نزار بولحية يواصل هذيانه وجهله المركب بقضية الصحراء الغربية ... " من يريد جر الفلسطينيين إلى خيام تندوف؟"
من جديد تطالعنا جريدة القدس العربي ـ قطرية المنبع مغربية الهوى ـ على هذيان للكاتب التونسي نزار بولحية يوم امس 25 فبراير 2020 تحت عنوان " من يريد جر الفلسطينيين إلى خيام تندوف؟" وهو الموضوع الممزوج بالمغالطات والتناقضات والجهل المركب بحقائق الميدان والدفاع المكشوف عن النظام الملكي في المغرب ومحاولة تلميعه بمعطيات مغلوطة وتحويل دوره المخزي مع القضية الفلسطينية وخيانته العظمى التي لن تمحوها تسابيح بولحية، ولن تتركها دعوات أحرار فلسطين والعالم، الى مدح وتمجيد لنظام رئيس لجنة القدس العميل، الذي كشفته اسرائيل قبل غيرها بانه كان يتجسس لها على القمم العربية، وينظم زيارات عمل رسمية وغير رسمية، إلى الدولة العبرية، ودأب مسؤولوه ورجال أعماله على لقاء نظرائهم الإسرائيليين بالسر والعلن، سواء بإسرائيل أو خارجها، وكان اخرها لقاء وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة مع رئيس وزراء إسرائيل ورئيس حزب الليكود الإسرائيلي اليميني بنيامين نتانياهو على هامش الجمعية العامة الاخيرة للامم المتحدة بنيويورك ولعل بولحية يتذكر لقاء من هذا النوع جرى في العام 2007، ضم كل من محمد بنعيسى والطيب الفاسي الفهري وياسين المنصوري مع وزيرة الشؤون الخارجية الإسرائيلية بالعاصمة الفرنسية، باريس.
وإذا كان المغرب الذي يمجد بولحية دوره تجاه فلسطين مثل المحطة الاولى لمبعوث ترامب لصفقة القرن "كوشنر" ومباركة بيع فلسطين وتهويد القدس، فإن الجزائر الدولة المغاربية الوحيدة التي لا تعترف باسرائيل ولا تقبل المساومة على القضية الفلسطينية باي ثمن وتنسحب من كل المسابقات الرياضية التي تضم فرق الاحتلال بخلاف المغرب وتونس وموريتانيا وهي الدول التي ظلت تساوم على كرامتها وتبيع بها وتشتري القمح والخبز الحافي، واثبت التاريخ تبعيتها لمصالحها الضيقة على حساب القضايا العادلة، فبعضها اعترف باسرائيل والاخر يقيم علاقات معها في السر ويلعنها في العلن حال المغرب وتونس والبقية من ممالك وامارات الموز تاتي تباعا في مسلسل التطبيع المفضوح.
لا اعتقد ان بولحية الذي استفزه مثلما استفز المخزن المغربي الموقف المشرف للسفير الفلسطيني بالجزائر، برفعه لعلم الجمهورية الصحراوية خلال تظاهرة طلابية تضامنية مع الشعب الصحراوي، يجهل دور الجزائر في دعم ومساندة حركات التحرر عبر العالم، واحتضانها لمخيمات اللاجئين الصحراويين الفارين من قصف وقنبلة الجيش الملكي المغربي وهو يجتاح الصحراء الغربية عسكريا، ويقتل ويشرد اهلها منذ خريف 1975، وهي التي احتضنت إعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف يوم 15 نوفمبر 1988 ، والخطاب التاريخي للزعيم ياسر عرفات والذي جاء فيه أن المجلس الوطني الفلسطيني "يعلن باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف"، وقد حظيت الدولة الفلسطينية بعده باعتراف أكثر من ثمانين دولة اعترفت باستقلال فلسطين، وهو نفس عدد الدول التي تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الذي يقول بولحية ان اسبانيا لا تعترف بها وكأن اسرائيل تعترف بدولة فلسطين.
وليعلم نزار بولحية ان العلاقة المشتركة بين المقاومة الوطنية في الصحراء الغربية وفلسطين ليست وليدة اليوم، بل ممتدة الى بدايات التكالب الاستعماري على المنطقة، حيث التقى مؤسس جبهة البوليساريو الشهيد الوالي مصطفى السيد مع القادة الفلسطينيين في سبعينيات القرن الماضي في لبنان، وكانت لقيادات جبهة البوليساريو والجمهورية الصحراوية علاقات وطيدة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومؤسسها جورج حبش الذي كانت له زيارات الى مخيمات اللاجئين الصحراويين عبر خلالها عن مواقف الدعم والمساندة والنضال المشترك بين الشعبين الفلسطيني والصحراوي.
كما التقى جورج حبش، الذي يعتبر أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، بإبراهيم غالي اول امين عام لجبهة البوليساريو والرئيس الصحراوي الحالي وأبدى أيضا تضامنه مع قضية الصحراء الغربية، باعتبارها قضية تصفية استعمار حالها كحال القضية الفلسطينية.
ومواقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لم تتغير ولم تتبدل تبديلا عبر عقود الكفاح المشترك، وكان اخرها ما عبر عنه القيادي بها محمد صلاح خلال اشغال الجامعة الصيفية لأطر جبهة البوليساريو الدولة الصحراوية بالجزائر إنَّ "الشعب الفلسطينِي يعدُّ نفسه توأمًا كفاحيًّا للشعب الصحراوِي"
مردفا أنَّ بين الصحراويين والفلسطينيين قاسمًا مشتركًا ممثلًا في "مكافحة الاستعمار".
مبرزا " أنَّ "الاستعمار يظلُّ استعمارًا بغضِّ النظر عن الثوب الذِي يرتدِيه، على اعتبار أنه ليس في نهاية المطاف سوى فصلا من الاستبداد والاضطهاد".
هذا التقارب بين الشعبين التوأمين الذي يحذر منه بولحية اليوم الفلسطينيين بعدما تآمر عليهم العالم ولم يبق لهم سوى الكفاح سبيلا.
سبقته اجهزة الاستخبارات المخزنية والدبلوماسية المغربية في السنوات الأخيرة، مع تزايد الاتصالات بين الفلسطينيين والصحراويين والضغط على السلطات الفلسطينية وللاسف الشديد ان حركة المقاومة الاسلامية حماس رضخت للضغوط ومنعت لجنة التضامن الفلسطينية مع الشعب الصحراوي من دخول غزة، وقامت بحظر نشاطاتها التضامنية مع الصحراء الغربية المحتلة، لكن هذا لم يمنع اللجنة الفلسطينية التي زار رئيسها مخيمات اللاجئين الصحراويين والاراضي الصحراوية المحررة وشارك في فعاليات تضامنية عديدة مع نضال الصحراويين، عن مواصلة التضامن والدعم، غير آبه بالتهديد الذي كشفه رئيس اللجنة الفلسطينية محمد ماضي بالقول : “التهديدات الأخيرة و التي ما تزال مستمرة ليست الاولى من نوعها فالاجهزة المغربية و الاجهزة الحليفة لها وجهت تهديدات و مساومات قبل سنوات من الان، وكان اخر هذه التهديدات ما تعرضت له أسرتي مؤخرا من تهديدات على مواقع التواصل الإجتماعي للضغط على شخصي في موضوع الصحراء الغربية ومساندتي للشعب الصحراوي، وأعتقد أن الصحافة الصحراوية و الدولية تناولت الموضوع بالتفاصيل ” .
وبعد كل هذه الحقائق متى يستوعب بولحية ان زمن الخنوع والركوب في صف القطيع الذي يساق إلى الهاوية، قد ولى إن المقاتل غير الواعي سياسيا كأنما يوجه فوهة البندقية إلى صدره على قول الحكيم جورج حبش.
حمة المهدي ـ مخيمات اللاجئين الصحراويين
26 فبراير2020
26 فبراير2020