-->

تترنح عيوبنا بين القدح والاقتراح


لا تستغني التنظيمات الثورية عن البحث عن عيوبها التي تسبب لها الضعب، إن لم تعالح، لكن كشف العيوب دون بدائل هو الخراب بذاته، فيجهل الكثير منا ان القدح (الْعَيْبْ) يقتل كما يقتل الرصاص وهناك من يتجاهله وهناك من يتعمده قطعا، ومنا من يخطأ او يبالغ في توصيف العيوب نظرا لمعرفته لاشياء وجهله لاخرى، فالصحيح إذن هو كشف العيوب واقتراح البدائل وتفادي المبالغة والتهويل، والتدقيق المسبق في العيوب ومسبباتها وإمكانية عجلاها بمسؤولية وموضوعية بغيدا عن الذات والذاتية ودون ضوضاء، كما ان طرق تمرير تلك العملية ذات اأهمية بالغة مثل الغالب الذي تمرر فيه.
ان اي عمل شعبي لا بد له من الحفاظ على معنويات عالية للمنتسبين وقدر كبير من التفاءل للحفاظ على التصميم القوي على انتزاع الاهداف، خاصة في التنظيمات ذات الامكانيات المحدودة والخبرة الحديثة المتواضعة لمواجهة اعداء متجهزين في كل الميادين، مما يتوجب عليها ان تنتزع اخطائها و عيوبها من جسمها المسلح بالامل والمعنويات وقوة التصميم على مواصلة النضال حتى النصر، كما تنتزع الشعرة من العجينة، ولا يصح التشهير بالعيوب قبل توجيد البدائل وإلا كان ذلك بمثابة فتح الباب للعيوب لتلتهم التنظيم من خلال التهامها للمعنويات فالامل والتصميم تبعا لذلك. فالنحجب العيب حتى نعثر على الحل("عَوْجُ وَ لاَ عَوْزُ") كمن تحبس الانفاس، وكأننا امام عملية تبديل قطعة منتهية بقطعة اخرى، حيث لا يصح ذلك في غياب القطة الصالحة حتى لا تتوقف الالية عن العمل، فيكون من الازم ان نتفادى التبويغ بما نعرف وما لا نعرب دون قيود لان ذلك بمثابة فتح شرايين التنظيم لتسيل "سَبَهْلاَلَ" هدرا وعبثا، فالسياسة الغير مسيس لها لا تبنى عليها امجاد "بُنَيَّاتْ التَّخْمَامْ" جربها شعبنا منذ أمد بعيد ولم تأتيه بنتيجة.
إذن فمن كان لتنظيم الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، عليه التدقيق في العيوب ومراعات كافة الظروف وتحضير البدائل وانتقاء سبل العلاج بهدوء وسلاسة وبعد نظر، وعلى المبتدئين والمتعلمين تعلم ذلك، و من كان عليها فاليعلم ان الجهل تمحوه المعرفة وان المعرفة والارادة متوفرتين في هذا الشعب الذي صنع المعجزات، وان للغفلة علاج، و ان الشعب الصحراوي لن يفرط في مصيره وأدوات تحقيق استقلاله الوطني وعلى رأسها هذا التنظيم الذي انتشلنا من التشرذم وقضينا به على الفوضى وواجهنا في إطاره مؤامرات لا تحصى خرجنا من جلها منتصرين، وننشد به العلى ونواصل به صعود القمم وستكلل مسيرتنا بريادته بنصر اكيد بإذن اللّٰه وعونه.
2020/04/22
محمد فاضل محمد اسماعيل obrero

Contact Form

Name

Email *

Message *