-->

رجل ليس ككل الرجال


قال سبحانه وتعالى "من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلو تبديلا " صدق الله العظيم
الموت حقٌ على كل حي، فحين يأتينا هذا المصاب الجلل في من نحب تختلف ردود أفعالنا معبرةً عما تختلجه صدورنا من الحزن والأسى.
رحل أمحمد خداد في الفاتح من أبريل وغاب عن مشهد الحياة بصمت، لكن تبقى بصماته العملية يافعا تحمل الراية وتقود المسيرة النضالية إلى حيث المجد والسؤدد والانتصار.
عندما يرحل أحد العظماء تنقص الأرض من أطرافها، وتنطفئ منارة كبرى كانت ترسل إشعاعات نضالية . عندما يرحل العظماء تنفطر لذهابهم القلوب، لكونهم حماة القضية وركنها الركين، وصمام أمن قيمها ومبادئها التي ترتفع بها إلى مصاف الأمم الخالدة ذات الإسهامات الكبرى في حياة البشرية.
لا نرثي اليوم رجلا عاديا أو شخصا عابرا بل نقف بمشاعر عميقة تشتعل فيها الحسرة والألم في موقع رثاء رجل ليس ككل الرجال بوزن أمة.. رجل أحيا شعبه ورافع عن قضيته في عديد المحافل الدولية . في حقبة الحداثة الزائفة، وعمل ليل نهار لخدمة القضية الوطنية التي تآمر عليها القريب والبعيد، في زمن التبعية والهوان والردة عن المبادئ الناصعة والمعاني الجميلة.
رجل ليس ككل الرجال، ورمز ليس ككل الرموز، رجل حمل عبأ ملفات عدة :ـ كملف التنسيق مع المينورسو وتحديد الهوية ، و ملف المفاوضات ،و ملف الثروات والدور الذي لعبه في المعركة القانونية التي تخوضها الجبهة لحماية موارد الشعب الصحراوي ،وملف حقوق الإنسان ،وملف الإحصاء والعلاقات الخارجية الى جانب ملفات اخرى . فما تركه الرجل الفذّ من خلال سيرته النضالية ، يضعه -حتما ودون جدال- في المرتبة الأسمى التي لا يجاوره فيها إلا نفر قليل ممن صنعو الأحداث ورحلو ومعهم المصداقية .كالشهيد محمد عبد العزيز ،المحفوظ أعلي بيبة ،الخليل سيدي أمحمد،البخاري أحمد ،البشير الصغير ،وسلامة هنان الى جانب مجموعة من شهدائنا الابرار الذين غادرو هذا الكون على حين غفلة .
رجل ليس ككل الرجال عرف بوطنيته الصادقة ،وإخلاصه ،ووفائه ،لخدمة الشعب والقضية .وتمسكه بمبادي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ،واهدافها السامية في الحرية والكرامة .
رحم الله فقيد الشعب الصحراوي أمحمد خداد موسى لحبيب ، واسكنه فسيح جنانه ،مع الشهداء والصديقين ، وألهم ذويه الصبر والسلوان ، إنه سميع مجيب .
إنا لله وإنا إليه راجعون .
بابا السيد لعروسي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *