-->

مراسيم الرئاسة : هل يستقيم الظل والعود اعوج؟


اعادت حركية الرئيس الأخيرة إلى واجهة الاحداث مع النقاش الحاد في الهيئات مسألة المحاسبة والجزاء في السلم التنظيمي والقدرة على تجاوز وضع الانسداد إلى أفق المجازاة على العمل كل بما صنع.
القادم من بعيد للحركة والدولة صاحبت خطبه الامال والطموحات التي ارتفع سقفها حدود السماء ،فالرجل  ذو المسار الحافل بالمهام والذي  تنوعت تجربته الداخلية والخارجية ولكن مراسيمه سبقت كل قول وأجهزت على كل حلم .
فمع كل استحقاق وطني يمثله المؤتمر تبرز الأسئلة الإشكالية المتعلقة بالتدبير و نقد التجربة قصد التطوير والتحسين لا التمكين لمنظومة الفساد التي طغت في السنوات الأخيرة و افقدت المشروع البوصلة صوب التحرير   .
واذا كانت محطة المؤتمر قد مرت دون الخوض في اسباب الفشل ومسبباته والحلول العلاجية الممكنة ، فإن التعيينات الأخيرة أعطت انطباعا يكرس بسلبية حالة الجمود والتخبط مع عدم مراعاة متطلبات المرحلة .
ودشنت التعيينات مرحلة جديدة قد يكون تكريس الدوائر الضيقة وحكم الفرد / الجماعة الخاصة أهم ميزاتها  في تطور يقود نحو مأسسة الفردية و سلطة المصلحة على حساب الشعب والقضية .
الترسيم الحكومي ظهر انه خضع لمنطق التوسيع قصد توريط الجميع باختلاق وزارات لا حاجة إدارية لها ولا قدرة اقتصادية على التعامل معها ، وانتدب اغلب الوزراء الذين فشلوا في إدارة  قطاعاتهم السابقة بصيغة توحي بالترقية .
مؤسسة الجيش مسها عصا الرئيس و احلام مستشاريه في وضع مفاجئ لم يأتي عليه المؤتمر ولا تقارير اللجنة التحضيرية وظهر الأمر وكأنه مغامرة بغاية توسيع النفوذ .
قطاع العلاقات الخارجية الذي يعرف ركودا منذ سنوات ويحصد انكسارات على مستويات عديدة عرف تدويرا ممنهجا لا يبشر بخير .
لم تحمل مراسيم الأمين العام للجبهة ورئيس الدولة ما يوحي بنقلة نحو الافضل وما زاد المخاوف  هو تحول القيادة الى  إدارة  المستشارين الخاصين ، وهو اسلوب جديد يبعث القلق لما له من عواقب  ، اذ لا يعقل أن يكون ذو السوابق في عدم الانضباط والتمرد على التنظيم وقراراته من يقود ويرعى الشأن العام .
فالدائرة الضيقة من مستشاري الرئيس الجدد تحمل صحيفة سوابقها تمردا وعدم انضباط تكرر مرات عديدة  ، إذ أن الجميع يتذكر  صحيفة مستشاري الرئيس في رفض تولي حقائب وزارية وتنظيمية عديدة
و يبقى السؤال المطروح لماذا يغلق باب الإستقالة امام الأطر التنظيمية ؟ وأي انضباط نريد .؟
وكيف نميز بين الغث والسمين ونحن نعيش عصر حكم البطانة الخاصة  والدعاية المغرضة .؟

Contact Form

Name

Email *

Message *