-->

الشهيد امحمد خداد... فارس يأبى الرحيل


بسم الله الرحمن الرحيم "ولا تحسبنَّ الذين قُتِلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون" صدق الله العظيم.
تلقينا ببالغ الحزن والأسى، في مجموعة صحراويون ضد نهب الثروات الطبيعية، نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى امحمد خداد يوسف، المنسق الصحراوي مع بعثة المينورسو والمكلف بالعلاقات الخارجية وملف الثروات الطبيعية في الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو بعد سنوات طويلة من العطاء والتضحية في سبيل قضية الشعب الصحراوي العادلة وبعد صراع مرير مع مرض عضال.
وأمام هذا المصاب الجلل نتقدم نحن أعضاء مجموعة صحراويون ضد نهب الثروات الطبيعية بأصدق التعازي والمواساة إلى عائلة الفقيد والى الشعب الصحراوي قاطبة ونتضرع في هذه اللحظات العصيبة إلى العلي القدير أن يتغمد روح الشهيد امحمد خداد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه وكافة أطياف الشعب الصحراوي جميل الصبر والسلوان.
لقد قدّم الراحل سنوات عمره في خدمة الشعب الصحراوي والدفاع عن قضيته العادلة على مختلف الاصعدة، وساهم منذ اندلاع الثورة في تعبيد طريق الحرية والاستقلال لشعبه بمجهودات لم تعرف الفتور وهو الذي لم يتسرب إلى قلبه اليأس يوما وظل يبعث الأمل حتى وهو طريح الفراش يكابد المرض اللعين.
و ترك الشهيد بصماته في مختلف المجالات في الحركة الوطنية ومؤسسات الدولة الصحراوية بكل تواضع وتفاني، دبلوماسي محنك ينجز المهام على أتم وجه، مسير رزين يتعامل بمسؤولية مع القواعد الشعبية، قائد فذ ومفاوض متمرس شهد جميع جولات المفاوضات وكله أمل ويقين في حتمية النصر والاستقلال رغم الصعاب والتحديات.
تولى الفقيد دفة تسيير ملف الثروات الطبيعية بكل اندفاع ووعي واحترافية وخبرة ما مكَّنَه من تكبيد العدو الخسائر وتمكين شعبه من الانتصارات التي لم تكن لتخطر على بال أكثر المتفائلين في زمن تراجع الأمم المتحدة عن دورها المنوط، فوضع الاتحاد الأوروبي في زاوية إزاء تورطه في نهب ثروات الشعب الصحراوي بتواطؤ مع الاحتلال المغربي وجعله بذلك في مواجهة محاكمه التي أكدت على الوضع المتميز والمنفصل للصحراء الغربية عن المغرب. وعلى ضوء ذلك، بدأ يقود معارك قضائية ضد كل من يتورط في نهب ثروات شعبه فمن محاكم جنوب أفريقيا إلى باناما ومن فرنسا إلى نيوزيلندا وغيرهم، ظل يرسم الخطط ويتابع التنفيذ حتى وهو يقارع المنية في أيامه الأخيرة...
ولقد جمعه بالمناضلات والمناضلين في مجموعة صحراويون ضد نهب الثروات الطبيعية أو الحملة الصحراوية ضد نهب الثروات الطبيعية سابقا، ميدان العمل نفسه، فوجدنا فيه نعم الأب النصوح، والقائد المتبصر والمستشار المستنير بل وحتى الجندي الذي ينتظر منا الرأي والمشورة بكل تواضع ليؤدي دوره الميداني كواحد منا وظل منيعاً للتشجيع المستمر، ولم نجد منه إلا الاستعداد الدائم والتدخل الحاسم دون تردد كلما احتجنا إلى مساعدة أو تسهيل منه وظل يبعث فينا الأمل ويحفزنا على تخطي الصعاب ويثمن العمل والخطوات التي نقوم بها رغم تواضعها. كل ذلك يجعلنا بفقده أمام أكبر خسارة لنا منذ بدأنا هذا العمل المتواضع، ويجعلنا نشعر بجسامة المصاب وهول الفاجعة التي يشعر بها كافة الشعب الصحراوي اليوم وهو يودع أحد أبناءه البررة الأوفياء.
سيظل امحمد خداد وان رحل عن دنيانا في قلوبنا باقياً ينير خطانا على درب الشهداء الذين سبقوه دفاعاً عن قضية الشعب الصحراوي العادلة، وعزاؤنا في فقده قوله تعالى في محكم تنزيله "ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".
إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا على فراقك يا امحمد لمحزونون وإنا لله وإنا إليه راجعون.
هابانا لوشاعة
رئيسة مجموعة صحراويون ضد نهب الثروات الطبيعية

Contact Form

Name

Email *

Message *