-->

قراءة في حراك المطالبات بالتغيير في تاريخ المنظمة.


اذا لم يكن أي حراك للمطالبة بالتغيير مبنيا على أسس وواقع واضحة الأهداف والمعالم نحو التحول المطلوب او التغيير او الانتقال من الواقع المرفوض إلى ذاك المنشود وبفكر نخبوي بعيد كليا عن كل الحسابات الظرفية والضيقة ويحسب لكل خطوة حق تقدير عواقبها في المواجهة مع القوة المسيطرة على الواقع المرفوض التي تعتبر رأس المواجهة ، فسيحكم على ذاته بالانتحار وهو في المهد وبالتالي يتحول ذاك الحراك إلى قوة تحصين لذاك النظام المطالب بالتغيير نتيجة فشله ويكون هو الضارة النافعة ويسد أبواب كل محاولات التغيير في المنظور القريب وأحيانا يستنسخ النظام المطالب بالتغيير من نفسه حراكا مزعوما مفبركا لتقوية ذاته.
ونحن كحركة ناشئة محدودة القدرات الفكرية والمادية محصورة الممارسة النقدية خارج تواجد نفوذ سيطرة نظام الحركة الذي اتقن فن المراوغة في مواجهة مطالب التغيير بعزفه على أوتار العاطفة وتوزيع صكوك الاتهامات مما فرض على البعض تغيير قناعته بمشروع الحركة .
 محطات بالمطالبة بالتغيير 
 داخليا :
- 1 حراك ما يسمى باللجنة العسكرية 1974 والذي كان من ورائه مجموعة من نخبة أوائل المحافظين السياسيين المطالبين بمحاسبة ومراقبة هيئة اللجنة التنفيذية .
- 2 محاولة تغيير الأمين العام المنتخب التي من ورائها أعضاء من نفس الهيئة وتمت مواجهة الأمر من طرف اللجنة العسكرية بعد معالجة من طرف الأمين العام بالحفاظ على الهيئة والتخلص من اللجنة العسكرية ( بسجن أغلبية أعضائها) .
- 3 حراك مفبرك سنة 1982 للحد من نفوذ ومؤهلات أهل الجنوب ضمن سيناريو " من يحكم من " وكانتقام من التاريخ وتهيئة أرضية خصبة لما يعرف بالمؤامرة الكبرى او شبكة اهل الجنوب التي راح ضحيتها كثيرون .
- 4 محاولة تغيير الأمين العام للحركة في المؤتمر السادس سنة 1985 من طرف الأمين العام المساعد السابق .
- 5 حراك 1988 هو أقوى حراك في تاريخ المنظمة كاد أن يعصف بها بالتزامن مع حراك الحليف ، وهو أول حراك يأخذ طابع قبلي في تاريخ المنظمة بعد تقديم مجموعة من أعضاء الهيئة الثانية بالحركة ( المكتب السياسي ) لاستقالتهم ضد نفوذ الرجل الثاني المتنفذ آنذاك بالحركة ، فلم يكن المستقالون موفقين في استقالتهم باعتمادهم على الجانب القبلي ولم يكن النظام موفقا كذلك باسلوبه في علاج الموقف بتوظيفه للجبش في ردع المتظاهرين ، وهذا يعود إلى تراكمات من الصراعات بين أجنحة النظام و إقصاء بعض الشرائح الاجتماعية من قرار السلطة ويعتبر عمر الحضرامي الزعيم الروحي لهذا الحراك مع العلم انه كان ضد فكرة الاستقالة وهو آخر من وقع عليها ومحمد سالم ولد السالك هو من كان وراء عملية الاستقالة وحامل رسالتها للرئيس وهو أول من نظم المظاهرات ، وقد انقسم المستقالون تحت الضغط مابين قابل للنقد والتراجع وبين مصر على ما اقدم عليه كمثل عبد القادر ومنصور وحمدي براي الذين تمت معاقبتهم في سجن الرشيد كفترة تأديبية قاسية وتوقيف عمر الحضرامي معزولا بمفرده وللتاريخ فان عمر الحضرامي قبل ان يغير قناعته بالمشروع شعر رأس النظام بذلك ويبدو ان هذا الاخير كان في حاجة إلى ذلك التغيير لتبرير ذاته والصاق التهمة بخلفية الحراك ، وينقسم الرأي الصحراوي في أحكامه على هذا الحراك مابين التبشير بعهد حرية التعبير والانتقال من عهد الدكتاتورية والعجرفة والغطرسة وبين من يخون ذاك الحراك.... وهو الذي فتح مجال تغيير القناعات بالمشروع .....وللتاريخ حكمه .
- 6 خلية الضباط في منتصف التسعينات الذين حاولوا الضغط من باب المؤسسة العسكرية للتغيير وتمت إحالة اغلبيتهم إلى مهام مدنية كردع لحراكهم وقد ضغطوا من أجل إسترجاع الثقة لزميلهم عبد الله لحبيب .
- 7 حراك مركز بوكرفة بعد المؤتمر العاشر وهو خلاف بين رفاق الدرب بعد إزاحة ايوب لحبيب عن المؤسسة العسكرية وبمؤازرة البشير مصطفى السيد تحت ثمة ؟
8 - حراك أول محاولة لحجب الثقة عن الحكومة سنة 1999 كنموذج للتغيير وكان من ورائه كل من المرحوم محفوظ اعلي بيبا وابراهيم اكريكاو وتم ردع الحراك بتغيير مهامهما .
- 9 الحراك الشبابي 5 مارس المطالب بالتغييرالذي تزامن مع الربيع العربي سنة2011 .
 خارجيا : 
بعد نزوح ما عرف بالهجرة الثانية من الصحراويين إلى أوروبا ، شهد هذا النزوح كذلك حراكا بالمطالبة بالتغيير وكان هذا الحراك تحت الشبهة لدى النظام الصحراوي .
ـ حراك المبادرة الصحراوية للتغيير سنة 2017 
ولم يحقق كل من هذه المطالبات بالتغيير تغييرا اذا ما استثنينا حراك 88 .
بقلم: خبوز بشرايا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *