا ينطوى على الشعب الصحراوي الذى يواصل بناء دولته المستقلة، التى تحتفل اليوم بذكرى اعلانها الرابعة و الاربعين، و يستعد فى نفس الوقت لبسط سيادته التامة على كامل ترابها الوطني مهما كلفه ذلك من ثمن.