المشاركة السياسية للمرأة
تعد مكانة المرأة في المجتمع الصحراوي مثالا يحتذى به لحضورها القوي خاصة في التنظيم السياسي ، ويتجلى ذلك في مشاركتها في الخلايا السرية و المظاهرات المناهضة للإستعمار بشتى أنواعه ، و أثناء المسيرة التحريرية كان عليها تحمل العبء الأكبر في ظل غياب الرجل و إلتحاقه بجبهات القتال، فكانت الأم و المربية و الطبيبة و المعلمة و غيرها من المهام التي لم تثنيها عن أدائها أي معوقات طبيعية كانت أم مادية. وبالرغم من هذه التحديات لاتزال المراة الصحراوية اليوم في المناطق المحتلة تقارع العدو غير أبهة بما تتعرض له من أصناف التعذيب و التنكيل ،إلا أن هذا الجهد المبذول في الميدان لايعكس التواجد في المناصب القيادية العليا مما يدعونا إلى التساؤل عن أسباب هذا الغياب و التراجع غير المبرر ؟
بعد هذه اللمحة المختصرة يجدر بنا أن نعرف المشاركة السياسية للمرأة و التي تتمثل في الوصول إلى مواقع صنع القرار محليا و جهويا و وطنيا،من أجل المساهمة في صياغة البرامج و القوانين ذات الصلة بالمجتمع و خاصة المرأة
ومع أن الدولة الصحراوية تتبع سياسة أتاحت من خلالها فرصا عديدة للمرأة ،و كفلت لها جميع الحقوق السياسية و الإجتماعية بما في ذلك حق التصويت و الترشيح و الترشح ،لازلنا نلاحظ عند كل مشهد انتخابي أن و جودها في المقاعد العليا محتشم مما يعيق ايصال صوتها و مشاركتهافي القرار السياسي ،لتبقى بذلك المتلقية و المنفذة للبرامج و القوانين. و مكتفية بالتأطير في الخلايا السياسية داخل المخيم هذا مع أن النساء يشكلن نصف تعداد السكان و المالكات لحق التصويت و يحضرن بكثافة لصناديق الإقتراع و لعل ذلك يعود لعدم وعي بعض النساء بدورهن السياسي رغم و جود شريحة معتبرة من الكفاءات الجامعية في مختلف التخصصات، هذا إلى جانب فقد المرأة للثقة في نفسها أو في بنات جنسها،بينما يبرر البعض هذا التقاعس بعدم و جود طموح سياسي لديهن و أن هناك أولويات تحول دون المشاركة ،كما أن هناك من تتراجع لأتفه الأسباب و العراقيل ،إلا أنه و بالنظر لهذه الأسباب نظرة تفييمية نجد أنها تعود في مجملها إلى شخص المرأة، فما يحدث في الساحة السياسية من غياب يدل على أن المرأة لم تستغل الفرص المتاحة لصالحها و أن الأغلبية لازالت لم تعي بعد أهمية المحطة الإنتخابية ، مما يجعلها تفقد الكثير من الحقوق التي كان بإمكانها الحصول عليها من خلال حمايتها في قوانين الجبهة و دستور الدولة، و ذلك من خلال تفعيل حضورها السياسي و مد جسور الثقة بين النساء، و تعزيز ثقة المرأة بنفسها لتكون جديرة بتقلد هذه المناصب من أجل المحافظة على المكتسبات التي حققتها خلال مشوارها النضالي الحافل بالأمجاد.
بقلم : وردة حمودي احمدبابا.