إعلامنا ومتابعته لفيروس كورونا
أظهر فيروس كورونا جوانب جيدة وأخرى سيئة للغاية في مدارات معالجات الإعلاميين الصحراويين لتطور هذا الوباء، ونتساءل هل ما تقوم به بعض الوسائط الاعلامية الصحراوية من نقل للأخبار ذات الصلة بالفيروس، وهي تعتمد على “نسخ ولصق” بعناوين مستفزة، مثل: فاجعة، كارثة، خطير جدا… وغيرها من المصطلحات والعناوين المستفزة للمواطن الصحراوي البسيط، مفيدة أم مضرة.
وتطرح تلك الإخباريات الكثير مِن التساؤلات عن الدور الذي يضطلع به بعض من المحسوبين على الإعلام الصحراوي، وتحديدا في هذا الوقت بالذات الذي تمر به البشرية بحالة خوف وقلق غير مسبوقين، واجب إعلامنا أن يعرف من نحن ولمن نكتب.
هذا قضاء وقدر ولا يجب أن تعكف كل أخبارنا على كل ما هو هائج ومائج ومهول؛ علينا أن نبث الطمأنينة في النفوس وأن لا ندفع الناس إلى الذعر والخوف والترقب.
صحيح أن كورونا كغيره من الأمراض التي يجب علينا الانتباه لها لمنع وصولها إلينا، ويكون هذا الأمر بتقصي الحقائق من الجهات الرسمية المعتمدة وليس عبر وسائل التواصل وتعليقات المستخدمين، وهذا ليس رأيي إنما هو رأي منظمة الصحة العالمية، لذا إن أفضل طريقة لمكافحة ذلك هي توفير “المعلومات المناسبة للعمر، والاطمئنان…”؛ لأن بعض المصطلحات قد تضر أكثر ما تفيد، وخاصة لأصحاب الأمراض المزمنة شفاهم الله، وكأننا نصل إِلى حدِّ تيئيس الناس وخاصة الطبقة الأوسع، المكونة مِن البسطاء من شعبنا تحت حجة البحث عن السبق الإعلامي.
لإعلاميينا اليوم دور بالغ في مرافقة شعبنا في هذه الظروف الصعبة وليس بالتهويل أو السبق أو العناوين الفضفاضة، وإنما في مجال التوعية بأسلوب سلس، مرن، لطيف… ولعل القاعدة الذهبية والحكيمة التي يجب اعتمادها في هذا الظرف هي: لا هلع ولا إستسهال كذلك؛ نحن شعب نؤمن بالقضاء والقدر، الحذر واجب واتباع الإرشادات الصحية ضروري، والمسؤولية الوطنية تملي علينا تكاثف الجهود.
نأمل أن يصنع الإعلام الصحراوي اليوم ربيعا حقيقيا يمد الناس بالأمل وطرائق الأمل، هذه هي رسالة الإعلام والإعلاميين الصحراويين في أوقات المحن والملمات، واجبنا جميعا أن ننشر الأمل دوما في النفوس، ونبث التفاؤل ونطلق الطمأنينة بين أفراد شعبنا في ساعات الأزمات.
اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا الوَبَاءُ بِذَنْبٍ ارْتَكَبْنَاهُ أو إثْمٍ إقْتَرَفْنَاهُ أَوْ زُورٍ جَنَينَاهُ أَو ظُلْمٍ ظَلَمْنَاهُ أَو فَرْضٍ تَرَكْنَاهُ أو عِصْيَانٍ فَعَلْنَاهُ أو نَهْيٍ أتَيْنَاهُ أو بَصَرٍ أَطْلَقْنَاهُ فإِنَّا تَائِبُون إِلَيْكَ فَتُبْ عَلَيْنَا يَارَبِّي وَلاَ تُطِلْ عَلَيْنَا مَدَاهُ وَرُدَّنَا إلى بَيْتِكَ رَدًّا جَمِيلاً.. الْلَّهُمَّ أَحْسِنْ خَاتِمَتَنَا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا.. الْلَّهُمَّ اصْرِف عَنّا هَذَا الْوَبَاءَ لاَ فَاقِدِينَ وَلاَ مَفْقُودين اللَّهُمَّ احْفَظ شعبنا وذوينا وكُلَّ عَزِيزٍ.. الْلَّهُمَّ دَعَوْنَاكَ كَماَ أَمَرْتَنَا فَاسْتَجِبْ لَنَا كَمَا وَعَدْتَنَا
بقلم: لحسن بولسان