-->

ملائكية الطهر ، معدن صحراوي خالص ...


لم أتمالك شعوري المنفلت من عقال اللحظة المحزنة وانا اراى صور جموعا تتوافد وتتناسل اعدادها من بين خيمنا وشعاب منفانا ... وهي تحج الي مقبرة ولاية اوسرد هذا الصباح لتودع رجلا الي الامس كان مقمورا يتحامل على سنينه وعلل كهولة أمضى عقودها مقاتلا كادحا مكاوحا يمشي في الظل بكل طيبة وقناعة وصمود وجلد ... 
جموعا تدعوا للتمعن فيما وحدها واهداها هذا النجد لتسيير عليه راجلة وركبانا موكب يليق بدلالات كثيرة محمودة و مذهلة رغم تنافر تلكم الدلالات وتناقضها في أحيان كثيرة ...
فا تشييع الشهيد الي مثواه الأخير هو استحقاق لرجل قضى يؤدي واجبا مقدسا في يوم ذا معنى له وللمؤمنين بمكانته في تاريخنا المعاصر . وحضور الاسلاك الأمنية بتنظيم محكم وبكثافة هو رسالة ايمان بالانتماء وتمجيد للوظيفة وعقد عهد في حضرة جثمان الفقيد لحظة توديعه ...
إلا أن للمشهد رسائل أعمق وأشمل ولعل أكثرها حضورا هو استهجان اشاعة مظاهر الفوضى وتهديد السلم الأمني لمخيماتنا الامنة ... .
فهل يعقل اولى الألباب؟!!!
عندما يتحول معسكر التمجيد والأكبار الي رجالات ونساء ميادين العطاء الذين يكافحون في الصفوف الخلفية وفي حنايا زوايا الظل ... فا اعلموا أن الشعب قد أكد تمسكه بحمله الجامع في مظهر استفتاء شعبي لاتؤطره إلا الغيرة والوعي بحتمية الصمود ... وليعلم من اتمنوا على مشروعنا الوطني ان الركب مستمر لمن شاء ان يحسن قراءة ان ملائكية الطهر هي معدن صحراوي صرف لا يقبل الاستثمار فيه خارج سياقات المنطلق والمبتغى العام .
بقلم: محمد لغظف عوة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *