المستشار بالرئاسة ابراهيم الخليل يعزي في رحيل القيادي والمناضل الكبير: أمحمد خداد موسى
بسم الله الرحمن الرحيم
بتاريخ 01 ابريل 2020
تعزية في رحيل القيادي والمناضل الكبير: أمحمد خداد موسى
الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم تنزيله: (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيام فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرورة) صدق الله العظيم.
وقوله تعالى:" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " صدق الله العظيم.
بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره، تلقيت ببالغ الحزن والأسى خبر رحيل المناضل الكبير والقيادي المحنك أحد صقور القضية الوطنية والدبلوماسية الصحراوية، المغفور له بإذن الله تعالى، الأخ أمحمد خداد موسى، عضو الأمانة الوطنية، عن هذه الدنيا الفانية بعد صراع طويل مع المرض.
بهذا المصاب الجلل، أتقدم لعائلة الشهيد وكل أبناء الشعب الصحراوي المجاهد، بخالص التعازي واصدق مشاعر المواساة القلبية، سائلا المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد الغالي برحمته الواسعة ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقا، ويجزيه خير الجزاء لقاء ما قدم من جهد مضني وتضحيات جسام منقطعة النظير من أجل القضية الوطنية وحرية وكرامة الشعب الصحراوي، وأن يبدله دار خيرا من تلك الدار التي كان فيها، وأن يلهمنـا جميعا جميل الصبر والسلوان، إنه سميع مجيب، البقاء لله وحده.
لقد كان الفقيد رحمه الله تعالى من أوائل الطلبة الصحراويين الذين انخرطوا باكرا في صفوف الثورة، وساهموا في التعبئة داخل الأوساط الطلابية والشعبية، وقد عرف عنه رحمه الله أنه إنسان بسيط خلوق، مخلصا وطنيا صادقا غيورا على القضية الوطنية، وخلال مسيره النضالي ـ وهو الحاصل على الإجازة من جامعة وهران ـ تميز بحنكته السياسية والدبلوماسية وقدرته الكبيرة على التحليل ومواكبة التطورات والمتغيرات في العلاقات الدولية لما له علاقة بالقضية الصحراوية، وكان بحق احد القادة البارزين في مسيرة كفاح الشعب الصحراوي وقد لعب دورا محوريا في مسار التفاوض مع المحتل المغربي وكذلك أشرافه المحكم والذكي على إدارة المعركة القانونية حول نهب الثروات الطبيعية لوطننا داخل المحاكم الأوروبية وغير ذلك من المعارك والملاحم الدبلوماسية في مختلف المحافل القارية والعالمية، وكان رحمه الله لا يخشى في المرافعة عن حق شعبه لومة لائم ومتيقنا من حتمية النصر، سخر في سبيل ذلك حياته كلها بكل تفان وجد ومثابرة حتى الرمق الأخير.
حقاً لقد كان رحيله خسارة لا تعوّض، فقد رحل والقضية لم تزل بحاجة إليه، وما كان ذلك إلا لحكمة ولسر يعلمه الله سبحانه وتعالى، وما ذلك إلا ليعظم له الأجر والمثوبة عند الله وحده لاشريك له وهو علام الغيوب.
فقدناه، وفوق ذلك دعونا له المولى عز وجل بالمغفرة والرحمة وجنة الفردوس، فالشهداء لايموتون، فهم يرحلون بأجسادهم وبصماتهم تبقى، والشعب الصحراوي يفقد أحد قادة مسيره الكفاحي الذين تركوا قاطرة القضية على السكة التي تمكنها من تحقيق ما كان يتوق له الشهيد ورفاقه الذين سبقوه، وهو تحقيق الهدف المنشود المتمثل في الحرية والاستقلال الوطني، وهذه هي سيم الوفاء والإخلاص مصداقا لقوله تعالى: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" صدق الله العظيم.
أخيراً، نقدر في العائلة الكريمة للفقيد وكل أبناء الشعب الصحراوي قوة الصبر والاحتساب، مصداقا لقول الحق جل وعلا:" وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون". صدق الله العظيم.
فنحن متيقنون أن الموت باب كل الناس داخله وهي سنة الله في خلقه، والمولى عز وجل يخاطب الرسول الكريم في كتابه العظيم:" إنك ميت وإنهم ميتون"، تلك هي مشيئة الرحمن والله علام الغيوب، فنسأل الله العظيم أن يحسن لنا الخلف، إنه سميع مجيب.
والله إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وما نقول الا ما يرضى الله " انا لله وانا اليه راجعون".
وخيرُ ما نعطر به روح الفقيد الطاهرة رحمه الله، قول المولى عز وجل:
" يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى " صدق الله العظيم
وعظم الله أجرنا جميعا
ابراهيم الخليل
مستشار بالرئاسة
