-->

جبهة البوليساريو: روح الشعب الصحراوي


عجباً، لمن يتصور أنه بعد أكثرمن أربعة عقود من ولادتها من رحم الشعب الصحراوي، يمكن اليوم بجرة قلم عرقلة تقدم الجبهة الشعبية نحو تحقيق الأهداف التي جاءت أصلا من أجلها و في مقدمتها الإستقلال الوطني
عجباً، لمن يجهل أو يتجاهل أن الثورة الصحراوية، لا و لن تموت، لأنها فكرةٌ راسخة رسوخ الجبال لاتترنح و لاتهتز في قلوب و ضمائر أبنائها و بناتها المخلصين، و الفكرة قائمة على مبادئ و قيم و التزام و أخلاق تَسري في عروق ودماء كل صحراويٍّ صحراوي.
عجباً، لمن يعمى، عن أن يرى البراعم و الأطفال و الشبان ينشدون بملئي حناجرهم جِهارا نهارا و أمام أعين الإحتلال، نشيد الجبهة الشعبية " أنا الرفيق المُستحِل..." في شوارع المدن المحتلة و امام المحاكم في مراكش و الرباط و غيرها، فضلا عن ساحات الكليات والجامعات، ((أفلمْ يَسيرُوا في الأرض فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها أو آذانٌ يسمعون بها فإنها لا تَعْمَى الأبصارُ و لكن تعمى القلوب التي في الصدور)) الآية 46 من سورة الحج.
عجباً، لمن يعتقد اليوم أن الصحراويين سُذجٌ،أغبياءٌ و بُلهاء لم يستفيدوا من التجارب الصعبة و المريرة التي مروا بها أثناء مسيرتهم الكفاحية التي استعمل فيها العدو أنذل و أقبح ماجادت به قريحة مخابراته من دسائس و مؤامرات، إستهدفت وجودهم كشعب وكعنصر بشري. ليس هناك حرب نقية وأخرى غير نقية و الغبي هو الذي يعتقد ذلك.
إن الثورة ليست بالتفاحة التي تسقط عندما تَنضُج، كما يتصور المصابين بعمى الألوان، فنضج الثورة الصحراوية وتصلب عودها وعضها بالنّواجد على المشروع الوطني لا مساومة عليه ولاحيادة عنه ، هو الذي نسف ليس خطط مخابرات الإحتلال المغربي بل معها الإسبانية التي أصبحت لا تتستر على أفعالها دون ان نذكر الفرنسية التي هندست للغزو الملكي للصحراء الغربية عام 1975. بكل تأكيد أن الصحراويين أكثر إدراكا ووعيا اليوم و أكثر معرفة و تكوينا لن تنطلي عليهم شطحات البعض هنا و تَنطُع الآخر هناك تحت أي مسمى و مهما رفع من شعارات، و لن يخونوا دماء الشهداء الذين سقطوا باسم الجبهة الشعبية و لاآهات المعتقلين الذين أعتقلوا باسم الجبهة الشعبية و لا أنين وصراخ اولئك الأبرياء الذين دفنوا باسم الجبهة الشعبية وهم أحياءا في المقابر الجماعية أو رميَّ بهم من الطائرات المغربية.
إن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب هي روح الشعب الصحراوي و من يسعى الى سلب هذه الروح و قتلها فقد إستهدف بالقتل و الإعتداء الشعب الصحراوي قاطبة حتى اولائك الذين لهم مآخذ على نمط التسير و الخطط و بعض من السياسات العامة لقيادات الجبهة و كما يقال: " لخبار منين تلحك مولانا اتوكف".
إن الورطة التي وضعت الجبهة الشعبية النظام المغربي فيها،بقرارها مراجعة خطة السلام و إحراجها للأمم المتحدة بذات الموقف، جعلت المخزن يلعب ورقة استهداف، ليس القيادة الصحراوية فحسب كما فعل أثناء التحضير للمؤتمر الخامس عشر- حيث يبدو أنه يئس من تحقيق مراده-، بل المشروع الوطني ككل الذي تتبناه الجبهة الشعبية ، لكن إن الذين نصحوه بذلك و جيَّشوا أنفسهم لخدمته، غاب عنهم أنهم إنما بعملهم هذا، قدموا لجبهة البوليساريو خدمة يشكرون عليها، حيث نبهوا الجسم الصحراوي واستفزوا حِسه الوطني ونخوته وفَطَّنُوه بالخطر و هَيجوه ضد العدو المغربي و عملائه من الصحراويين مع الأسف، مماضاعف أكثر بالتشبث بالجبهة الشعبية و حمايتها و الدفاع عنها بوصفها هي الإناء الذي يوحد كل الصحروايين مهما كان حجم خلافاتهم.
إن الصحراويين في أعناقهم قسمٌ و عهدٌ مع الجبهة الشعبية سيبقون ماضون فيه بلا كلل جيل بعد جيل و يقولون للمتربصين بالمشروع الوطني ..صبرا..فصبرا حتى حين... فبعد لغة الكلام لغة النار و الحديد و"الجبهة الشعبية روح الشعب الصحراوي".
بقلم: محمد فاضل محمد سالم

Contact Form

Name

Email *

Message *