الدبلوماسية الجزائرية النشطة أعادها وعي الشعب الجزائري والمغرب تعيده فرنسا اليها...
تتجه اليوم زيارات من وإلى الجزائر من السعوديين والقطريين و"رزم الخليج"، التي تشبه "حزم التطبيقات" التي تقدمها شركات الهاتف، التي تنتهي تلقائيا بانتهاء موسم الموضات، موضة العراق وموضة سوريا التي تداخلت مع موسم اليمن ثم السوق الليبي فالقوم لهم من قديم الزمان أسواق عكاظ للعبادة والتجارة.
تلك الزيارات نتمنى الا تشبه أيام الحج والعمرة ورجم الشيطان التي قام بها بشار الأسد الى السعودية وأحضان القرن السابق و"قفة الخليج" وبهرجة الورود التي تراقصت لها وغنت ابواق "الطفرة الإعلامية" الخليجية آنذاك بالوحدة العربية ومجد الشام والحجاز.
كان حافظ الأسد حافظا لدروسه وفاهما لها، بينما كان بشار يحلم بالبشارة ولو كان يعلم أن اليد التي تمد اليه انما هي ذراع منشار ومقبض مطرقة وأن من يجالسهم انما هم روبوتات تحركهم المصالح الاستعمارية بالريموت كونترول وأن الاصنام أيضا تطور نفسها للعن الايدي وتف على الوجوه وتأبط فأس إبراهيم عليه السلام في كل زياراته.
اليوم يصرح الرئيس الجزائري مع "القزم الصغير" في قطر
في أن هناك "توافق تام" بين الجزائر وقطر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
كيف يمكن ذلك و"قناة الجزيرة" التي تتبع لقطر في تحد ووقاحة لاتزال تضع خريطة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ضمن الحدود المغربية، انه اختلاق قطري مخالف لخريطة إفريقيا ولما تتبناه أوروبا والأمم المتحدة والقانون الدولي واختلاف كبير في الرؤية للوضع الإقليمي.
وسيتجه الرئيس الجزائري الى الرياض بعد الزيارة المسبقة للقطري للجزائر، السعودية التي لم يجد أميرها وفتاها ومفتيها سلمان في زمن الحجر على زياراته ومجافاتها أيام كان دم المنشار لم يجف الا الجزائر التي تعاملت مع الامر من وجهة نظر القانون والعلاقات بين الدول التي يمكن ان تبعث أي رجل سياسي الى بلد آخر وعلى الدول أحبت ام كرهت استقباله خاصة في قضية تعني أهلها ليس للجزائر دخلا فيها في حين اعتذرت الرباط والكثير من الدول وهو ما يحمد للجزائر في التعامل الدبلوماسي.
زيارة مشبوهة لقطر التوقيت في فن السياسة له قراءته وله معناه، ترى أي رسالة ستحمل الجزائر من قطر الى السعودية، وهل سيكون لثلاثة أيام من الزيارة معنى آخر؟
علاقة بقضيتنا فالسعودية ستحتضن القمة الافريقية، وللجزائر بوزنها في افريقيا ما تضع وما ترفع، إفريقيا التي يتجه اليها المغرب بإيعاز من وكيلة أعماله فرنسا التي بدأت تعيش نوعا من فقدان القوة والسند بعد خروج بريطانيا المزلزل من الاتحاد الأوروبي وان خففت من وقعه الآلة الإعلامية الأوروبية، الا ان الخوف يسيطر على القرارات واللهجة المنفعلة في التعامل مع الأمور، تصريح وزيرة الخارجية الاسبانية الحاد في قضية الصحراء الغربية هو جزء من تلك الظلال والهستيريا التي تخيم على ما بقى من وقت لوحدة الاتحاد الأوروبي والرعب من اختلال التوازن الذي من حتمية الأمور وبديهياتها أن يحدث وقضيته معلقة على حساب من سيكون ومن سيغرق ليطفو اخاه؟
فكل يحاول أن يتموقع بالوزن الذي يليق به ويتشبث بالآخر فالبحث عن التلاحم الكبير بين اسبانيا وفرنسا ومجموعتهما التي اصبحت أكثر حذرا من انفلات عقد أوروبا وبالتالي محاولة الاحتفاظ بالمغرب الى جانبهما وتقوية الكتلة هو سيف ذو حدين حيث سيجعل المانيا وجوارها ينتهج ردة فعل معاكسة لذلك الجهد كما انه سيعجل
من زيادة عزلة المغرب عن الآخرين.
المغرب الذي بدأ باحتلال الصحراء الغربية بالمال الذي يحلب من السعودية مقابل تسويق العداء الجزائري-السعودي ثم لاحقا الخليجي انتهى، واشراك الاشقاء في موريتانيا في حرب ظالمة فشل فشلا ذريعا بوحدة الشعبين واعتراف الشعب الموريتاني والدولة الموريتانية بدولة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وحرية الشعب الصحراوي.
الجزائر اليوم تتجه الى السعودية برغبة السعوديين، والخليج بكل دوله تحج الى الجزائر، والازمة الليبية ستحل بعد حلولها في الجزائر والليبيون أهلها يتجهون كلهم الى الجزائر، الحليف الموثوق.
ورغم عدم ثقتنا في أصنام الخليج الا ان الأيام اثبتت أن الشعب الجزائري الذي صفق لفوز الفريق الفلسطيني على فريقه في استاد الجزائر لن يبيع لا فلسطين ولا الجزائر ولا الشعب الصحراوي، والشعب الجزائري هو الرهان الحقيقي وهو الكتلة الصلبة التي وقفت أمام الحلف الاستعماري الناتو وليس فرنسا وحدها من قاتل وستعود القيادة الجزائرية الى دورها الحقيقي بفضل ذلكم الشعب الابي.
بقلم حمدي حمودي